الأحد، 12 فبراير 2017

سلسلة الملعون .. العدد الثاني (المواجهة) .. كامل.

وصل ادام ومعه ديفيد إلى مطار جون اف كنيدى الدولى بنيويورك.  وبعد المرور من صالة كبار الزوار. تحدث ديفيد قائلا لقد تم حجزغرفتين لنا لكى نرتاح حتى موعد الطائرة. امامنا 8 ساعات فقط . سأله ادم اى طائرة وإلى اى البلاد سوف نسافر. رد ديفيد: سوف نذهب إلى (رافتن). قال ادم ولما رافتن. اجاب دفيد قائلا. (رافتن) تمتلك اكبر المعامل التى تقوم  بالدرسات الطبية على الحيوانات. تقوم (رافتن) بإجراء التجارب على 500,000 حيوان كل عام. ولا يوجد اى قانون يمنع من قتل الحيوانات . ناهيك عن قتل البشر. انه المكان الأمثل الذى اختاره ابليس لكى نكمل فيه ابحاثنا. قال ادم حسنا هيا نذهب لنستريح.
دخل ادم إلى غرفته واخذ يبحث فى اغراضه عن الهاتف المحمول المعتاد. وتذكر عندها كيف كان يقوم بالإتصال على الجزيرة الملعونة دون الحاجة إلى اى هاتف, بمجرد ان يتكلم يظهر الشخص امامه فى صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد. ثم اكمل بحثه حتى عثر على جواله وبدء بتشغيله.
 اخذ يبحث عن ارقام من يستطيع مساعدته من اصدقائه. وبعد البحث الكثير لم يجد اى انسان فى دائرة علاقاته العادية يستطيع ان يساعده فى هذا الموقف. حيث ان كل معارفه من الأطباء والطبقات الإجتماعية الراقية. فترك الجوال واستسلم إلى النوم بعد ان قام بضبط وقت الإستيقاظ فى تمام الخامسة صباحا. اى قبل ميعاد الطائرة بساعة ونصف.
 توجه ادم إلى المطار , وعند دخوله صالة الركاب لاحظ رجل يقف عند احدى ماكينات تحضير القهوة السريعة , وعلم انه ديفيد بسبب قامته الطويلة وشعره الأصفر الناعم ولحيته القصيرة ذات اللون الأحمر المرسومة طبقا لخطوط الأزياء. اقترب منه ادم ثم سأله هلا قد احضرت لى واحدة. فأجابه ديفيد دون ان يلتفت إليه حيث كان مشغولا بإستلام كأس القهوة الثانى. وناول ادم كوب من القهوة وهو يقول له. قهوتك جاهزة يا صديقى ,هل حصلت على قسط جيد من الراحة؟ فاجاب ادم: نعم انا على ما يرام ولكن ينقصنى كوب القهوة هذا. قالها وهو يتذوق اول رشفة من القهوة.  
استقلا الطائرة سويا فى رحلة استغرقت 17 ساعة تضم التوقف فى مطار شارل ديجول بباريس لمدة 3 ساعات. حتى وصلت الطائرة الساعة التاسعة والنصف مساءا بتوقيت (رافتن).
كان ضابط المخابرات (تيجر) فى استقبالهما فى المطار. حيث اقلهما فى سيارته الخاصة إلى الفندق لتناول العشاء سويا والتعرف إلى ادم.
قال تيجر: مرحبا بك ادم فى (رافتن). فأنه يسعدنى ان يعمل معنا شاب مصرى مميز مثلك. قال ادم شكرا لك, على اى حال علينا ان نكمل عملنا غدا. ثم استأذن ادم ليذهب إلى غرفته للخلود للنوم. وعندما خرج من المصعد فى الدور الرابع وبدأ يمشى فى ممرات الفندق الطويلة. شعر ادم ان هناك من يراقبه. فتوقف... واستدار فجأة. لكنه وجد كل شىء ساكن. فأكمل سيره ودخل غرفته وبعد ان اغلق الباب متجها إلى السرير ليقلى بجسده عليه. سمع صوت قفل الباب يتحرك, يفتح ثم يغلق.  فذهب مسرعا إلى الباب ولكنه  لم يجد احدا فى الغرفة.
استدار  ادم متجها إلى السرير مرة اخرى, وعند مرور ناظريه  بالمرأه, لاحظ منظرا مرعبا فرجع بعينيه مسرعا لكى يتحقق مما رأى. فوجد رجل  يقف خلفه عند الباب مبتسما, ولكن نصف فكه واسنانه عاريان دون لحم للوجه وعيناه خارجتين من الجمجمة ثم ازدادت الإبتسامة حتى انفجر فى الضحك فى صوت مجلجل يهز ارجاء الغرفة كأنها زلزال بمقدار 8 على مقياس ريختر. وهو يضحك فى قهقهة عالية ويقول نحن معك يا ادام.
التفت ادم لينظر إلى الباب فلم يجد شيئا مما رأى.

********
خرج ادم من الغرفة مسرعا متجها إلى غرفة ديفيد ثم طرق الباب. ففتح ديفيد وسأله ما بك يا آدم . قص عليه ادم ما رأى فى غرفته.  فقال ديفيد: ابليس قد ارسل حراسه خلفك لكى يتابعوا تحركاتك ويقوموا بحمياتك.
قال آدم :لا ارغب فى حماية من هذا النوع. فأجابه ديفيد قائلا: هدىء من روعك . انهم يعملون لحسابنا. قال ادم: إذن , وجه إليهم الأوامر بأن يتركونى وشأنى, اريد النوم فى هدوء.  رد ديفيد: لا توجد مشكلة اذهب للنوم ولن يتعرض إليك احدا منهم.
 خرج ادم مودعا ديفيد , عائداً إلى غرفته , وكانت كل خطواته مليئة بالحذر والترقب.  وفجأة سمع صوت باب الغرفة التى تقع على يساره وهو يفتح.  بدأ آدم يتأهب ويأخذ وضع الإستعداد لمواجهة الشياطين القائمين على مراقبته. ثم استمر فى  المراقبة, ليرى من سيخرج  باب الغرفة. فخرجت منها عربة عمال النظافة  العاملين بالغرف لكن ادم استمر فى المراقبة ليرى من يدفع هذه العربة. فخرجت  عاملة نظافة شابة صغيرة,  ولفت نظره جمال عيناها الزرقاوتين وشعرها الذهبى الطويل. مرت بجانبه مبتسمة ملقيه عليه السلام , وقبل ان يرد عليها آدم,  شعر بوخذة ابرة عنيفة فى عنقه افقدته الوعى فى الحال.
استفاق آدم وبدأ يفتح عينيه فلاحظ وجه الفتاه عاملة النظافة مازال امام عينية. لكن هذه المرة كان آدم ملقى على سرير متنقل صغير داخل  سيارة اسعاف, ومعصماه مكبلان فى هذا السرير ,ويوجد على فمه وانفه اجهزة التنفس الإصطناعى ويجلس بجوار الفتاه شاب ذو ملامح عربية قوى البنية يحمل سلاحا أليا متطورا.

كانت السيارة تجرى بسرعة كبيرة. وشعر ادم ان هناك مطاردة عنيفة على طريق سريع. بدأ ادم يتحرك ويحاول فك قيوده وهو يتمتم محاولاً الكلام, ولكن جهاز التنفس الإصطناعى يمنع صوته من الخروج.
ربطت الفتاه على رأسه وقالت له لا تقلق. ثم قامت برفع جهاز التنفس الإصطناعى من على فمه. فقال ادهم من انتم. ولماذا انا مكبل. ردت عليه وقالت مرة اخرى لا تقلق انا ناتاشا من جهاز الإستخبارت الروسى كى جى بى. ونحن متجهين إلى القطاع الحدودى لـ (رافتن) . لقد لاحظنا اهتمام عملاء الإستخبارات الإمريكية السى اى ايه  بك منذ ان وصلت إلى مطار (رافتن) الدولى .  وسوف نقوم بطرح بعض الإسئلة عليك فقط, ثم نخلى سبيلك.  رد ادم: انتم مجانين ولا تعلمون من تحاربون فى هذه المعركة. رد الرجل ذو الملامح العربية قائلا نحن عملاء الكى جى بى على علم بكل تحركات السى اى ايه ولن يستطيعوا الإنتصار علينا. ضحك آدم ضحة هستيرية وقال يا ليتها تقف عند حد السى اى ايه.  ثم صرخ ادم قائلا فكوا عنى قيودى. لا اريد ان اموت مقيدا. فقالت ناتاشا  اهدىء اهدىء لا يوجد مشكلة وقامت بفك القيود.  
واثناء هذا الحديث كان سائق السيارة التى من الواضح انها مجهزة تجهيزا قتاليا يقوم بمراوغة بارعة ضد سيارات الشرطة فى (رافتن) وعملاء السى اى ايه. وفجأة خرجت سيارة من اكبر انواع سيارات النقل بإعتراض الطريق . قال ادم سوف نموت. ولكن ناتاشا كانت باردة وردت عليه قائلة: ان سائق هذه السيارة العملاقة هو احد عملائنا وهو يقوم بدوره فى الخطة. وفى تلك اللحظة مرت سيارة الإسعاف التى تحمل ادم من امام السيارة العملاقة قبل ان تقوم الأخيرة بسد الطريق امام سيارات شرطة رافتن التى ارتطمت بها واحدة تلو الإخرى فى مشهد دمار كبير.
بعد مرور سيارة الإسعاف من هذه المطاردة العنيفة.اخذت ناتاشا نفسا عميقا وقالت الم اقل لك ان كل شىء سيكون على ما يرام. رد ادم عليها قائلا لا اظن ذلك, وعندها بدا لهم من الزجاج الأمامى للسيارة مخلوق عملاق يقف فى وسط الطريق. يصل طوله إلى ثلاث طوابق له قرنين كبيرين وجسمه مكسو بالشعر ويحمل بنادق آلية عملاقة فى كلتا يديه موجهأ إياها إلى سيارة الإسعاف التى تسير فى اتجاهه بسرعة فائقة. فقال السائق ما هذا بحق الجحيم. فرد عليه آدم: قلت لكم ياليتها السى اى ايه.
بدأت سيارة الإسعاف بإطلاق اسلحة الية سريعة فى اتجاه هذا المخلوقالغريب, ولكن لم يتحرك له ساكنا والسيارة اخذت فى الإقتراب من هذا الوحش العمقلاق الذى بدأ يبتسم وهو يجهز بنادقه الألية لكى يمطرهم بالرصاص.
********
ابتسم الوحش بسخرية ثم بدأ يطلق الرصاص بكلتا يده ممسكا بنادق آلية ضخمة.  ثم انفجر بضحكة مجلجلة يترامى صدها بين الجبال الموجودة على جانبى  الطريق.
بدأ الرصاصات العملاقة تنطلق فى اتجاه سيارة الإسعاف. وعندها حاول السائق القيام ببعض المراوغات للإفلات من وابل الطلقات المتجه إليه فى سرعة فائقة. كادت السيارة ان تنقلب وتهوى على جانب الطريق ولكن بالرغم من براعة السائق المحترف إلا انه لم يستطيع تجاوز امطار الرصاص الملقاه عليه وعندها نظرت ناتاشا إلى آدم نظرة وداع قائلة له: كنت محقا.
وفى تلك الحظة بدأت الرصاصات تصطدم بالسيارة واحدة تلو الأخرى. حينها اغمض الجميع اعينهم مستقبلين الموت فى هدوء. لكن بعد ثوانى لاحظ ادم انه لم يسمع دوى الإنفجار الذى توقعه نتيجة التدمير الذى سوف تحدثه هذه الطلقات ,وعندها فتح عينيه فشاهد الرصاص يمر من خلال السيارة ثم من خلال اجسادهم ولكن لا يحدث اى ضرر بل انه صورة وهمية فقط. عندها تذكر كلام ابليس عندما اخبره انهم لا يستطيعون تحريك ساكنا دون مساعدة البشر.
صاح ادم فيهم افيقوا.. انه وهم. انه سحر الأعين. ففتحوا اعينهم وشاهدوا الرصاصات تمر سريعة من حولهم ومن خلال اجسادهم ولكن لاتسبب اى اذى لهم. بل تمر فى صورة طلقات ضوئية ليس لها اى وزن او تأثير. فقال ادم اطمئنوا نحن بخير. هذا الوحش شيطان من اعوان ابليس و لا يستطيع إلحاق الضرر بنا هو مجرد صورة وهمية تسحر الأعين. عندها كانت السيارة وصلت إلى الوحش الذى نزل بقبضته عليها ليدمرها, ولكنها مرت من خلال قبضته ,وكأنها تمر خلال صورة  ضوئية ثلاثية الأبعاد.
قال الشاب الروسى ذو الملامح العربية. نحن نستخدم السحر كثيرا فى عمليات المخابرات, ولكنى لم ارى فى حياتى سحرا مثل هذا. رد علية ادم قائلاً: ان الأمر بالنسبة لإبليس له اهمية كبرى. فسأله الشاب الروسى وما ادراك بإبليس وما اهمية الأمر له. وقبل ان يجيب ادم على السؤال,كانت السيارة وصلت بالقرب من الحدودى لـ (رافتن) ,  ثم ظهر على البوابة الحدودية
عشرات من سيارات شرطة (رافتن) وعملاء مخابراتها  وكذلك عملاء السى اى ايه. فقال ادم يبدوا انه لم يكتب لنا النجاة فى هذا  اليوم. فرد الشاب الروسى لا تقلق نحن توقعنا ذلك. ثم ضغط على زر احمر كبير بجانبه ففتح الجزء العلوى الذى كان يبدو من فوق سقف السيارة وكانه معدات التخييم. ولكن خرج منه مدفع عملاق موجها إلى سيارات شرطة (رافتن), وبدأ اطلاق الرصاص منه فى الحال . كانت الرصاصات قوية وسريعة, خارقة للدروع فأخذت تدمر سيارات الشرطة ومن فيها واحدة تلو الأخرى. عندها بدأت رجال المخابرات  والسى اى ايه  فى الرد على سيارة الإسعاف وتبادل إطلاق النار معها
إلا ان رجل المخابرات الروسى جذب ذراعا حديديا بقوة ففتحت بوابات عند مصابيح السيارة  الأمامية ,التى انطلق منها صاروخين كبيرين يخرج منهما نار ودخان ذو لون اخضر. فاصطدمت الصواريخ بالحاجز الحدودى محدثة دمارا كبيرا جدا كأنه انفجارا نووى. اختفى على اثره اى مظهر للحياة فى تلك البقعة واصبح الطريق خالى امام سيارة الإسعاف التابعة للمخابرات الروسية للمرور إلى القطاع الحدودى لـ (رافتن). اقتربت السيارة من الحطام الناتج من الدمار. ولكن فجأه اعترضها جسم انسان فصدمته ومرت عليه. فنظر السائق فى المرآه فوجد الجثة التى مر عليها تقف مرة اخرى وتجرى خلفه ورأسه  متدلى على صدره, ثم نظر امامه فوجد ان الجثث التى تم تدميرها من اعضاء الشرطة واجهزة المخابرات تقف مرة اخرى وهى مفقوعة الأعين ومشقوقة الرأس وممسوحة الوجه ,وبعض منها يمسك الأسلحة فى يديه ويطلق النار على سيارة الإسعاف, صاح آدم قائلاً: ان الشياطين يستخدون اجسادهم.  بدأت سيارة الإسعاف بإطلاق الرصاص اتجاه هذه الجثث المتحركة وبالرغم من ان الرصاصات كانت تصيبهم اصابات شديدة وتمزق اجسادهم وايديهم ولكنهم لا يسقطون ومازالوا يعترضون الطريق ,ويطلقون النار نحو سيارة الإسعاف .
 اصيب الشاب الروسى فى عنقه فأمسك به ادم وناتاشا ولكن الدم خرج بغزارة من عنقه ,وفاضت روحه فى ثوانى.
قام السائق بالضغط على دواسة البنزبن بقوة فزادت سرعة السيارة فى اتجاه الجثث الكثيرة الواقفة فى منتصف الطريق.واثناء اصطدام السيارة بهذه الجثث اصيب السائق بطلق نارى فى رأسه, قفز ادم ممسكا بعجلة القيادة ودفع السائق جانبا ومرت السيارة عابرة الحاجز الحدودى,  وتحمل داخلها ادم وناتاشا بجانب جثتى رجلين من المخابرات الروسية كى جى بى.  شعر ادم ان جثة السائق بدأت تتحرك للهجوم عليه فقام بعمل دوران شديد بالسيارة مما جعلها تنحرف عن الطريق محطمة الحاجز الجانبى له , وفى هذه اللحظة فتح آدم باب السيارة وقفز خارجها ثم هوت من على جانب الطريق المرتفع واخذت فى الدوران حول نفسها حتى استقرت فى القاع. 

*******

قفز آدم بقوة خارج السيارة قبل ان تهوى من جانب الطريق. ثم سقط على الأرض واخذ يدور على الأرض عدة دورات  نتيجة القصور الذاتى الذى يحمله جسده من سرعة السيارة , حتى استقر على جانب  الطريق.
 ظل ساكنا لا يتحرك واستسلم جسدة للآلام. حتى لاحظة بعض العرب الموجودين حوله وعرفوا انه شاب مصرى , فحملوه مسرعين به إلى اقرب المستشفيات.
بدأ آدم يسمع اصوات من حوله فى المستشفى, وسمع الطبيب وهو يخبر شخص ما عن حالته ويطمئنه أن آدم    بخير.وقال الطبيب: يبدوا انه مر بظروف قاسية ولم يستطيع النوم منذ فترة طويلة . هذا إلى جانب ان جسده به آثار لمخدر قوى.
فتح ادم عينية فوجد الدكتور يتكلم إلى شخص طويل القامة وممشوق العضلات ولاحظ ان هذا الشخص يتكلم بلهجة مصرية خالصة. ثم قال الدكتورمتحدثأ إلى هذا الرجل: يمكنك ان تتحدث معه فهو واعى لما يحدث. ثم اقترب الدكتور من آدم وقال له ان المقدم أيمن الألفى من المخابرات المصرية هنا لكى يطمئن عليك.
قال المقدم ايمن موجها كلامه إلى آدم: كيف حالك يا دكتور. رد آدم قائلا الحمد لله يا سيادة المقدم. فسأله الألفى ما قصتك يا آدم.هل تعلم أنك مطلوب دوليا , وان عددا ليس بالقليل من اهم اجهزة المخابرات فى العالم تبحث عنك. لما كل هذه الضجه. وماذا فعلت لكى يحدث كل ذلك.
قال آدم سيادة المقدم ان الأمر ليس امرا عاديا ولا يقبله العقل . فأنا اشعر اننى فى كابوس واتمنى اليوم الذى استيقظ فيه  واكتشف اننى كنت نائماً. او ان استطيع ان ارجع إلى الماضى ولا اخطوا تلك الخطوة التى نتج عنها الوضع الحالى. قال المقدم أيمن: اثرت فضولى يا آدم. ما هو هذا الأمر. قال أدم انا لست هاربا من أجهزة المخابرات ولا غيرها من البشر. انا اهرب من ابليس وأعوانه...... ان كل من يطاردنى من اجهزة المخابرات وغيرها هم فى الأصل يعملون لصالح ابليس اللعين.
ابتسم المقدم ايمن وقال يبدوا انك مرهق جدا يا آدم وتأثير المخدر مازال يسرى فى جسدك. سوف اتركك لكى تستريح. ثم استدار متوجها إلى الباب. فشاهد الممرضين يدفعون سريرا متحركا يحمل شخصا مغطى بالكفن من اعلى رأسه إلى قدميه. ثم قابل الدكتور عند باب الغرفة . وسأله ما هذا. قال الطبيب انه جثة لأحد الشبان قد وصل إلى المستشفى متأثرا بجراحة فى حادث سير.  ولم يلبث الدكتور ان يكمل الإجابة إلا ان الجثة شقت الكفن ثم خرجت اليدين ثم الرأس وجلست فظهر رأسه المشقوقة , واحدى عينية فارغة. هرب الممرضون وفر كل من فى الممر بما فيهم الطبيب المعالج لآدم. أخرج المقدم ايمن سلاحا الياً صغير واسرع بإطلاق طلقات سريعة فى اتجاه الجثة.اصابها اصابات متعددة حتى استطاعت احدى الطلقات الإطاحة بالذراع الأيسر ولكن الجثة لم تسقط على الأرض. بل بدأت بالتقدم للهجوم على المقدم ايمن, الذى طرح سلاحه جانبا ثم انقض على الجثة المتحركة . و قام بالدوران خلفها واحكم ذراعه الأيمن حول العنق محاولا اقتلاع رأسه المشقوق. ولكن قامت الجثة برفع الذراع الأيسر الذى ما زال عالقا بها ثم قامت بلف هذا الذراع للخلف مكسرا عظامه لكى يستطيع اللف العكسى حول عنق المقدم ايمن. واصبح الوضع متبادل بين الجثة والمقدم ايمن . وفجأة انفصل هذا الذراع الملتف حول عنق المقدم ايمن الذى دفعه بعيدا عنه ثم نظر فوجدا ادم واقفا حاملا منشارا كهربائيا كان يستخدمه احد العمال القائمين على صيانة المستشفى القديم. فالتقط المقدم ايمن المنشار ثم انقض على الجثة التى اصبحت بدون ذراعين وقام بشقها نصفين فسقطت على الأرض . ثم قال هيا يا ادم نسرع بالخروج.
 ركض المقدم ايمن إلى المصعد ثم ضغط الزر مسرعا, لكن لا توجد استجابة. ادرك ادم ان المصعد لا يعمل فركض وهو يقول هيا بنا إلى السلم ومع نزول اول درجات سمع صوت زمجرة وحشرجة تجرج من حناجر مكتومة, فالقى نظره يتفحص ما هذا الصوت . وكانت المفاجأة.... ان  الجثث خرجت من ثلاجة المستشفى وصعدت على السلم وتحمل كل جثة شىء من الأغراض الحديدية التى وجدوها اثناء صعودهم.
 استدار ادم قائلا اصعد ايها المقدم انهم قادمون ليفتكوا بنا. نظر المقدم ايمن وشاهد المنظر المرعب ثم قال اتبعنى يا ادم. ركضا كلاهما بأقصى سرعة فى ممرات المستشفى القديمة.
استمرا فى الركض حتى وصلا إلى ممر طويل ينتهى بحائط به نافذة زجاجية كبيرة فتوقف المقدم ايمن فجأة بجانب صندوقين لمقاومة الحريق,  وفتح واحدٌ منهما, ثم جذب خرطوم الإطفاء واعطى بدايته إلى ادم وقال له تمسك به جيدا. هيا لنقفذ من النافذة. قال له آدم هذا لن يتحمل وزن جسدى. قال المقدم ايمن اعلم ولكنه سيخفف الصدمة. ثم جذب المقدم ايمن خرطوم الحريق الآخر وقال لآدم اتبعنى ولا تتردد. ركض المقدم ايمن بسرعة نحو النافذة ثم قفز فى الهواء موجها قدميه نحو النافذة. كان آدم بدأ يسمع زمجرة الموتى الذين يلاحقونهم, فبدأ بالركض خلف المقدم ايمن ودفع جسده قافزا خارج النافذة, وسقط فى الهواء حتى اقترب من الأرض على بعد طابق واحد. وعندها توقف خرطوم الحريق فجأة وثبت آدم لمدة ثانية واحدة ثم انقطع خرطوم الحريق وسقط آدم على الأرض ولكن الصدمة كانت لم تقضى عليه. ووجد المقدم ايمن قد سبقه إلى الأرض وكان واقفا على قدميه يمد يده إليه, حيث جذب آدم وقال له هى إلى السيارة. عندها سمع آدم ومعه المقدم أيمن صوت ضحكة مجلجلة لها صدى كبير تقذف الرعب فى قلوب الخائفين. قال آدم انى اعرف من صاحب هذه الضحكة. انه ابليس اللعين. قال ابليس وهو يكمل ضخكته المخيفة نعم يا آدم ولن نستطيع الهرب منى. اعوانى من الأنس فى كل مكان... ثم ضحك ضحكة أخرى طويلة ثم هدىء كل شىء وسكن.



السبت، 11 فبراير 2017

سلسلة الملعون ... المواجهة (الفصل الرابع).

قفز آدم بقوة خارج السيارة قبل ان تهوى من جانب الطريق. ثم سقط على الأرض واخذ يدور على الأرض عدة دورات نتيجة القصور الذاتى الذى يحمله جسده من سرعة السيارة , حتى استقر على جانب الطريق.

ظل ساكنا لا يتحرك واستسلم جسدة للآلام. حتى لاحظة بعض العرب الموجودين حوله وعرفوا انه شاب مصرى , فحملوه مسرعين به إلى اقرب المستشفيات.

بدأ آدم يسمع اصوات من حوله فى المستشفى, وسمع الطبيب وهو يخبر شخص ما عن حالته ويطمئنه أن آدم بخير.وقال الطبيب: يبدوا انه مر بظروف قاسية ولم يستطيع النوم منذ فترة طويلة . هذا إلى جانب ان جسده به آثار لمخدر قوى.

فتح ادم عينية فوجد الدكتور يتكلم إلى شخص طويل القامة وممشوق العضلات ولاحظ ان هذا الشخص يتكلم بلهجة مصرية خالصة. ثم قال الدكتورمتحدثأ إلى هذا الرجل: يمكنك ان تتحدث معه فهو واعى لما يحدث. ثم اقترب الدكتور من آدم وقال له ان المقدم أيمن الألفى من المخابرات المصرية هنا لكى يطمئن عليك.

قال المقدم ايمن موجها كلامه إلى آدم: كيف حالك يا دكتور. رد آدم قائلا الحمد لله يا سيادة المقدم. فسأله الألفى ما قصتك يا آدم.هل تعلم أنك مطلوب دوليا , وان عددا ليس بالقليل من اهم اجهزة المخابرات فى العالم تبحث عنك. لما كل هذه الضجه. وماذا فعلت لكى يحدث كل ذلك.

قال آدم سيادة المقدم ان الأمر ليس امرا عاديا ولا يقبله العقل . فأنا اشعر اننى فى كابوس واتمنى اليوم الذى استيقظ فيه واكتشف اننى كنت نائماً. او ان استطيع ان ارجع إلى الماضى ولا اخطوا تلك الخطوة التى نتج عنها الوضع الحالى. قال المقدم أيمن: اثرت فضولى يا آدم. ما هو هذا الأمر. قال أدم انا لست هاربا من أجهزة المخابرات ولا غيرها من البشر. انا اهرب من ابليس وأعوانه...... ان كل من يطاردنى من اجهزة المخابرات وغيرها هم فى الأصل يعملون لصالح ابليس اللعين.
*****
ابتسم المقدم ايمن وقال يبدوا انك مرهق جدا يا آدم وتأثير المخدر مازال يسرى فى جسدك. سوف اتركك لكى تستريح. ثم استدار متوجها إلى الباب. فشاهد الممرضين يدفعون سريرا متحركا يحمل شخصا مغطى بالكفن من اعلى رأسه إلى قدميه. ثم قابل الدكتور عند باب الغرفة . وسأله ما هذا. قال الطبيب انه جثة لأحد الشبان قد وصل إلى المستشفى متأثرا بجراحة فى حادث سير. ولم يلبث الدكتور ان يكمل الإجابة إلا ان الجثة شقت الكفن ثم خرجت اليدين ثم الرأس وجلست فظهر رأسه المشقوقة , واحدى عينية فارغة. هرب الممرضون وفر كل من فى الممر بما فيهم الطبيب المعالج لآدم. أخرج المقدم ايمن سلاحا الياً صغير واسرع بإطلاق طلقات سريعة فى اتجاه الجثة.اصابها اصابات متعددة حتى استطاعت احدى الطلقات الإطاحة بالذراع الأيسر ولكن الجثة لم تسقط على الأرض. بل بدأت بالتقدم للهجوم على المقدم ايمن, الذى طرح سلاحه جانبا ثم انقض على الجثة المتحركة . و قام بالدوران خلفها واحكم ذراعه الأيمن حول العنق محاولا اقتلاع رأسه المشقوق. ولكن قامت الجثة برفع الذراع الأيسر الذى ما زال عالقا بها ثم قامت بلف هذا الذراع للخلف مكسرا عظامه لكى يستطيع اللف العكسى حول عنق المقدم ايمن. واصبح الوضع متبادل بين الجثة والمقدم ايمن . وفجأة انفصل هذا الذراع الملتف حول عنق المقدم ايمن الذى دفعه بعيدا عنه ثم نظر فوجدا ادم واقفا حاملا منشارا كهربائيا كان يستخدمه احد العمال القائمين على صيانة المستشفى القديم. فالتقط المقدم ايمن المنشار ثم انقض على الجثة التى اصبحت بدون ذراعين وقام بشقها نصفين فسقطت على الأرض . ثم قال هيا يا ادم نسرع بالخروج.

ركض المقدم ايمن إلى المصعد ثم ضغط الزر مسرعا, لكن لا توجد استجابة. ادرك ادم ان المصعد لا يعمل فركض وهو يقول هيا بنا إلى السلم ومع نزول اول درجات سمع صوت زمجرة وحشرجة تجرج من حناجر مكتومة, فالقى نظره يتفحص ما هذا الصوت . وكانت المفاجأة.... ان الجثث خرجت من ثلاجة المستشفى وصعدت على السلم وتحمل كل جثة شىء من الأغراض الحديدية التى وجدوها اثناء صعودهم.

استدار ادم قائلا اصعد ايها المقدم انهم قادمون ليفتكوا بنا. نظر المقدم ايمن وشاهد المنظر المرعب ثم قال اتبعنى يا ادم. ركضا كلاهما بأقصى سرعة فى ممرات المستشفى القديمة.

استمرا فى الركض حتى وصلا إلى ممر طويل ينتهى بحائط به نافذة زجاجية كبيرة فتوقف المقدم ايمن فجأة بجانب صندوقين لمقاومة الحريق, وفتح واحدٌ منهما, ثم جذب خرطوم الإطفاء واعطى بدايته إلى ادم وقال له تمسك به جيدا. هيا لنقفذ من النافذة. قال له آدم هذا لن يتحمل وزن جسدى. قال المقدم ايمن اعلم ولكنه سيخفف الصدمة. ثم جذب المقدم ايمن خرطوم الحريق الآخر وقال لآدم اتبعنى ولا تتردد. ركض المقدم ايمن بسرعة نحو النافذة ثم قفز فى الهواء موجها قدميه نحو النافذة. كان آدم بدأ يسمع زمجرة الموتى الذين يلاحقونهم, فبدأ بالركض خلف المقدم ايمن ودفع جسده قافزا خارج النافذة, وسقط فى الهواء حتى اقترب من الأرض على بعد طابق واحد. وعندها توقف خرطوم الحريق فجأة وثبت آدم لمدة ثانية واحدة ثم انقطع خرطوم الحريق وسقط آدم على الأرض ولكن الصدمة كانت لم تقضى عليه. ووجد المقدم ايمن قد سبقه إلى الأرض وكان واقفا على قدميه يمد يده إليه, حيث جذب آدم وقال له هى إلى السيارة. عندها سمع آدم ومعه المقدم أيمن صوت ضحكة مجلجلة لها صدى كبير تقذف الرعب فى قلوب الخائفين. قال آدم انى اعرف من صاحب هذه الضحكة. انه ابليس اللعين. قال ابليس وهو يكمل ضخكته المخيفة نعم يا آدم ولن نستطيع الهرب منى. اعوانى من الأنس فى كل مكان... ثم ضحك ضحكة أخرى طويلة ثم هدىء كل شىء وسكن
.



*****

الاثنين، 6 فبراير 2017

سلسلة الملعون .. العدد الثاني (المواجهة) .. الفصل الثالث.

ابتسم الوحش بسخرية ثم بدأ يطلق الرصاص بكلتا يده ممسكا بنادق آلية ضخمة. ثم انفجر بضحكة مجلجلة يترامى صدها بين الجبال الموجودة على جانبى الطريق. بدأ الرصاصات العملاقة تنطلق فى اتجاه سيارة الإسعاف. وعندها حاول السائق القيام ببعض المراوغات للإفلات من وابل الطلقات المتجه إليه فى سرعة فائقة. كادت السيارة ان تنقلب وتهوى على جانب الطريق ولكن بالرغم من براعة السائق المحترف الآ انه لم يستطيع تجاوز امطار الرصاص الملقاه عليه وعندها نظرت ناتاشا إلى آدم نظرة وداع قائلة له كنت محقا. وفى تلك الحظة بدأت الرصاصات تصطدم بالسيارة واحدة تلو الأخرى. حينها اغمض الجميع اعينهم مستقبلين الموت فى هدوء. لكن بعد ثوانى لاحظ ادم انه لم يحدث تدمير ولم يسمع دوى الإنفجار الذى توقعه نتيجة التدمير الذى سوف تحدثه هذه الطلقات ,وعندها فتح عينيه فشاهد الرصاص يمر من خلال السيارة ثم من خلال اجسادهم ولكن لا يحدث اى ضرر بل انه صورة وهمية فقط. عندها تذكر كلام ابليس عندما اخبره انهم لا يستطيعون تحريك ساكنا دون مساعدة البشر. صاح ادم فيهم افيقوا انه وهم. انه سحر الأعين. ففتحوا اعينهم وشاهدوا الرصاصات تمر سريعة من حولهم ومن خلال اجسادهم ولكن لاتسبب اى اذى بل تمر فى صورة طلقات ضوئية ليس لها اى وزن او تأثير. فقال ادم اطمئنوا نحن بخير. هذا الوحش شيطان من اعوان ابليس و لا يستطيع إلحاق الضرر بنا هو مجرد صورة وهمية تسحر العيون. عندها كانت السيارة وصلت إلى الوحش الذى نزل بقبضته على السيارة ليدمرها, ولكنها مرت من خلال قبضة الوحش وكأنها تمر خلال صورة ضوئية ثلاثية الأبعاد. قال الشاب العميل لدولة ( سيبا ) ذو الملامح العربية. نحن نستخدم السحر كثيرا فى عمليات المخابرات,ولكنى لم ارى فى حياتى سحرا مثل هذا. رد علية ادم ان الأمر بالنسبة لإبليس له اهمية كبرى. فسأله ذلك الشاب وما ادراك بإبليس وما اهمية الأمر له. وقبل ان يجيب ادم على السؤال,كانت السيارة وصلت بالقرب من حدود المنطقه المتوجهين اليها, ثم ظهر على البوابة الحدودية عشرات من سيارات الشرطة تلك الدولة وعملاء مخابرتها ومخابرات معاونيها . فقال ادم يبدوا انه لم يكتب لنا النجاة فى هذا اليوم. فرد ذلك الشاب لا تقلق نحن توقعنا ذلك. ثم ضغط على زر احمر كبير بجانبه ففتح الجزء العلوى الذى كان يبدو من فوق سقف السيارة وكانه معدات التخييم فى الغابة. ولكن خرج منه مدفع عملاق موجها إلى سيارات شرطة ( رافتين ), وبدأ انطلاق الرصاص منه فى الحال . كانت الرصاصات قوية وسريعة, خارقة للدروع فأخذت تدمر سيارات الشرطة ومن فيها واحدة تلو الأخرى. عندها بدأت رجال مخابرات (رافتن) ووأعوانها فى الرد على سيارة الإسعاف وتبادل إطلاق النار معها إلا ان رجل المخابرات التابع لدولة ( سيبا ) جذب ذراعا حديديا بقوة ففتحت بوابات عند مصابيح السيارة الأمامية ,وانطلق منها صاروخين كبيرين يخرج منهما نار ودخان ذو لون اخضر. فاصطدمت الصواريخ بالحاجز الحدودى محدثة دمارا كبيرا جدا كأنه انفجارا نووى. اختفى على اثره اى مظهر للحياة فى تلك البقعة واصبح الطريق خالى امام سيارة الإسعاف التابعة لمخابرات دولة ( سيبا ) للمرور إلى المنطقه المتوجهين اليها. اقتربت السيارة من الحطام الناتج من الدمار. ولكن فجأه اعترضها جسم انسان فصدمته ومرت عليه. فنظر السائق فى المرآه فوجد الجثة التى مر عليها تقف مرة اخرى وتجرى خلفه ورأسه متدلى على صدره, ثم نظر امامه فوجد ان الجثث التى تدم تدميرها من اعضاء شرطة( رافتين ) واجهزة المخابرات تقف مرة اخرى وهى مفقوعة الأعين ومشقوقة الرأس وممسوحة الوجه ,وبعض منها يمسك الأسلحة فى يديه ويطلق النار على سيارة الإسعاف, قال آدم ان الشياطين يستخدون اجسادهم. بدأت سيارة الإسعاف بإطلاق الرصاص اتجاه هذه الجثث المتحركة ولكن الرصاصات تصيبهم اصابات شديدة وتمزق اجسادهم وايديهم ولكنهم لا يسقطون ومازالوا يعترضون الطريق ,ويطلقون نحو سيارة الإسعاف نيرانهم . اصيب ذلك الشاب العميل ل ( سيبا ) فى عنقه فأمسك به ادم وناتاشا ولكن الدم خرج بغزارة من عنقه ,وفاضت روحه فى ثوانى. قام السائق بالضغط على دواسة الوقود بقوة فزادت سرعة السيارة فى اتجاه الجثث الكثيرة الواقفة فى منتصف الطريق.واثناء اصطدام السيارة بهذه الجثث اصيب السائق بطلق نارى فقز ادم ممسكا بعجلة القيادة ودفع السائق جانبا ومرت السيارة عابرة الحاجز الحدودى إلى داخل المنطقه المتوجهين اليها وتحمل داخلها ادم وناتاشا بجانب جثتى رجلين تابعين لمخابرات ( سيبا ) . شعر ادم ان جثة السائق بدأت ان تتحرك للهجوم عليه فقام بعمل دوران شديد بالسيارة مما جعلها تنحرف عن الطريق محطمة الحاجز الجانبى له , وفى هذه اللحظة فتح آدم باب السيارة وقفز خارجها ثم هوت من على جانب الطريق المرتفع واخذت فى الدوران حول نفسها حتى اسقرت فى القاع.

سلسلة الملعون العدد الثاني (المواجهة) الفصل الثاني.

رج ادم من الغرفة مسرعا متجها إلى غرفة ديفيد ثم طرق الباب. ففتح ديفيد وسأله ما بك. قص عليه ادم ما رأى فى غرفته. فقال ديفيد: ابليس قد ارسل حراسه خلفك لكى يتابعوا تحركاتك ويقوموا بحمياتك. قال ادم :لا ارغب فى حماية من هذا النوع. فأجابه ديفيد قائلا: هدىء من روعك . انهم يعملون لحسابنا. قال ادم: إذن , وجه إليهم الأوامر بأن يتركونى وشأنى, اريد النوم فى هدوء. رد ديفيد: لا توجد مشكلة اذهب للنوم ولن يتعرض إليك احدا منهم. خرج ادم مودعا ديفيد , عائداً إلى غرفته , وكانت كل خطواته مليئة بالحذر والترقب. وفجأة سمع صوت باب الغرفة التى تقع على يساره وهناك من يحاول فتحه... بدأ ادم يتأهب ويأخذ وضع الإستعداد لمواجهة اعوان ابليس القائمين على مراقبته. وتسمر نظر آدم على باب الغرفة. فخرجت منها عربة عمال نظافة الغرف لكن ادم استمر فى المراقبة ليرى من يدفع هذه الرعبة. فخرجت عاملة نظافة شابة صغيرة, ولفت نظره جمال عيناها الزرقاوتان وشعرها الذهبى الطويل. مرت بجانبه مبتسمة ملقيه عليه السلام وقبل ان يرد عليها آدم, شعر بوخذة ابرة عنيفة فى عنقه افقدته الوعى فى الحال. استفاق آدم وبدأ يفتح عينيه فلاحظ وجه الفتاه عاملة النظافة مازال امام عينية. لكن هذه المرة كان آدم ملقى على سرير متنقل صغير داخل سيارة اسعاف, ومعصماه مكبلان فى هذا السرير ,ويوجد على فمه وانفه اجهزة التنفس الإصطناعى ويجلس بجوار الفتاه شاب ذو ملامح عربية قوى البنية يحمل سلاحا أليا متطورا. كانت السيارة تجرى بسرعة كبيرة. وشعر ادم ان هناك مطاردة عنيفة على طريق سريع. بدأ ادم يتحرك ويحاول فك قيوده وهو يتمتم محاولاً الكلام, ولكن جهاز التنفس الإصطناعى يمنع صوته من الخروج. ربطت الفتاه على رأس ادهم وقالت له بالعربية لا تقلق. ثم قامت برفع جهاز التنفس الإصطناعى من على فمه. فقال ادم من انتم. ولماذا انا مكبل. ردت عليه وقالت مرة اخرى لا تقلق انا (نتاشا) من جهاز الإستخبارت الخاص بدولة ( سيبا ) الصديقه لدولة ( رافتن ). ونحن متجهين إلى قطاع في بلدة ما . لقد لاحظنا اهتمام عملاء الإستخبارات الإمريكية السى اى ايه بك منذ ان وصلت إلى مطار(رافتين) وسوف نقوم بطرح بعض الإسئلة عليك فقط, ثم نخلى سبيلك. رد ادم: انتم مجانين ولا تعلمون من تحاربون فى هذه المعركة. رد الرجل ذو الملامح العربية قائلا نحن عملاء لدوله ( سيبا ) و على علم بكل تحركات السى اى ايه ولن يستطيعوا الإنتصار علينا. ضحك آدم ضحة هستيرية وقال يا ليتها تقف عند حد السى اى ايه. ثم صرخ ادم قائلا فكوا عنى قيودى. لا اريد ان اموت مقيدا. فقالت نتاشا لا يوجد مشكلة وقامت بفك القيود. واثناء هذا الحديث كان سائق السيارة التى من الواضح انها مجهزة تجهيزا قتاليا يقوم بمراوغة بارعة ضد سيارات الشرطة (رافتين) وعملاء مخابرات الدولة المساعدة لها ( سيبا ) . وفجأة خرجت سيارة من اكبر انواع سيارات النقل بإعتراض الطريق . قال ادم سوف نموت. ولكن (نتاشا) كانت باردة وردت عليه قائلة: ان سائق هذه السيارة العملاقة هو احد عملائنا وهو يقوم بدوره فى الخطة. وفى تلك اللحظة مرت سيارة الإسعاف التى تحمل ادم من امام السيارة العملاقة قبل ان تقوم الأخيرة بسد الطريق امام سيارات بلدة (رافتين) التى ارتطمت بها واحدة تلو الإخرى فى مشهد دمار كبير. بعد مرور سيارة الإسعاف من هذه المطاردة العنيفة.اخذت نتاشا نفسا عميقا وقالت الم اقل لك ان كل شىء سيكون على ما يرام. رد ادم عليها قائلا لا اظن ذلك, وعندها بدا لهم من الزجاج الأمامى للسيارة مخلوق عملاق يقف فى وسط الطريق. يصل طوله إلى ثلاث طوابق له قرنين كبيرين وجسمه مكسو بالشعر ويحمل بنادق آلية عملاقة فى كلتا يديه موجهأ إياها إلى سيارة الإسعاف التى تسير فى اتجاهه بسرعة فائقة. فقال السائق ما هذا بحق الجحيم. فرد عليه آدم: قلت لكم ياليتها السى اى ايه. بدأت سيارة الإسعاف بإطلاق اسلحة الية سريعة الرصاص فى اتجاه هذا المخلوق ولكن لم يتحرك له ساكنا والسيارة قد اقتربت من هذا الوحش العمقلاق الذى بدأ يبتسم وهو يجهز بنادقه الألية لكى يمطرهم بالرصاص.

سلسلة الملعون .. العدد الثاني (المواجهة) .. الفصل الأول.

وصل ادام ومعه ديفيد إلى مطار جون اف كنيدى الدولى بنيويورك. وبعد المرور من صالة كبار الزوار. تحدث ديفيد قائلا لقد تم حجزغرفتين لنا لكى نرتاح حتى موعد الطائرة. امامنا 8 ساعات فقط . سأله ادم اى طائرة وإلى اى البلاد سوف نسافر. رد ديفيد سوف نذهب إلى (رافتن). قال ادم ولما |(رافتن). اجابه دفيد قائلا. (رافتن) تمتلك اكبر المعامل التى توقم بالدرسات الطبية على الحيوانات. تقوم (رافتن) بإجراء التجارب على 500,000 حيوان كل عام. ولا يوجد اى قانون يمنع من قتل الحيوانات . ناهيك عن قتل البشر. انه المكان الأمثل الذى اختاره ابليس لكى نكمل فيه ابحاثنا. قال ادم حسنا هيا نذهب لنستريح. دخل ادم إلى غرفته واخذ يبحث فى اغراضه عن الهاتف المحمول المعتاد. وتذكر عندها كيف كان يقوم بالإتصال على الجزيرة الملعونة دون الحاجة إلى اى هاتف بمجرد ان يتكلم يظهر الشخص امامه فى صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد. ثم اكمل بحثه حتى عثر على جواله وبدء بتشغيله. اخذ يبحث عن ارقام من يستطيع مساعدته من اصدقائه. وبعد البحث الكثير لم يجد اى انسان فى دائرة علاقتاته العادية يستطيع ان يساعده فى هذا الموقف. حيث ان كل معارفه من الأطباء والطبقات الإجتماعية الراقية. فترك ادم الجوال وخلد إلى النوم بعد ضبط وقت الإستيقاظ فى تمام الخامسة صباحا. اى قبل ميعاد الطائرة بساعة ونصف. عندما التقى ديفيد ادم فى المطار صباحا سأله ديفيد هل قد حصل على قسط جيد من الراحة فاجابه ادم نعم انا على ما يرام. استقلا الطائرة سويا فى رحلة استغرقت 17 ساعة تضم التوقف فى مطار شارل ديجول بباريس لمدة 3 ساعات. حتى وصلت الطائرة الساعة التاسعة والنصف مساءا بتوقيت (رافتن) كان ضابط مخابرات (رافتن) تيجر فى استقبالهما فى المطار. حيث اقلهما فى سيارته الخاصة إلى الفندق لتناول العشاء سويا والتعرف إلى ادم. قال تيجر: مرحبا بك ادم فى (رافتن). فأنه يسعدنى ان يعمل معنا شاب مصرى مميز مثلك. قال ادم شكرا لك, على اى حال علينا ان نكمل عملنا غدا. ثم استأذن ادم ليذهب إلى غرفته للخلود للنوم. وعندما خرج من المصعد فى الدور الرابع وبدأ يمشى فى ممرات الفندق الطويلة. شعر ادم ان هناك من يراقبه. فتوقف فجأة واستدار. لكنه وجد كل شىء ساكن. فأكمل سيره ودخل غرفته وبعد ان اغلق الباب متجها إلى السرير ليقلى بجسده عليه. سمع صوت قفل الباب يتحرك يفتح ثم يغلق. فذهب مسرعا إلى الباب ولكنه ايضا لم يجد احدا فى الغرفة. استدار ادم متجها إلى السرير مرة اخرى وعند مرور ناظريه للمراَه لاحظ منظرا مرعبا فرجع بعينيه مسرعا لكى يتحقق مما رأى. فوجد رجل يقف خلفه عند الباب مبتسما, ولكن نصف فكه واسنانه عاريان دون لحم للوجه وعيناه خارجتين من الجمجمة ثم ازدادت الإبتسامة حتى انفجر فى الضحك فى صوت مجلجل يهز ارجاء الغرفة كأنها زلزال بمقدار 8 على مقياس ريختر. وهو يضحك فى قهقهة عالية ويقول نحن معك يا ادام. التف ادم لينظر إلى الباب فلم يجد شيئا مما رأي .

السبت، 21 يناير 2017

العدد (1) من سلسلة الملعون .. (صراع مع الملعون) كامل.

الفصل الأول.
وقف آدم على باب المبنى العملاق, ونظر للأعلى حتى ان بصره لم يدرك نهاية البناية, ثم تقدم بخطوات يبدو انها ثابتة ولكن فى الواقع فأنها مليئة بالخوف والتردد. توجه آدم إلى المصاعد ثم كبس زر الطابق رقم 222 ,وهذا هو اعلى طابق فى البناية حيث ينتظره حاكم الشر فى العالم. خلال رحلته فى الصعود وخلال دخول وخروج الناس إلى المصعد. كان آدم يفكر فى هذا المخلوق الغريب. الذى حارب البشر عبر مئات وملايين السنين , و شرد ذهنه متخيلاً اشكال الوحوش والشخصيات الشريرة التى مرت علية اثناء مشاهدة افلام الرعب على مدار حياته. وبعد مراجعة السنين الطويلة فى حياة هذا المخلوق التى قضاها مجتهدا فى محاربة الجنس البشرى, وكيف تطور به الحال عبر العصور... فجأة وجد آدم نفسه وحيدا فى المصعد ,وباب المصعد يفتح امامه.خرج آدم يخطوا خطوات سريعة فى الممرا الطويل. تباطأت خطواته واصبحت خائفة عندما رأى الباب فى اخر الممر. اقترب آدم حتى لاحظ فتاة جذابة فى انتظاره, فأومأت إليه وقالت: تفضل, مستر ابليس فى انتظارك. وعندما وقعت هذه الكلمات على سمع آدم فكأنما سكب عليه ماءا شديد البرودة أثناء نومه. بدأ يفكر فى الركض هربا إلا ان قدميه لم تكن تستطيع ان تحمله فى هذا الموقف. تحدث إلى نفسه قائلا انت هنا فى مهمة عمل ليس أكثر, ثم بدأ يتقدم نحو المكتب حتى وصل إلى بابه والقى نظره داخله يتفحص, ثم دخل لينظر إلى المكتب الواسع جدا يتوسطه طاولة اجتماعات طويلة ويكسوا كل اركانه الزجاج الذى ينفذ على لا شىء إلا السماء.


ثم نظر إلى هذا المخلوق الجالس خلف المكتب الكبير الموجود فى نهاية القاعة. ليجد نفسه امام شاب عصرى فى زى رسمى باللون الأسود طويل القامة حاد الملامح براق العين. ثم تكلم إلى ادم بصوت غليظ له صدى ويقول تفضل ادم انا فى انتظارك بالأشواق.

جلس ادم امامه ولم يستطيع ان يفتح فمه بكلمة واحدة. ثم بدأ الأخر بالحديث حيث قال: تعلم اننا نسيطر على اقتصاد العالم وان اموال العالم كله تحت تصرفنا. نحن نحتاج إلى خدماتك والمقابل لن تتخيله... لقد لجأنا إليك لأنك من افضل جراحين التجميل فى العالم إن لم تكن الأفضل على الإطلاق. ونحن لدينا هدف مهم جدا يجب ان نصل اليه.

الحالة التى نحتاج إلى براعتك فيها, هى حالة خاصة جدا لأقرب اصدقائى. ولكنللأسف هو لا يستطيع ان يأتى إلى المستشفى لإجراء العمليات ولذا وجب علينا ان نذهب إليه.

استمع آدم إليه ولم يستطيع ان يتكلم إلا بعد فترة حيث شعر ببعض التكيف مع الأمر شيئا فشيئا ثم تحول ذهنه بالأرباح التى ممكن ان يجنيها من اجراء عملية تجميل واحدة. بعدها يمكن ان يكون اغنى مليارديرات العالم.

ثم نظر إلى ابليس وبدأ يفتح فمه وسأله كيف تمكنتم من التحكم بالعالم بهذا الشكل؟. تكلم ابليس وقال هل تعتقد اننا نشاهد الإنسان وهو يحقق التطور الرهيب الذى وصل إليه ونحن مكتوفى الأيدى؟. ابدا لا, انا وجنودى سبقنا الإنسان بالتقدم العملى بمئات السنين. ولكننا للأسف نحتاج دائما لمساعدة البشر لأنه بالرغم من العلم الذى توصلنا اليه إلا اننا لا نستطيع ان نحرك ساكنا إلا بمساعدة البشر.

ثم قال هيا بنا. خرجا سويا وصعدا إلى سطح البناية حيث كانت هناك طائرة خاصة بالإنتظار. استمرت الرحلة لمدة ساعة خروجا من جنوب الولايات المتحدة متجهة إلى داخل المحيط الأطلنطى.

وصلت الطائرة إلى مطار دولى يقع على جزيرة فى قلب المحيط , ثم نزلا الإثنين عن الطائرة وكان فى استقبالهم قوات عسكرية تحمل اسلحة لم يرها ادم فى حياته, ثم تقدم إليهما كبير الحرس وسلم على ادم ولم يمد يده للسلام على ابليس. سأله ابليس: هل صديقى بخير. فأجابه القائد : هو دائما بخير ولكن غضبه يزداد يوما بعد يوم. استقلا الإثنين سيارة بدون عجلات تطير فوق الأرض حتى وصل إلى دير قديم جدا منحوتا فى الجبل. عندها انتاب ادم شعور رهيب بالخوف وبدأ يتذكر الوحوش مرة اخرى حيث كان يسمع زمجرة مخيفة تخرج من هذا الدير.
ثم قال له ابليس لا تخف فأنت تعرفه وتؤمن به. انه المسيح. عندها بدأ ادم يراجع كل معلوماته الدينية , وبدأ يشك فى امر ما. ويحدث نفسه أن ذلك الشخص يكذب لا ريب ،لا ريب انه كذوب. دخل ادم إلى الدير ليجد شخصا عملاق الخلقة مكبلاً بالسلاسل. يده مربوطة بعنقه من اسفل ارجله. ولكنه لم يستطيع ان يرى وجه حيث ان مصدر الإضاءة كان خافتأ. يأتى من ضوء الشمس خارج الدير. لكن ابليس اخذ يطلب منه ان يتقدم حتى وصل إلى هذا الشخص الغريب ليرى بعينة ما لم يره من قبل فى كل حلات المرضى فى حياته المهنية.
· عندما اقترب ادم من المخلوق المكبل امامه وجد انه ينتفخ من الغضب, اجعد الرأس مطموس العين. تتدلى حدقته خارج عينه كالعنبة. ازدادت سرعة دقات قلب ادم من المنظر. ثم باغته هذا المسخ بزمجرة يأمره فيها ان يخلصه من هذا المنظر. قائلاً: انا اريد ان اصبح شابا وسيما كما يرى الناس المسيح فى خيالهم.
ثم قال ابليس انا اثق بك يا ادم . ولدى معلومات انك فعلت الكثير فى علم جراحة التجميل. رد ادم بصوت يرتجف وقال كيف لى ان افعل هذا, واحدى عينية قد انتهت. قال ابليس لا تقلق سوف احضر لك ما تريد من العيون. يعمل لدى الكثير من البشر الذين يفعلون اى شىء من اجلى. بدأ يفكر ادم فيما سيفعلون بالناس حتى يحصلوا على هذه العين. ثم قال لإبليس: لكنى اريد ان اجرى بعض الفحوصات وتحليل الـ DNA حتى استطيع تحديد مواصفات العين المناسبة. سوف اضطر إلى الذهاب إلى معملى لإحضار بعض المعدات وادوات التحليل. وبدأ يخطوا إلى الخارج. عندها احمرت عين ابليس وقال انتظر ادم سوف نحضر لك كل ما تريد. سوف اقلك إلى قصر خاص بك فى المدينة حتى تستريح. ثم ارسل إليك احد الخبراء فى المجال الطبى لكى يسجل كل ما تطلبه حتى نحضره إليك. فكان رد ادم سريعا: كما تريد, ليس لدى مشكلة. ثم نظر إلى المسخ وقال سعدت بلقاءك سيد .... ثم نظر لإبليس وسأله: بماذا تنادونه. قال ابليس انه ماتيريا. المعلم ماتيريا. فتوجه ادم مرة اخرى إلى المسخ وقال: سعدت بلقائك سيد ماتيريا, كل شىء سوف يكون على مايرام. فرد عليه المسخ وقال. لا يوجد امامك خيار اخر. فرد ادم وهو يتلعثم وقال أكيد .. أكيد لايوجد خيار اخر.
استقلا السيارة سويا. ودخلا إلى المدينة العجيبة. ابنية براقه عالية يكسوها الوان من الزجاج الامع الذى يتغير لونه كلما اقترب منه . سيارات طائرة, طبق طائر يصعد إلى السماء , وعندها تذكر ادم حوادث ظهور اطباق طائرة فى مناطق كثيرة على الأرض واعتقاد البشر انها تأتى من الفضاء.ثم تفوه دون قصد وقال هى تأتى من هنا. رد ابليس وقال نعم, هنا مصدر كل شىء غريب على كوكب الأرض. ثم دخلت السيارة إلى قلب المدينة حيث الموسيقى الصاخبة والناس ترقص عرايا فى كل مكان . ويوجد مخلوقات غريبة. منها يطير بأجنحة وله رؤوس مثل الخفافيش, ومنها من يزحف على بطنه وله قرون ومنها يمشى على ثلاثة ارجل. بدأ ادم يشعر بالندم انه قبل هذا العرض المرعب ويتمنى ان يرجع الزمن به ويرفضه.
وصلت السيارة إلى القصر فى منطقة هادئة. وكان الظلام قد حل, ولكن بمجرد وصول السيارة اضاءت انوارالقصر وفتحت ابوابه. فدخلت السيارة ونزل منها ابليس وادم . ثم قال له ابليس هذه السيارة لك. فسأله ادم: هل هناك طريقة لتعلم قيادتها. فرد عليه: لا, لا تحتاج هى سوف تفعل ما تريد. كل ما عليك هو ان تخبرها بالمكان الذى تريده. ثم قال: اراك غدا. ثم فتح ذراعيه فأصبحتا جناحين عظيمين وبدأ يرتفع إلى السماء دون ان يحركهما ثم انطلق بسرعة حتى اختفى. تحركت السيارة إلى باب الجراج الذى فتح لإستقبالها ثم اغلق بعد دخولها. ثم سكن كل شىء.
*****
الفصل الثاني.


توجه ادم إلى الباب الداخلى للقصر وفى طريقه بدأ يشعر انه ليس وحيدا. كلما خطا خطوة فأنه يرى طيف مظلم يمر بسرعة صاروخية. بدأ يزيد من سرعة خطواته حتى وصل إلى الباب الذى فتح لإستقبال ادم ودخل ادم سريعا على امل ان يتخلص من هذا الطيف الذى يلاحقه.

وكانت خطوات ادم داخل القصر لها صدى فى كل ارجائه. ولاحظ ان الإضاءة تعمل تبعا لحركته وفى الإتجاه الذى ينظر إليه.حتى نظر إلى الأريكة التى تبدوا مريحة جدا, فالقى بجسده عليها. واخذ يلتقط انفاسه. وعندها سمع صوتا من الجهة اليسرى يقول له اهلا بك سيد ادم. للوهلة الأولى كاد أن يتجمد الدم فى عروق ادم. ولكنه سرعان ما ادرك انه صوت امرأة. فنظر ادم إلى اتجاه الصوت فإذا هى حسناء من حسنوات السينما الأمريكية. فسألها ادم مسرعا. من انت. قالت انا خادمتك. ثم سألها مرة اخرى: انت من الإنس ام من الجان. قالت انا من البشر وفى خدمتك. قال لها اريد ان استرح اين هى غرفة النوم. قالت كل ما عليك انت تقول اريد ان اذهب إلى غرفة النوم. وفعلا قالها ادم. وعندها تحركت الأريكة طائرة حتى وصلت إلى غرفة نومه التى فتح بابها الواسع ودخلت الإريكة حتى استقرت ونزل عنها ادم ثم غادرت منصرفة.

بدأ ادم يتعامل بهذه الطريقة فى كل شىء. وقال اريد ملابس النوم ففتحت غرفة الملابس التى بها جميع انواع ملابس النوم فأختار ادم ما يناسبه وقام بتغيير ملابسه الرسمية بملابس مريحة بعد هذا اليوم العجيب. وبعد ثوانى وجد الجميلة على بابه تسأله هل لديك طلبات اخرى. فرد عليها قائلا: ما اسمك. قالت انا سارة. فقال لها هل يمكن ان اسألك عن ما يحدث فى هذا المكان. قالت نعم بكل حرية فأنت الأن شريكنا. فقال تفضلى بالجلوس. فجلست ثم اكلمت وقالت انت فى مركز إدارة العالم. فقال ادم فى نفسه (ادارة الشر) ثم اكلمت وقالت من هنا يأتى كل شىء جديد.وفى هذه اللحظة ظهرت شاشة من الليزر فى الهواء امام وجه ادم تتكلم إليه وتخبره ان الدكتور ديفيد يريد التواصل معه فقال ادم لا مانع. فتجسد امامه شكل الدكتور ديفيد وتكلم اليه قائلا: اهلا بك ادم على جزيرتنا. ما هو الوقت المناسب لك حتى نبحث امر صديقنا ماتيريا. رد ادم قائلا: انى متعب كثيرا اليوم يمكننا ان نتقابل فى السابعة صباحا. قال الدكتور: حسنا سوف انتظرك فى المركز العلمى لبحوث تطوير الأنسجة البشرية فى شمال المدينة. ثم اختفى الدكتور من امام ادم.
*****

توجه ادم مرة اخرى إلى سارة وقال اعتذر على المقاطعة. فقالت لا بأس. ثم اكلمت إليه حديثها. وقالت ادم... جدى هو الملازم جورج ورلى قائد البحرية الأمريكية يو اس اس سيكوبس وطاقمه الذى يتكون من 309 من البحرية الأمريكية الذى قام اعوان وابليس وماتيريا بإختطافهم فى 4 مارس سنة 1918 فى مثلث برمودا الذى تقع فيه هذه الجزيرة التى نعيش عليها. انت تعرف ان ابليس حاول عبر السنين ان ينتقم من البشر ويثبت انه الأفضل. إلى ان تحالف مع ماتيريا وبدءا بالإتفاق مع بعض القراصنة بخطف البشر فى مثلث برمودا ثم تسخيرهم من اجل العمل فى الأبحاث العلمية واصبح هذا المكان هو الأكثر تقدما فى العالم. حيث يعمل ابليس وجنوده على جمع المعلومات الأبحاث التى يقوم بها الناس فى العالم كله وينقلها لمن يعمل لديهم فى مختبارتهم حتى تمكنوا من الوصول إلى المستوى الذى يمكنهم من حكم العالم. والأن الهدف الأول لإبليس هو تحضير ماتيريا لكى يكون القائد والمعلم وملك العالم. ويعمل ليلا نهارا بالسيطرة على مجريات الأمور عن طريق اتباعة من الجن والأنس حيث ان لديه الأن الملايين من البشر تعمل لحسابه ويمدهم بالمال والشهرة مقابل ان يبيعوا انفسهم له ويتفذون التعليمات دون مناقشة . وهكذا انا ومن ترى على هذا الجزيرة اخترنا النعيم وبعنا انفسنا له.

قال ادم وماذا إذا رفضت. قالت: انت الأن تعلم كل شىء ولا مفر لك. هم يتسخدمون مجموعة مدربة من امهر القتلة المحترفين فى العالم كله ولديهم اكثر الأسلحة حاثة ويسيطرون كل كل التقدم التكنولوجى والإقتصادى. فهم اصحاب فكرة البنوك التى استطاعوا بيها ان يحتفظوا بإموال ومدخرات البشر لديهم وبها يشترون الناس لكى تعمل لحسابهم. لا تحاول الفرار يا ادم لأنه اينما كنت سوف يصلون اليك.
سكت ادم لبرهه ثم قال يبدوا انه لامفر. قالت: سارة سأترك لكى تستريح. لديك عمل كثير غدا. ولا تنسى انا فى خدمتك.
استيقظ ادم باكرا حتى يدرك موعده مع دكتور ديفيد وقام بما هو معتاد بأخذ حمام دافىء حيث اخذ يفكر فيما وصل إليه الحال حيث اصبح اسيرا لدى ابليس واعوانه.
غير ملابسة وارتدى ملابس جديدة من خزانة الملابس حيث وجد بها جميع ما يناسبه من الزى الرسمى الذى يميل إليه حيث اختار بدلة باللون الأزرق الغامق مع حذاء بنى والقميص الأبيض ورباط العنق الأحمر. والعطر الجذاب. خرج ادم وطلب السيارة فأسرعت إليه. استقل ادم السيارة وطلب منها الوصول إلى مركز تطوير الأنسجة البشرية. فانطلقت به.



***** 
الفصل الثالث.
وصلت سيارة ادم إلى مركز البحوث العالمى فى الموعد المحدد. وكان دكتور ديفيد فى انتظاره. لم يلتفت ادم إلى دكتور ديفيد كثيرا حيث زاغ بصره بين ابنية المركز العملاقة التى لها اشكال هندسية ومعمارية فريدة وبالرغم من الإرتفاع الشاهق لهذه الأبنية إلا ان كل منها ينشق إلى نصفين فى الثلث الأعلى من كل بناية لتأخذ شكل قرنى ابليس ولها لون احمر نارى مميز. وبينما تتجول عينا ادم بين هذه الأبنية باغته الدكتور ديفيد وقال له: اهلا ادم, سمعت عنك الكثير. فرد قائلا اهلا دكتور اتمنى ان تكون سمعت اشياء جيدة. قال ديفيد: نعم إنها فعلا جيدة حقا. فأنت من افضل جراحين التجميل فى العالم حصلت على الشهادة الجامعية من جامعة القاهرة ثم التحقت بالجيش المصرى لمدة ثلاث سنوات بدءا من فرع القوات الجوية.ثم تم الحاقك بالقوات الخاصة بعد عام واحد نتيجة كفاءاتك فى سرعة ودقة التصويب والمهارات القتالية. حيث قدمت اداء بارع كرجل صاعقة متميز. وبعد انتهاء الخدمة العسكرية اكملت دراسة الطب فى جامعة اكسفورد ببريطانيا حيث حصلت على درجة الماجيستير والدكتوراه فى تخصص جراحة التجميل. وعلى يديك تم انقاذ الكثير من الحالات التى كادت الحوادث ان تنهى حياتهم الإجتماعية والمهنية.
قال ادم من الواضح انك درست سيرتى الذاتية جيدا. فرد ديفيد, نعم فأنت بصدد القيام بأهم عملية فى التاريخ. انت تعلم مدى اهمية ماتيريا عند ابليس. انه الرهان الأخير لتحقيق حلم حكم العالم والبشرية. عكف ابليس على التحضير لهذه الخطة خلال مئات السنين وقد اقترب موعد ظهور ماتيريا إلى الناس. انت تعلم ان ابليس حرض اعوانه على التخطيط لتنفيذ حرب عالمية كبرى حتى يهدم البشر بعضهم بعضا وتتحطم اسطورتهم الوهمية. وستكون حربا نووية طاحنة بعدها لا تصلح الأرض لنمو النبات ولا الحيوان فلا يجد الناس ما يأكلون. وعندها سيكون ماتيريا هو المنقذ. فقد قمنا بالتوصل إلى افضل الطرق العلمية لنمو النباتات خلال ساعات. وبالنسبة إلى اللحوم فقد طورنا نموذج حديث لتكاثر الخلايا الحيوانية الذى يمكننا من الحصول على اى نوع من اللحوم الحيوانية او الدواجن او الأسماك دون الحاجة إلى تربية الحيوانات. ولدينا مخازن هائلة. هذا بجانب التقدم التكنولوجى الفائق الذى سوف يمكن ماتيريا لكى يصبح منقذ العالم. وكل ذلك بالإضافة إلى دعم ابليس والشياطين بالسحر والأمور الخارقة التى سوف تذهل البشر حتى يعبدوا ما تيريا ويكون هو الإله الحاكم. ولهذا فأنت من المحظوظين لأنك معنا هنا حيث الأمان. قال ادم اشكرك جزيلا على هذا الكم من المعلومات ويبدو اننى فعلا من المحظوظين. فقال نعم , هيا بنا إلى العمل. دخلا سويا إلى بناية الأنسجة البشرية. واستقلا المصعد الذى توقف عند الدور الحادى والسبعون فخرجا من المصعد وتقدم الدكتور ديفيد ليرشد ادم إلى الطريق. حتى وصلا إلى قاعة الإجتماعات. واشار الدكتور ديفيد إلى ادم بالجلوس فى مقعد المقدمة. وقال له الأن سوف ندرس حالة ماتيريا.ثم قال ديفيد ابدأ العرض. وكان يتحدث إلى آلة عرض الصور ثلاثية الأبعاد حيث ظهر فى مقدمة قاعة الإجتماعات شكل مجسم ثلاثى الأبعاد كامل التفاصيل والألوان لماتيريا. وعندها امتعض ادم من منظره المقزز,وبدأ الدكتور ديفيد فى توضيح المشاكل التى يريد ماتيريا تصحيحها حتى يكون مقبولا عند البشر. وقال شارحا وهو يدور حول مجسم ماتيريا: كما ترى المشاكل هى وجهه المسطح وانفه الضخم المعقوف ورأسه المجعد وعينه اليمنى ممسوحة تماما والعين اليسرى تتدلى كأنها عنبة هذا بجانب قصر القامة والجسم العريض جدا. وكان ادم يحدث نفسه قائلا انه مسخا متكامل الأركان. بعدها بدأ استعراض فيلم مجسم للعملية حيث تغير شكل اللأنف واصبح رفيعا واكثر دقة ومع اجراء تعديلات فى عظام الوجه لتنحيفه وتعديل الفك السفلى لكى بتناسق مع فكه العلوى واستبدال العينين بأخرتين لامعتين واخفاء البوزرات الموجودة على الجبه وتعديل نوعية الشعر وزراعة شعر جديد ناعم بعدها يتم تنحيف الجسد وزرع عظام للأستطالة ثم توقف الفيلم بعد ان تحول المسخ إلى احد ابطال السينما على غلاف احد المجلات. 


 

قال ديفيد اعلم ان المهمة ليست بالهينة ولكن اطمئن. نحن لدينا كل ما تتخيله لكى تنجح هذه العملية. ثم قال هيا بنا لكى تفحص مالدينا فى مخازنا لعلك تجد غايتك. فخرجا من غرفة الإجتماعات متوجهين إلى ممر واسع يكسوه الزجاج من الجانبين. عندها لاحظ ادم اشياء غريبة خلف هذا الزجاج وبدأت نبضات قلبه تتسارع عندما رأى اجزاء من البشر معلقة داخل الحجرات بين الأرجل والأيدى والرؤوس والانصاف وعندما بدى عليه استنفار من هذه المناظر. قال ديفيد لدينا جميع انواع الجنس البشرى الأسود والأبيض. العربى والهندى والصينى والأوربى. كل ما تريد سوف تجده لدينا. وهذا هو الجزء الميت. ولدينا ايضا احياء. بعدها بدءا بالمرور بجانب غرف زجاجية فيها اشخاص عاريا رجال ونساء مكبلين ومنهم مقطوع الأيدى او الأرجل او الأذن او منزوع الأعين. وعندها ادرك ادم انه يتعامل مع نوع اخر من المخلوقات وكان يحدث نفسه ان هؤلاء الذين باعوا انفسهم لإبليس بشر بلا قلب.

قال ديفيد وهو يبتسم فى ظل المشاهد الدموية التى تحيط بهما: الم تعجبك بضاعتنا. رد عليه ادم وهو يتظاهر بالثبات: لابد اولا من اجراء تحاليل كاملة لماتيريا حتى نحدد ما نريد بالظبط. انت تعلم ان الأجزاء التى يتم زراعتها فى جسد ه يجب ان يكون لها نفس المواصفات الفسيولوجيا لكى يتم التئام الجروح بعد الإنتهاء من العمليات دون يلفظها جسمه. فهل لديك اى سجل يضم التحاليل الخاصة بجسد ماتيريا. قال ديفيد: فى الواقع وبوضوح نحن لا نملك اى معلومات عن جسده. لسبب بسيط. لم يستطيع اى من الأطباء الإقتراب منه. فالجميع يخاف من غضبه. قالها وهو يتلعثم. ثم اكمل وهو يظهر الثقة ولكنه لم يستطع اخفاء القلق: لكنى مطمئن اننا سنتدبر هذا الأمر فى وجودك. خصوصا ان ابليس يدعم هذا المشروع بشدة. وسوف يكون له دور فعال فى اتمام هذه العملية.
ومع اخر كلمة قالها ديفيد جاء صوتا يتكلم بهدوء لكن له صدى يرج الطرقات قائلا: كيف تسسير الأمور يا ادم. ادرك ادم انه صوت ابليس يأتى من خلفهما. فاستدار ادم إليه قائلا: يبدو ان الأمر صعب. رد ابليس ليس صعبا على دكتور محترف مثلك. وبالنسبة لموضوع التحاليل والعينات التى تريد ان تحصل عليها, سوف نذهب إليه هذه الليلة ونحضر منه ما تريد. والأن يجب ان تحدد مع دكتور ديفيد نوع العينات التى تريد ان تحصل عليها. على ان نذهب لتنفيذ هذا الأمر فى الساعة العاشرة مساءا. لأن ماتيريا يكون اكثر هدوءا اثناء الليل. وكذلك اعوانى من الشياطين المقربين يستطيعون مساعدتنا ليلا لأن قوتهم تضعف كثيرا اثناء النهار. وسيكون هذا بمثابة تدريب وتهيئة للعمليات الجراحية التى يجب ان نجريها عليه.ثم انصرف ابليس قائلا لأدم وديفيد: لا تتأخرا عن الموعد.


استمر ادم وديفيد لمدة 6 ساعات فى بحث وتدوين المعدات والخامات التى من المتوقع احتياجها لإجراء هذه العمليات الصعبة. وكان ادم يحاول خلال هذه المدة ايجاد اى امل ولو بسيط للهروب من هذه الكارثة الكبرى التى حلت به. حيث حاول بكل طريقة ان يطلب احدى المعدات او الخامات التى لا تتوفر لدى ديفيد لكى يتخذها سبب فى الرجوع إلى العالم الحقيقى للحصول عليها. لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل. حيث انه وجد فى هذا المركز كل ما تيخليه عقله مما يتلعق بالعمليات الجراحية بل بالعكس حيث وجد لدى ديفيد الكثير من المعدات فائقة التطور التى لم يتوصل إليها البشر حتى الأن. حتى يأس من المحاولات ثم طلب من ديفيد ان يذهب ليستريح قليلا قبل اللقاء المرعب مع ماتيريا.
رجع ادم إلى قصره وكالعادة شعر بوجود من يراقبه وهو يتحرك فى كل مكان حتى دخل القصر وصعد إلى غرفة نومه وارتمى على سريره يائسا لا يدرى ماذا يفعل.وظل يفكر بالمشاهد المريعة التى مرت عليه فى المركز العلمى من اجزاء بشر معلقة وادميين مقطعين وهم احياء حتى استغرق ادم فى النوم لعدة ساعات. استيقظ على صوت الشياطين التى تراقبه واخذت تنادى باسمه آآآآآآآآآآآآآآدم آآآآآآآآآآآآآآآآآآدم . استيقظ منفزعا قلبه ينبض بسرعة كبيرة وينظر حوله باحثا عن مصدر هذه الأصوات لكنه لم يجد اى شىء فنظر إلى الساعة فإذا هى التاسعة والنصف مساءا. فدخل مسرعا إلى الحمام ليضع بعض الماء على جسمه حتى يستفيق وارتدى ملابس جديدة ثم هبط سريعا إلى السيارة وقال لها اذهبى إلى ماتيريا.
وصل ادم إلى إلى منطقة الدير الذى به ماتيريا واخذ يقترب منه حتى لا حظ ابليس يقف بين تجمع غريب لم تظهر ملامحه حتى اقترب منه فشاهد ما لم يتوقعه. اتسعت عيناه واهتزت حدقتاه عندما اتضح له ابليس فى زيه الرسمى العادى لكن هذه المرة كان يقف وسط حوالى مائة من الشياطين المقربين له. كانت وجوههم رفيعة من الأسفل ثم تتسع على شكل مثلث مقلوب وفتحتين الأنف فى الوجه لكن بدون انف يخرج منهما الدخان مثل النار المشتعلة واعينهم ممسوحة بيضاء اللون مثل الموتى وكلا منهم له قرنين احمرين اللون متجهين إلى الأعلى ومتباعدين. يطفون حول ابليس دون ارجل. يضعون اقمشة سوادء تخفى اجسادهم. وازداد الأمر تعقيدا عندما سمع اصواتهم تهمهم وتتمتم بتعاويز غير مفهمومة كأنها اصوات الريح العاصفة.

****
الفصل الرابع.


اقترب ادم شيئا فشيئا من التجمع الشيطانى الذى لم يخطر بباله ان يرى هذا المشهد بعينية. حتى استقرت السيارة بجوار الشياطين وهم مازالوا يمارسوا الطواف حول ابليس ويهمهمون بأصوات لها صفير مثل الريح فى يوم عاصف. نزل ادم عن السيارة ووقف بجانبهم فنظر له ابليس نظرة تحمل كل معانى الكبر والتعالى ثم رفع يده حتى توقف جميع الشياطين عن الطواف وركعوا فى انتظار الأوامر. ثم قال بصوت مجلجل فخيم له صدى  يترامى ويتكرر بين الجبال التى يقع بها الدير. هيا ايها الجمع لقد اقترب اليوم الموعود. اقترب اليوم الذى سوف يسجد البشر فيه لنا.



ثم خرج من وسط اعوانه متوجها إلى ادم قائلا مرحبا ادم. هيا بنا لكى نجهز المسيح حتى يخلص البشرية. فردد ادم كلمات فى عقله قائلا " تقصد المسيخ وليس المسيح. ولكن ليس بيدى حيلة". اومأ ادم براسه بالموافقه. فقال ابليس اتبعنا. فسأله ادم اين ديفيد. قال ديفيد يأتى خلفنا خلال ثوانى


تقدم ابليس الجمع متوجها إلى ماتيريا ويمشى خلفه اعوانه الشياطين فى صفين وفى وسطهم ادم. المكان مظلم إلا وجود بعض النيران المشتعلة على مسافات متباعدة  ومنخفضة من الأرض مما يؤدى إلى رسم ظل كبير لكل من يمر امامها من الشياطين. كل ذلك وادم يجر ارجله ماشيا معهم وهم يتمتمون ويصفرون. ثم اقتربوا من الساحة التى بها ماتيريا داخل الدير. وحين شعر ما تيريا بوجودهم بدأ يزمجر بصوته الغاضب معلنا عن استعداده للفتك بمن يقترب منه.

اشار ابليس لمن خلفه بيده اليسرى بأن يتوقفوا. قتوقف الجميع ثم بدأ يتقدم إلى ماتيريا وحثه على الهدوء وذكره بأنه سوف يحكم العالم. وعندما ينطلق سوف يفرغ كل شحنات الغضب التى بداخله فى الفتك بالبشر. واستمر
فى شرح الملك الذى سوف يصل اليه ويصف له مدى متعة التحكم بالأمور وان يسير كل شىء على تبعا لرغيته وللإرضاءه. واثناء وسوسة ابليس له بهذه الحكايات بدأ يهدىء ثم اقتربت الشياطين منه وهم يصفرون ويتغنون بلحن شيطانى خالص وتعاويذ السحر الأسود الأصلية كما اخرجها الشيطان ابليس. هدىء ماتيريا تحت تأثير السحر الشيطانى وجاء دور الأطباء. حيث وجد ادم ديفيد يقف خلفة وربط على كتفه وقال له هيا نتقدم انه دورنا.
اقتربا سويا فى خطوات زاحفة كأن ارجلهما تريدان الفرار منهما فى هذا الموقف. اشار ديفيد إلى الذراع الأيسر لما تيريا. فقام عشرة شياطين بمهاجمة هذا الذراع والدخول إليه من تحت اظافره الطويلة. فبدأ ذراعه يهتز كأنه يمسك بسلك كهربائى. اقترب ديفيد يتبعه ادم وبدءا بإستخراج الأدوات الطبية اللازمة لأخذ العينات ثم امسك ديفيد ذراع ماتيريا بيدية الإثتين حتى يتمكن ادم من سحب عينة من دمه. إلا انه لم يجد اى شىء يخرج عبر اداة السحب المستخدمة. فنظر إلى ديفيد. فأشار ديفيد بعينية إلى المشرط. فالتقطه ادم وشرط به ذراع ماتيريا شرط بسيط. ادى إلى خروج الدم متخلط غليظ من ذراعه. وخرج معه رائحة عفنة كاد ان يفققد ادم عقله من عفونتها. جمع ادم العينة. ثم اشار ديفيد إلى وجهه, فقام العديد من الشياطين بالدخول من انفه حتى اصبح ينظر إلى الأعلى وهو يخور مثل الثور بعد رميه بعدة رماح فى مصارعة الثيران. بدءا ادم وديفيد باستخراج ادوات اخذ كشطات من بطانة الفم والأنف ففتح ديفيد فمه مخرجا منه بعض الديدان التى تعيش بداخله مع الرائحة النتنة واللسان الأزرق والأسنان السوداء. مد ادم يده ممسكا باداه معدنية ثم كشط بها بطانة فمه من الداخل واخرج الأداه ثم ادخلها فى وعاء بلاستيكى شفاف لحفظها. ثم اخرج اداه اخرى مسح بها فى انفه الممتلىء ثم حفظها. وقال لديفيد هيا بنا قد انتهينا. فخرجا مسرعين, وركض كل واحد منهما كأنه فى سباق الأولمبياد. وعندما وصلا إلى اخر خطوة إلى خارج الدير وجدا ابليس طائرا على مسافة متر من الأرض. ثم سألهما: هل كل شىء على ما يرام؟. فنظرا إليه وهم يلتقطا انفاسهما. فقال ديفيد نعم سيدى وتبعه ادم وقال نعم قد اتممنا المهمة. فقال ابليس لا لم تنتهى. انها بدأت بالكاد. ثم طلب منهما نتيجة التحاليل فى اسرع وقت. ثم ارتفع طائرا للأعلى وهو يضحك ضحكة شيطانية مجلجلة. يستطيع اى شخص فهم انها صادرة من ابليس.

ترك ادم العينات مع ديفيد وقال له احتاج ان استريح. احفظ العينات فى المعامل بالمركز العلمى وسوف القاك غذا فى الساعة السابعة صباحا. ثم استقل ادم السيارة متوجها إلى قصره. واثناء مروره بالمدينة اخذ يشاهد كيف يعيش الأنس مع الجن على هذه الجزيرة وكيف يعبثون ويخترقون كل المحرمات فى كل مكان حيث يسيرون عرايا يشربون الخمر ويمارسون الجنس فى الطرقات والمحلات ولا توجد حدود ولا قوانين ويمارسون الطقوس الشيطانية سويا مع الجن. ثم اخذ يفكر كيف يهرب من هذا الكابوس الذى جثم على صدره.


وصل ادم إلى القصر وعندما دخل إليه نادى على سارة فجائته مسرعة فى ثياب قصيرة رقيقة وقالت له فى خدمتك. نظر إلى جمالها ثم ذكر نفسه انها تعبد ابليس وان اى قرب بينه وبينها يعنى نهايته كأنسان عادى. فقال لها اريد ان اتحدث إليك للتعرف اكثر على طبيعة ما يجرى. سبق وان ذكرتى لى كيف ان هؤلاء البشر الذين يعيشون على هذه الجزيرة هم ابناء واحفاد المختطفين فى مثلث برمودا فى بداية القرن الماضى. ولكن كيف يتواصل ابليس واتباعه مع البشر فى باقى انحاء العالم.
قالت: ان الأمر بسيط. سوف اوضح لك ما قلته لك سابقا ولكن مع بعض التفاصيل. حتى تفهم مدى اهمية وجودك معنا. الفرق فى التقدم العلمى بيننا وبين باقى البشر هو حوالى مائة عام. فنحن اول من اطلق القمر الصناعى للتجسس على العالم. وقد اكتشفت امريكا هذا القمر  سنة 1950عندما بدأت سباق الفضاء مع روسيا. تم تسميته الفارس الأسود. اعتقدوا اولا انه قمر روسى لكن عندما عرفوا ان وزنه 10 اطنان اعتقدوا انه يتبع مخلوقات فضائية. قد اخترعنا اجهزة الكمبيوتر قبلكم  بحوالى 80 عاما وكذلك الكاميرات الحديثة واجهزة الجوال وكل ما هو حديث لديكم فحن نستخدمه قبلكم بعشرات السنين. ثم يتم اجراء التجارب والأبحاث حتى نضيف إليه الخواص التى تجلعنا نراقب كل انسان ونعرف مكانه وسلوكه متى ينام ومتى يستقيظ اين يذهب كيف يقود سيارته. اين يأكل ما هى علاقته الإجتماعية واتجاهه الديني وميوله الجنسية.  لدينا اجهزة كمبيوتر مركزية تجمع كل البيانات عن مليارات البشر ومن خلال هذا البيانات يقوم الكمبيوتر بإختيار اكثرهم ميولا إلى ابليس وإلى التعاون معه من اجل المال او الشهرة. بعدها نبدأ مراسلته وعمل تحريات دقيقة عنه. وبالطبع فأن الجن له دور كبير فى هذا التحريات. بعد ذلك نرسل له احد سفرائنا لكى يوقع عقدا معنا. بعدها يكون قد باع نفسه لإبليس ويعمل لحسابنا. نمده بالمال والشهرة وليس عليه إلا تنفيذ التعليمات بدون نقاش. فى حال التراجع فهناك شرط جزائى واحد. وهو القتل. لذلك فأن اهم جهاز لدينا هو جهاز الماء الأسود. وهو جهاز به بشر محترفون مهنتهم القتل فقط فهم من قتلوا جون كنيدى رئيس امريكا السابق عندما خالف تعليمات ابليس. وقد تم تصوير المشهد عن طريق احدى اتباعنا ولكن للأسف كادوا البشر ان يكتشفوا امرها واطلقوا عليها اسم السيدة بابوشكا لكننا ساعدناها فى الهروب. فهذا كان رئيس الولايات المتحدة وقمنا بإغتياله فما بالك بالبشر العاديين.
ازداد ادم يئسا. وقرر ان يخلد إلى النوم فشكر سارة وصعد إلى الغرفة حيث بدل ملابسة واستغرق فى النوم.
*****
الفصل الخامس والاخير للعدد الاول.


استيقظ ادم باكرا واخذ يفكر فى كيفية النجاة وهو يأخذ حمامه الدافىء. ثم ارتدى ملابسه الأنيقة وتوجه إلى المركز العملى ليلتقى بديفيد حتى يقوما بتحليل العينات التى تم الحصول عليها من ماتيريا.

وصل إلى المعمل ووجد ادم واقفا امام الميكروسكوب ينظر بتمعن كأنه يشاهد فيلما. القى ادم التحية قائلا:صباح الخير ديفيد. اخبرنى ماذا توصلت من خلال فحصك للعينات. سكت ديفيد واخذ ينظر إلى ادم ويكسوه التعجب. فسأله ادم مرة اخرى ماذا لاحظت اثناء فحصك للعينات؟ 

رد ديفيد قائلا انا اعيش على هذه الجزيرة منذ ولادتى ورأيت الكثير من العجائب ولكنى لم اجد اغرب من ذلك فى حياتى. ان هذا الرجل يتكون جسمه من خلايا .......... خلايا سرطاينة. خلايا سرطانية. بمعنى انه ميت لكنه حى. رد ادم مستغربا: هذا فعلا شىء عجيب. ثم قال: فى هذه الحالة فأنه من المستحيل إجراء اى زراعة انسجة او اعضاء لماتيريا لأن جسده سوف يقضى عليها خلال ايام.

قال ديفيد يبدو ذلك. لكن اكيد هناك حل. إن ابليس سيغضب كثيرا إذا كانت هذه النهاية. ثم قال ديفيد اود الإتصال بإبليس فوجد ابليس يتكلم من خلفه قائلا ماذا لديك ديفيد. قال ديفيد ان جسد صديقك يتكون من خلايا سرطاينة وهذه حالة لم نرى مثلها من قبل ولم نكن نتوقع هذا الأمر. نحتاج إلى الوقت لإجراء بعض الإبحاث والتجارب حتى نصل إلى حل لهذه المشكلة. قال ابليس لا يوجد وقت. الحرب العالمية على الأبواب ولا يمكن تعديل الخطة. يجب ان يكون جاهزا فى الموعد المخطط.

قال ادم يجب علينا السفر الأن لإجراء بعض التجارب على الحيوانات الإستوائية المريضة بالسرطان وهذه التجارب قد تقودنا إلى الطريقة التى يجب اتباعها للتعامل مع جسد ماتيريا. رد ابليس متسرعا. اذهبا الأن. ثم اخرج شيك اعطاه لآدم قائلا هذا مبلع مقدم بقيمة 100 مليون دولار امريكى. تذكر ادم اننا نستطيع ان نصل إليك فى اى مكان على كوكب الأرض. فلا تحاول الإخلال بعقدنا. واحذر ان تتفوه بكلمة مما رأيته هنا.
ثم اكمل الطائرة جاهزة لنقلكما إلى مطار جون اف كنيدى الدولى بنيويورك. 
غادر ابليس مسرعا. ثم نظر ديفيد إلى ادم قائلا هيا بنا. خرجا مسرعين إلى المصعد ونزلا واستقلا السيارة إلى المطار الدولى بالمدينة حيث وجدا طائر خاصة مثل طائرات رجال الأعمال فى العالم الحقيقى. صعدا إلى الطائرة ثم حلقت بهما. واخذ ينظر من النافذة إلى هذه الجزيرة الملعونة وقلبه يملأه الفرح والترقب وتابع النظر إلى المياة واليابسة التى تمر عليها الطائرة إلى ان دخلا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت مظاهر الحياة الطبيعية تظهر وبدأ ادم يتنفس الصعداء. هبط الطائرة فى المطار ثم خرجا سويا من باب كبار الزائرين وابرز ادم جواز سفره البريطانى لكن ديفيد كان يحمل جواز امريكى.

الجمعة، 6 يناير 2017

سلسلة الرعب الأسود العدد الأول (وحوش ودماء) كامل

الفصل الأول.(الرؤيا المنذرة).

كان سمير شاب في منتصف العقد الثالث من العمر وكان يسكن في أحدي المساكن الشعبية في أعماق القاهرة االقديمة كان يعمل صحفي بجريدة مغمورة وكان يعود في ساعات متأخرة من الليل جراء السهر مع أصدقائه بالمقهي كحال كثير من الشباب, يعبر سمير باب المبني الذي يقطن به وهو يفكر لماذا كان يحدق به عم لطفي محجوب صاحب متجر البقالة الذي يقع أمام منزله مباشرة بهذه الطريقة لا بأس عم لطفي أصبح ذو بصر ضعيف بعد أن وصل للعقد السادس من العمر وهو يحدق في المارة ليعلم إن كانوا من الغرباء عن الحي فقد يكونوا لصوصاً وعم لطفي .. لحظة هل لمعت عينا عم لطفي كالثعابين ,لا لا  بالتأكيد هو الأرهاق من السهر هؤلاء الأصدقاء الأوغاد أرغموني على السهر أكثر من المعتاد , ثم يفتح باب المنزل وهو يضحك ويقول لنفسه لست وحدي من سهر عن المعتاد فهاهو عم لطفي البقال يرغمه السعي في طلب الرزق على السهر لبعد منتصف اليل , دخل سمير لبيته ثم جلس على الأريكة ليرتاح قليلاً ولكن ما هذا الصوت بداخل غرفة أعداد الطعام وما هذا الظل الذي ينعكس على حائط الغرفة لشخص ما لابد أنها (الست الوالدة) تقوم بأعداد الطعام بعد أن شعرت بدخولي وفجأة تتجمد الدماء في عروق سمير لقد نسي شيء مهم بعد أن أعتاد لسنوات طوال على هذا المشهد (أعداد أمه للطعام له) أن أمه قد توفت منذ عامين وأنه يعيش وحده في هذا المنزل الذي ورثه عن والديه من إذاً الذي يعبث في غرفة أعداد الطعام وفجأة تحرك هذا الشخص ليخرج إلى ردهة المنزل وينعكس عليه ضوء الردهة ليظهر بوضوح .. حمد لله أنه ليس شخص غريب أنه عم لطفي محجوب البقال.
*****

أتسعت عينا (سمير) وهو يحدق برعب في الشخص الذي أمامه والذي يظهر له بشكل عم (لطفي محجوب) وهو يتسأل في رعب كيف خرج له من غرفة أعداد الطعام وقد رأه بنفسه منذ قليل أمام متجره الصغير قبل أن يصعد إلي البيت (إن أفضل ما أنعم الله تبارك وتعالى به علي في صحتي هي قوة بصري رغم كبر سني يا ولدي ) تذكر سمير أن هكذا كان يفخر دائماً عم لطفي .. عم لطفي لم يكن يحدق به ليتأكد من هو بسبب ضعف نظره إذاً وهاهو يحدق بي بنفس الطريقة المرعبة وعيناه تلمع بشدة وهو يتطلع الي بشغف ماذا علي أن أفعل الأن إن هذا الكائن يقترب مني وقد بدأت ملامحه تتبدل وأنيابه تبرز وهو يفتح فمه ويخرج منه فحيح كالأفاعي سأصرخ الأن ليأتي أولاد الحلال لينقذوني ا........ ما هذا انني لا أستطيع التفوه ولا بكلمة لقد ألجم هذا الشيء المرعب لساني رغم أنه لم يلمسني إن شيء يخرج من يده ليحيط بجسدي ويشل قدرتي على التحرك إنني إن .. ثم سقطت فاقد الوعي فجأة أستيقظت لأجد نفسي ملقي على أرض ملساء ثم سمعت صوت كأنه الرعد يقول لقد أستيقظ الفاني ومن ثم ظهرت مجموعة من الوجوه المرعبة التي أحاطت بي من كل جانب على شكل دائرة وفي منتصفها شخص في حجم عم لطفي الذي أتضح أنه ليس عم لطفي أطلاقاً وبدأ صوت يتردد في عقلي يقول لي لقد قتلت ذلك الرجل صاحب المتجر أنا (سالديس) لقد أتيت بك إلى هنا لأنك أخر شخص من سلالتك والتي يحتوى دمائها على طاقة حيوية بالنسبة لشعبنا تمد القطرة الواحدة منها الكثير منا بقوة هائلة ،وبدمائك هذه سنستطيع أحتلال جميع الكواكب الموازية قلت له في أستنكار الكواكب الموازية !! إذاً إنني لست تحت الأرض كما كنت أظن ثم قلت لنفسي لقد ذكرني هذا بقصص الرعب التي كنت ولا زلت أداوم قرأتها، فقلت له هل يعني ذلك أننا في كوكب أخر قاطعني قائلاً نعم لقد أنتقلت بك ملايين السنوات الضوئية لأحضرك الي هنا ثم أردف ولقد أنتهت جميع أعدادات ألة العصر الخاصة قلت في بلاهة ماذا ألة العصر .. ثم أقتربت مني بعض تلك الكائنات الشيطانية وهي تهمهم بنغمة مرعبة بنفس وقع خطواتها وهي تقترب مني وصوت الهمهمة والخطوات يكاد يوقف قلبي من شدة الرعب ثم ظهرت وجوه تلك الكائنات الشيطانية المرعبة تنحني بأتجاهي وانا أصرخ لاا أتركوني وشعرت بنظرة ظفر في وجوههم وهم يحملوني ليضعوني في تلك الألة المدعوة بألة العصر لأستخلاص دمائي وكبلوني فيها وأغلقوا علي الاقفال وانا أصرخ وأصرخ ولكنهم ضغطوا على مشغل الألة التي لم تلبث أن بدأت بالعملية .. عملية أستخلاص دمائي.
*****

(سمير) (سمير) أستمر ذلك الصوت يناديني عدة مرات من شخص يمسك كتفي فاستيقظت أردد وأنا ألهث غارقاً في عرقي  هه إين أنا رد علي (نادر)  قائلاً ما بك هل رأيت كابوس بعد أن نمت على مكتبك من شدة الأرهاق قلت مردداً مكتبي ثم تنبهت لحقيقة موقفي إذ كنت قد سهرت في العمل مع صديقي (نادر) وقد أخذني النوم والذي أوقظني منه عندما شعر بي وأنا أرتجف قلت له الحمد لله تبارك وتعالى لقد كان كابوساً فظيعاً قال لي حمد لله تبارك وتعالي دعني اوصلك للمنزل بسيارتي شكرته ثم أتجهنا للبيت .. قلت له ونحن في السيارة بعد أن أوصلني قرب منزلي لا تتعب نفسك لان شارع منزلي ضيق وقد يتعذر الدخول بسيارتك كما تعلم ثم شكرته وأتجهت للبيت لقد سهرنا لبعد منتصف اليل .. ما هذا هل هذا عم لطفي يحدق بي وقد سهر على غير المعتاد منذ عشرون عاماً أمام متجره الصغير ودون التردد لحظة واحدة أنطلقت أركض دون النظر لكرامتي في هذا العمر وأنا أصرخ ناااادر أنتظر سأتي لقضاء اليلة عندك سمعت عم لطفي ينادي ما بك يا ولدي لما تصرخ وتركض .. والأن هل نداء عم لطفي كان يشبه الفحيح ..ناديت برعب أكبر ناااااااااااااادر أنتظر وقد تحولت إلي عداء ألومبيات لا يشق له غبار وكل ما يشغل بالي هو الفرار من هذا العم (لطفي محجوب) البقال.

الفصل الثاني.(سالديس)

نعم هو أنا سمير ها أنا أنطلق بكل ما أوتيت من قوة وانا أفكر من المستحيل ان يكون كل ذلك محض مصادفة عم محجوب لم يسهر لمثل ذلك الوقت يوماً منذ عشرين عام وليس عادت عم (محجوب) أن ينادي علي بصوت يشوبه صوت فحيح كالثعابين ناديت بكل صوتي وانا الوح بيدي  لزميلي (نادر) لقد توقفت سيارته يبدو انه قد رأني في مراَة سيارته هاهو يترجل منها وهو يصيح بي ما بك قلت له عد للسيارة وسوف أشرح لك دلف إلي سيارته ثم لحقت به وهو يدير محركها وينظر إلي بدهشة وهو يقول ما بك يا رجل قلت له وأنا التقط أنفاسي أنطلق بسرعة فعم (محجوب) يلاحقني نظر لي وقد توقف عن الأنطلاق بالسيارة من غمرة دهشته قائلاً ماذا تقول ولماذا كل هذا الهلع لقد ظننت أن وحوش الأرض تطاردك من شدة الرعب الذي يبدو عليك ردت عليه نعم إنك لم تخطيء كثيراً أنه بالفعل ليس العم (محجوب), أتسعت عينا نادر وشهق بقوة لا يا عزيزي القاريء هذا ليس من فرط دهشته من كلامي لقد وجدت مخالب (سالديس) (عم محجوب سابقاً) وهي تخرج من صدر زميلي (نادر) ودمائه تسيل على صدره وهو يظهر من وراءه بجسده المرعب لم يكن كمن رأيته في حلمي كان أبشع بكثير بمخالبه التي تخرج من أصابع يده وجسده المغطى بالحراشيف الخضراء الداكنة والرمادية وعينيه الحمراوين كالجمر ورأسه الذي يشبه الجمجمة لا أدري كيف أستطعت التحرك بتلك السرعة لعلها غريزة البقاء وسحبت طفاية الحريق من تحت قدمي  من حسن حظي أنها كانت هنا وفتحتها بقوة في عين ذلك المسخ المرعب ويبدو أنها قد أجدت نفعاً فلقد تراجع بقوة وهو يطلق صوت كالفحيح ولكنه سحب معه نادر الذي تحول إلى جثة هامدة فقفزت مكانه وضغط على مضخ البنزين بكل قوة فانطلقت السيارة التي كانت مدارة أصلاً بواسطة المرحوم (نادر) الذي كان يريد أن يفهم ما يجري قبل أن ينطلق لم يكن هذا وقت الدهشة يا زميلي (نادر) عندما يعدو أليك شخص بالغ راشد وعلى وجهه كل أمارات الرعب يجب أن تفر إما معه أو قبل أن يصل إليك أصلاً هذا لو كنت ندلاً بما فيه الكفاية أو ذكياً كما يقال على ذلك الفعل في هذه الإيام أما (نادر) فللأسف كان من النوع الذي يتوقف ليفهم  ماذا يحدث لأعتقاده أن جميع البشر معاقين ذهنياً وفي حاجة لإن يتعلموا من عقله وحكمته  ليتوقفوا عن كونهم حمقى, في رأيي هذا هو  الحمق بعينه ياعزيزي أغرورقت عيناي بالدموع وأنا لا أدري إلى أين يمكن أن أذهب وكيف يمكن أن أنجوا من ذلك الوحش المخيف الذي أتضح  أنه مطلقاً وللأسف ليس بالعم (محجوب)
*****  

أخيراً قررت أن اذهب إلى منزل خطيبتي .. ألم أخبركم عنها خطيبتي سلمى محمد الطحان التي تعيش  بمفردها في منزل على أطراف المدينة في مكان هاديء ومخيف بعض الشيء مع ذلك الجد الغامض ذو العينين اللامعتين بالذكاء رغم تقدم السن به والتجاعيد التي أحاطت وجهه, أعتقد أن حاجتي له الان أكثر من حاجتي لها بكثير فلقد أعتدناه رجل حكيم ذو خبرة كبيرة في كثير من مناحي الحياة نعم هو من يجب أن أذهب اليه أخرجت هاتفي الجوال حمد لله انه لا يزال معي وطلبت رقم خطيبتي لابد أنها سوف تستقيظ متوترة بشدة من أتصال يأتيها في مثل ذلك الوقت من الليل فوجئت بسلمى ترد وتقول لي لقد أتصلت حقاً تعال إلي البيت حالاً فإن جدي في إنتظارك رددت في بلاهة ماذا تقولين كيف هل كنت تعلمين  قاطعتني بصوت بارد قائلة ستعلم كل شيء عندما تأتي تعالى إلى هنا حالاً أغلقت الهاتف وقد شرد ذهني أفكر لماذا كان صوت سلمى بارداً بهذه الطريقة ومن إين لها تعلم أنني قد أتصل في ذلك الوقت من الليل أتجهت إلى منزل سلمى في ذلك المكان النائي وعندما وصلت وجدتها تقف في الشرفة وهي تلوح بيدها لي بأن أسرع بالصعود,فصعدت مسرعاً ودلفت إلى المنزل بعد أن سارعت بفتح الباب لي فقلت لها بعد أن أغلقت الباب خلفي عزيزتي سلمى لقد مررت بروع كبير هذه اليلة نظرت إلي مشفقة قائلة لي ما الذي حدث معك يا سمير قاطعتها قائلاً أخبريني أنت كيف علمت بأنني سأتصل بك في مثل ذلك الوقت من اليل؟قالت لي أنا الذي أريد أن أعرف ما الذي يحدث بينك وبين جدي بالضبط؟ نظرت لها بعينين متسألتين فقالت لي لقد فوجئت بجدي يوقظني في الواحدة والنصف صباحاً مخبراً أياي أنك قادم إلى هنا وأن هناك مشكلة تحدث لك ثم قالت في حدة مفاجئة قلي لي يا سمير هل هذه مزحة ما من مزحات جدي معي وقد تضامنت معه فيها علي, قلت لنفسي أها هذا يفسر صوتها البارد الذي حدثتني به عندما أتصلت بها منذ قليل قاطعت إستنتاجتي قائلة فبعد أن أوقظني جدي وقال لي ذلك الكلام أتصلت أنت بعدها على الفور , نظرت إليها مندهشاً وأنا أفكر من إين أبدأ أو كيف أشرح لها الأمر وفكرت كيف عرف الجد بأنني سوف أئتي إلى هنا.
*****
لم ألبث إلا وصوت دقات عصاً خشبية يتبعها صوت خطوات بطيئة تقترب مننا في إيقاع متتابع فأنتبهنا أنا وسلمى وتوجهت أعيننا إلى ممر الغرف الذي يأتي منه هذا الصوت من الخطوات يسبقها إيقاع العصا الخشبية فهيء لي بعد أن رأيت ما رأيت في تلك اليلة أنه صوت أتى من أعماق الظلام كأحد أفلام الرعب عندما تتقدم قوى الشر في ذلك الإيقاع الذي يثير الرعب في النفوس فوجدت نفسي أبتلع ريقي رغمً عني ثم فجأة ظهرت تلك العينين اللامعتين كعيني الثعالب من ذلك الظلام وهنا قررت أن أصرخ .. صرخت في هلع فقفزت سلمى أثر صرختي وهي تصرخ بدورها مما زادني رعباً فتمسكت بذراعيها وقد وجدتها تفعل المثل ونحن نصرخ في أنً واحد وبنفس الرتابة تبع عيني الثعلب التي ظهرت تلك جسد ذلك الجد العجوز الذي نظر إلينا قائلاً بصوت مرعب أكثر من مظهره رغم أنني أعرفه جيداً إلا أنه بدا لي مرعب بشكل كبير في هذه اللحظة وهو يقول لنا لما كل ذلك الصريخ أيها الطفلين رددنا في صوت واحد جازعيين جدييييي ثم فجأة وجدنا نظرته تتغير إلى نظرة شرسة وقد تحول نظره إلى نافذة المنزل بطريقة كاد معها أن يتوقف قلبي المسكين عن الخفقان فهتفنا به ما الذي يحدث يا جدي, وقبل أن نكمل تسألنا أنفجرت نافذة المنزل التي كان ينظر بإتجاهها محطمة إلى شظايا في الردهة التي كانت أمامنا وقد دخل منها أخر شخص أتمنى رؤيته الأن أنه سالديس بمنظره المرعب وهو ينظر إلي وقد أزداد غضباً مني بعد أخر موقف بيننا أريد أن أخبره أنني لا أحمل أي بغضاً شخصي تجاهه وإني المظلوم هاهنا ماذا كان سيفعل هو مع شخص غالب ما يريده منه هو دمائه , هنا صرخ سالديس بصوت كأنه زئير وحش كاسر ستأتي معي أيها الفاني حتى لو أحتميت بجيوش (ناتالي) كلها يبدو أنني سأتسأل كثيراً كالأبله في هذه الايام, قلت في بلاهة أسأله روناتالي؟! وفجأة خرج صوت من خلفي عميق مرعب أكثر من سالديس نفسه  صارخاً يوكييييه (روناتالي سننننننننن) . 

الفصل الثالث.(شعب ناتالي)
ألتفت إلى مصدر الصوت الذي لم يكن سوى صوت جد خطيبتي العزيز وعلى أثر تلك الصرخة التي بدت لي مفزعة ظهر ذلك الضوء اللامع من خلف الجد ينعكس علينا من ثلاث كائنات غريبة التكوين بالنسبة لنا كبشر طبيعيين ولها صرخات تهز القلوب كانت كائنات ذات جسد مكون من لونين أخضر وابيض وهم أشبه بالبشر لولا تلك العينين الكاملة الأستدارة وعدم وجود حواجب وإيديهم ذات الأصابع الطويلة بشكل غير بشري على الأطلاق ولونهما الأبيض والأخضر المضيئين. ثم لم يلبثوا أن أنقضوا على سالديس الذي كان يهم بالأنقضاض علي أنا المسكين دافعين به خارج المنزل من تلك النافذة التي حطمها هو عند دخوله المباغت وبدأ القتال بينهم في حديقة المنزل .. ذلك القتال الذي لا أفهم بتاتاً ما هي دوافعه أو ما تلك الكائنات التي عمر بها كوكبنا الذي لم يكن هذا حاله في الماضي أيام المجتمع الجميل هاه؟ ما ذلك الشيء الذي يطير بأتجاهي في الهواء ثم سمعت سلوى تصرخ قائلة لي أنتبه يا سمير ثم أصطدم ذلك الشيء الطائر برأسي وأظلمت الدنيا أمام عيني .. فتحت عيني لأجد نفسي على فراش مريح وسلمى تنظر لي مشفقةً بوجهها الملائكي والجد العزيز يقف بأعتداد ينظر من الشرفة, شعرت بألم في رأسي فتأوهت ووضعت يدي مكان الشيء الذي صدم برأسي وقد أستنتجت أن ما كان يطير بأتجاهي لم يكن سوى حجر تطاير من جراء القتال الذي كان يدور بعنف شديد بين وحش وكائنات غامضة, ألتفت إلي الجد مقاطعاً إستنتاجي العبقري قائلاً حمد لله على سلامتك يا سمير ثم أستطرد لا يوجد لدينا الكثير من الوقت هيا قم لنرتشف فنجان من القهوة ليعاد إليك صفاء ذهنك وأعرني سمعك جيداً.
*****
جلسنا نرتشف القهوة والجد يقص علينا حقيقة كل ما رأينا من رعب خلال تلك الساعات الماضية قائلاً إن سالديس يلاحقك من أجل دمائك التي يريدها لشعبه ولكن شعب روناتالي لن يسمحوا له بذلك أبداً وقبل أن أسأله عن من هو شعب ناتالي أستطرد قائلاً شعب (ناتاليا) هو شعب طيب يعمر أحد الكواكب البعيدة وهم يقفون لشعب ذلك السالديس الذي يطاردك قاطعته متسائلاً من إين لك بكل تلك المعلومات؟ رد قائلاً في صوت مخيف وهو يقترب مني بتلك العينين ذات النظرة المرعبة لأنني صديق قديم لشعب (ناتالي) ولهذا قصة طويلة قد يحين وقت روايتها لكم يوماً ما .. ثم أستدرك حديثة السابق قائلاً لقد أتوا أفراد من شعب ناتالي وهم أصدقاء لي ليخبروني أن (سالديس) أتى في أثرك ليحصل على دمائك, ثم بدأ الجد العزيز يخص ذلك (السالديس) بكلامه قائلاً سالديس وحش خبيث يحب المكر ولا يلجأ إلى العنف إلا عندما يضطر إلى ذلك إنهم يعلمون عنه الكثير قلت له وهل هم من أخبروك بأنني سأتصل بسلمى ؟ أبتسم أبتسامة جعلته أشبه بالثعالب وهو يقول بعد أن علمت ما يحدث معك لم يكن صعب علي معرفة أنك ستتصل بذلك المسن الذي له خبرات كثيرة بعالم الخوارق والفلك كما تعرف أنت عني قاطعته هاتفاً بي وماذا لو كان قتلني ذلك الوحش قبل أن أتصل بك أو أتي إلى هنا أصلاً رد علي قائلاً ألم تفهم بعد ؟! لقد أنطلق الثلاثة جنود الذين رأيتهم من شعب (ناتالي) ولقد كانوا سيتدخلون لا محالة إذا أضطرهم موقفك لذلك ولهذا علمت أنك ستكون بخير ولقد أتو إلي بعد أن رؤك أنطلقت مبتعداً عن (سالديس) يبدو أنك تحسن التصرف ولا تفقد أعصابك بسهولة في المواقف المعقدة قلت له معترضاً لقد قتل نادر ولم يتدخلوا لأنقاذه قاطعني بحدة أشد أنهم ليسوا مندوبين ليحموا كل فرد من هذا العالم أنهم لهم قدراتهم المحدودة التي يدخرونها للتدخلات الحاسمة كمنع حصول شعب سالديس على دمائك أيها الصغير, إن سالديس أقوى من أفراد شعب ناتالي إذا كان عددهم أقل من ثلاثة ولقتلهم في وقت قليل إذا كانوا كذلك والثلاثة الذين قاتلوه هنا أحتدم القتال بينهم وبينه حتى أنتهى بالتعادل بعد أن ذهب سالديس لعدم جودى أستمرار القتال بالنسبة له ليجد طريقة جديدة للحصول عليك والأن أخبرني أنت لما ففرت من ذلك البقال المجاور لمنزلك الذي تخفى سالديس في هيئته ينتظرك؟
*****
رويت للجد كل ما حدث لي في ليلة أمس مما تعلمون أنتم أعزائي القراء فقال لي إذاً فإنك تحظى بموهبة رائعة .. لقد أتتك رؤية تنذرك بما سوف يحدث لك ثم ابتسم مستدركاً هذا رائع ثم نظر لسلمى قائلاً يبدو أن خطيبك ليس شخص عادي بالفعل يا صغيرتي إنك موهوبة بالفراسة مثل ابيك ثم عاد يلتفت قائلاً لي يؤسفني موت صديقك نادر لقد نشرت الجريدة الرسمية الخبر معلنة عن موته وقد أكد الطب الشرعي أن حيواناً ما هاجمه غير معروف الجينات ورفعت الشرطة حالة الطواريء في تلك المنطقة للبحث عن ذلك الكائن المرعب الذي قتل صديقك ولا يعلمون أنه ذلك الوحش (سالديس), ثم استدرك إن سالديس مخلوق قوي خبيث له قدرات كثيرة في الأختفاء والتمويه مما لن يمكنهم من الوصول له بالطرق التقليدية, نظرت إليه جزعاً وأنا أقول له أومن المفروض أن يطمئنني ذلك كثيراً عند معرفة أن الشرطة لن تستطيع الوصول إليه, ثم استدركت جزعاً وما الحل إذاً, نظر إلي بصمت ثم قال لي أنت من سيقضي  على (سالديس) تسألت مندهشاً وأنا أكاد أرتعد من نظراته الحادة المرعبة وهو يخبرني بصوته المخيف أنني علي أن أواجه ذلك الوحش المرعب أنا؟!! قال لي نعم هل تظن أنك ذو دماء فريدة من نوعها وأنك أخر من يملك تلك الدماء من سلالتك بإنك شخص طبيعي شردت قليلاً وأنا أتذكر أهلي الذين ماتوا وأنهم كانوا أشخاص طبعيين جداًولكنه أكمل كلامه مقاطعاً شرودي وقد ثبت نظرته في عيني قائلاً لي إنك يا ولدي قد تكون تملك بعض المواهب التي لا أدري إن كنت أدركتها في نفسك أم لا, إن كلاً منا يا ولدي يملك مواهبه الخاصة ولكن هناك من يعيش دون أن يستغلها أو ينميها وقد يموت وهو لا يدري بمواهبه تلك .
*****

  الفصل الرابع.(إصرار سالديس)

يبدو أن الجد قد أقنعني بقدراتي ومواهبي الخاصة التي قد لا أكون أدري بها بعد , ولكنني لا أدري لما أطرقت سلمى بعينها للأرض وكأنها تستحي أن تنظر في عيني عندما كلمني الجد العزيز عن تلك المواهب هممم, لابد أنه الحياء من نظرات الحب . والأن الجد يكمل خطته وما يجب علينا فعله لمواجهة  (سالديس) والقضاء عليه .. هاه؟ ماذا تريدون ؟ .. تريدون معرفة ما تلك المواهب التي تحدث الجد عنها ؟ إذاً إليكم كلماته هاهو الجد يلوح بوجهه يمنةً ويسرةً بمعني كلمة لا قائلاً لي أنا لا أقول لك أنك تملك قدرات عضلية أو أنك الرجل الخارق (سوبر مان) إن تلك الأشياء لا يحظى به عالمنا الواقع تقريباً إلا في حوادث تاريخية نادرة سجلت في الموسوعات التاريخية ممن فوجيء العالم بقوتهم الخارقة للطبيعة,  ثم أستطرد وبالمناسبة لم يكونوا يوماً أمريكيون قط إلا في عالم هوليود وتخيلات الأمريكيون الواهية, ثم بدأ الجد يوضح ما يقصده بالضبط من مواهب أحظى أنا بها كسرعة البديهة في المواقف الحرجة وموهبة الرؤيا المنذرة ثم استدرك وبعض المواهب الأخري التي قد تعرفها في حينها, ثم أعتدل فجأة قائلاً في صرامة والأن سيكون عليك أن تنطلق في مهمة خطيرة لتوقف ذلك الوحش الفتاك بالضحايا (سالديس) الذي قتل صديقك نادر ولا ندري من يمكن أن يقتل في سبيل وصوله اليك وفجأة وقبل أن يكمل الجد كلامه رأينا (سالديس) يقف خلف النافذة فارداً جناحين وهو ينظر إلي بعينين حمراوين فصرخ الجد بصوته المرعب (يوكييييه سننننننننن) فانقضت تلك الكائنات الطيبة من شعب ( روناتالي) ثانية لا أدري من إين أتو ولكنهم قد أتوا وأحتدمت المعركة بينهم وبين (سالديس) ثانيةً خارج ذلك المنزل النائي والذي كأن مكانه النائي ذلك قد أعد خصيصاً ليكون ساحة لذلك القتال, ثم سمعت الجد يصرخ بصرامة هي أنطلقوا معي قمنا نعدوا وراء ذلك الجد الذي تعجبت من سرعته في الركض وهو يقول لنا إن (سالديس) ليس أحمقاً ليعيد قتال لا جدوى منه بالتأكيد هو معه رفقاء نظرت خلفي لأجد مخلوق شبيه بسالديس ولكنه أطول قامة يظهر في أول الردهة ولكن الجد أنعطف بنا في غرفة وأغلق ذلك الباب الفولاذي الذي أرتطم به ذلك الوحش الأخر ثم أشار لنا بدخول شيء يشبه المركبة الفضائية كانت على شكل كورة بحجم يتسع لثلاثة أشخاص أنتقلنا جالسين في مقاعدينا من فورنا و(الجد) جلس بعدنا في مقعد القيادة وضغط زر التشغيل لتلك الألة العجيبة وأنا أتسأل في نفسي برعب ما الذي يحدث في العالم وما لبثت الألة أن أغلقت علينا وبدأت ترتفع والباب الفولاذي ينفجر في نفس الوقت والسقف يفتح من فوقنا, ثم ينقض علينا شبيه (سالديس) ويرفع سلاحه الذي دمر به الباب الفولاذي بأشعة بدت خضراء اللون ليطلق منه تلك الأشعة المدمرة على تلك المركبة التي تحوي ثلاثتنا أنا وحبيبتي سلمى والجد (الطحان)
*****
أطلق شبيه (سالديس) اشعة مدفعه إتجاه مركبتنا ولكن في نفس الوقت الذي ضغط فيه الجد على زر إنطلاق المركبة التي وكأنها قد وثبت في لحظة من مكان أقلاعها إلى السماء وأنطلقت أشعة ذلك الوحش بعد أن أبتعد الهدف الذي هو نحن الثلاثة مبركبتنا العجيبة تلك التي كانت كأنها لا تطير بقدر ما هي تثب من مكان لأخر في الهواء فتقطع مسافة مئات الأمتار بوثبة واحدة, وظلت تقفز بنا قفزات مختلفة الأتجهات وكأنها تقوم بعملية تمويه وهي تبتعد بنا سريعاً, وقام الجد بإتصال سريع يبدو أنه كان يحذر فيه تلك الكائنات من شعب (روناتالي) بأن (سالديس) معه رفيق أخر وبالتأكيد سيسعون للفرار بدورهم في الحال, سألت الجد إلى إين سنتجه الأن قال لي إلى منزل نائي أخر, غلف الصمت ثلاثتنا حتى وصلنا إلى ذلك المنزل النائي وبطريقة معاكسة لخروجنا من المنزل السابق دخلنا إلى ذلك المنزل بهبوطنا من سقف قد فتح حالما أقتربنا منه وأستقرت المركبة في مكانها في تلك الغرفة حيث وصلنا إلى ذلك المنزل الأمن بأمان, فتح الجد الألة وخرج ثالثتنا والجد يقول لنا: إن (سالديس) يطور تحركاته سريعاً ولن يرضى إلا وقد ظفر بك, أبتلعت ريقي وهو يكمل قائلاً والأن هيا أنتظروني في غرفة المعيشة سأجري بعض الإتصالات بجنود شعب (روناتالي) لأعرف ماذا حدث في حربهم ضد (سالديس) خرجت أنا وسلمى وسلمى وتركنا الجد يجري أتصالته الخاصه بأصدقائه (الروتاناليين) وأنا أتسأل في نفسي ترى ما الذي قد حدث لهم وما الذي سوف تؤل له الأمور في تلك الأحداث المرعبة.  
*****
جلسنا أنا وسلمى في غرفة المعيشة وسلمى تقول لي: ألا تعتقد معي أنه يتوجب علينا أن نطلب المساعدة من أحد في مثل ذلك الموقف المرعب الذي نحن فيه الأن إننا لا ندري ما يمكن أن يحدث بعد الأن, نظرت لها متسائلاً فقالت لي نطلب مساعدة الشرطة مثلاً, قلت لها وماذا سنخبر الشرطة؟! هل سنخبرهم بوجود وحوش فضائية مرعبة قد ظهرت في كوكبنا فجأة, هل تظنين إنهم سيصدقوننا؟! فقالت لي وما الحل إذاً, من يمكننا طلب مساعدته في هذه الحالة الأن لنأخذ بأسباب النجاة من تلك الوحوش التي تطاردنا؟ , برقت عيناي وأنا أقول لها إنك على صواب ولقد علمت بمن سأتصل ليكون لنا يد عون بحول الله تبارك وتعالى وحده وقوته ضد ذلك الوغد (سالديس) الذي قتل زميلي (نادر) لقد لاحقتني الأحداث ولم أنتبه لمهاتفته إلي الأن, إنه صديق عمري وهو من رجال الشرطة المخلصين الإكفاء أيضاً وهو لن يشك في كلامي لحظة كما يجب على الصديق مع صديقه إنه صديقي المخلص (أمجد) (أمجد سند).

الفصل الخامس.(ظهور المقاتل الفذ)
(أمجد سند) أو أمجد صنديد كما كنا نطلق عليه في سنوات الدراسة الثانوية لقد كان بالفعل كالمقاتل الصنديد على جميع الأوغاد المعروفين لنا جميعاً في تلك المرحلة من الدراسة الثانوية هؤلاء الذين يسمون أنفسهم  بأسماء مثل كابوكا وطاكا وما على شاكلته من أسماء ويتجمعون في مجموعات كالعصابات في كولمبيا أو البرازيل ودائماً ما يسيرون في شكل القطيع ليرهبوا الأخرون بأعدادهم ويهددون من لا يروق لهم فقط لأنهم لا يروقون لهم نعم لقد كان (أمجد سند) هو الدواء المناسب لمثل هؤلاء, ذلك الصديق الرياضي البنية الدائم التدريبات الذي حصل على بطولات في عدد من الألعاب القتالية, لن أنسى ذلك اليوم بعد أن أنتقلنا إلى المرحلة الجامعية كنت قد تأخرت فيه ليلاً مع زملائي في الدراسة, ووجدت مجموعة من أولئك الأوغاد وقد راق لهم التهكم علي وطبعاً أتخذت قراري بعدم الرد فزادوا في السخرية والسباب وبدأوا يقتربون للنيل مني وإذ بأمجد يظهر فجأة وهو يقول بصوته القوي ما هذا القطيع من الخراف الذي يتهكم على صديق لي, وثارت ثائرة هؤلاء الأوغاد كيف يتجرأ أحد ما على التفوه بمثل تلك الكلمات وهم بهذا العدد العصابي وأنقضوا عليه جميعاً تملائهم  الشراسة, كانو عشرة أفراد, وأنقض أمجد ولم أجد بد من أن أساعد أشتبكت مع أثنين ولم يلبث أن فر خمسة منهم بعد أن فقد أول ثلاثة منهم الوعي بضربات سريعة بقوة أسد أسمه (أمجد) وما لبث من أشتبكت معهم وقد كالا لي اللكمات وكلت لهم أن لحقا بأصدقائهم قبل أن ينال منهم (أمجد) , قطع ذكراياتي صوت رنين  هاتفي المحمول لأجد (أمجد) هو المتصل فأجبته سريعاً لأجده يقول لي في لهفة (سمير) إين أنت وكيف حالك؟ هل علمت بما حدث لزميلك نادر في العمل؟ أجبته بسرعة (أمجد) صديقي نعم أعرف ثم أكملت (أمجد) إنني في مأزق كبير لم أكد أكمل كلماتي فوجدته يرد علي دون أن يتردد لحظة واحدة قائلاً أخبرني إين أنت وسأكون عندك على الفور إن شاء الله تبارك وتعالى, أخبرته بموقعي وأنهيت معه المكالمة لأجد (الجد)  يخرج علينا وهو يقول في هلع ووجه شاحب يوجد لدي أخبار سيئة يبدو أنه سوف تحدث اشياء مروعة في الدقائق والساعات القادمة, وهوى قلبي بين قدمي.


*****
عاد المهندس (رامي) باكراً إلى منزله على غير عادته وفوجئت به زوجته (رضوى) يدخل المنزل صامتاً دون أن يلقى التحية عليها ولا على أبنائه الصغار ثم أخذ يشاهد المنزل ويدور حول نفسه كأنه يشاهده لأول مرة ثم ما لبث أن توقف بصره على غرفة مكتبه والذي توجه إليه مباشرة كل ذلك وزوجته تكلمه وتحادثه ما بك ما الذي يحدث إين ملابسك التي خرجت بها بالصباح ومن إين لك تلك الملابس هذا وهو لا يجيب بل أتجه لغرفة مكتبه مباشرة وقال بصوته المعتاد ولكنه يشوبه الفحيح لا أريد أن يدخل علي أحد غرفة مكتبي مهما حدث, ثم دلف لمكتبه و أغلق الباب خلفه بعنف وزوجته (رضوى) تقف مندهشة لا تدري ما الذي حل بزوجها فجأة, دلفت خلفه (رضوى) وهي تقول له لماذا لا تجيبني, كان منهمك في تشغيل حاسبه الالي ولم يجلس بعد, فرفع إليها عينيه, وهنا أرتجفت (رضوى) وهي تحدق بعينيه في رعب وتتسائل في نفسها عن ماهية تلك النظرة المرعبة التي في عينيه, ولكنه عاد بنظره إلى حاسبه الألي وقد أنهمك بتوصيل جهاز غريب الشكل به ثم ضغط على الجهاز الصغير وما لبث حاسبه الألي أن بدأ العمل وهيء اليها أن عيني زوجها تلمعان بظفر وكأن تشغيل حاسبه الألي الخاص به هو نجاح كبير له في حد ذاته أو .. لحظة تذكرت (رضوى) سريعاً ما فعله عند دخوله وكأنه لا يعرفهم ولا يعرف بيته الذي يعيش فيه ثم .. صوته نعم هل كان يشوبه فحيح ونظرة عينيه المرعبة, وفجاءة نظر لها زوجها الذي لم يكن سوى (سالديس) وقد شعر بأنفعالتها وتردد أنفاسها سريعاً وفهم أنه على وشك أن تكتشف أمره وبالفعل صرخت الزوجة قائلة أنت لست زوجي أنت لست (رامي) وهنا لم يتردد (سالديس) لحظة وأنقض عليها وهو يتحول إلي شكله المرعب الحقيقي وأتسعت عينا (رضوى) في هلع وفتحت فاها أنذاراً بخروج صرخة مداوية ولكن قبل أن يخرج من حلقها صرخة واحدة أخترقت مخالب (سالديس) رقبتها بعنف لتدفق دمائها على يده ويردها قتيلة بلا أي شفقة أو رحمة.
*****
خرج علينا جد خطيبتي بتلك الكلمات الجزعة التي ينذرنا فيها بأحداث مروعة قد تحدث في الساعات المقبلة, فقلت له في تريث هلا أخبرتنا بما يحدث يا جدي قال لي أنه يوجد ثلاث مهندسين أبرياء وأسرهم معرضين للفتك من قبل (سالديس) في السعات المقبلة, وذلك أن جنود شعب (روناتالي) الموجودين في عالمنا لم يكن بأستطاعتهم أنجاز العلوم الهندسية اللازمة لبناء المنازل الأمنة ولم يكن من المسموح به في قوانينهم خروج من يؤدون تلك الأعمال من عالمهم, فلا يسمح لغير المقاتلين وبعض الفئات القليلة, الأخرى بذلك وعلى هذا طلب مني جنود (روناتالي) أحضار رسوم هندسية لمواصفات أملوها لي جيداً لبناء تلك المنازل الأمنة وبالفعل أخترت ثلاث مهندسين وطلبت منهم  تلك التصاميم وقد فضلنا أن يكونا أكثر من واحد لأن لكل منزل مكانه المختلف فيجب  ولو أخترنا مهندس واحداً لكل المنازل  لم ليكن ينفك الشك عنه أبداً من عدد المنازل المطلوبة بهذه المواصفات الغريبة, أما لو قسمنا على كل مهندس تصميم منزلين على حدى سهل ذلك علينا أقناع الواحد فيهم بأنني رجل محب لتصاميم ذات طابع خاص وشكل مختلف,وبالطبع عاين كلاً منهم الأرض التي صمم لها رسومات المنزل وبطبيعة الحال كلاً منهم يحتفظ بنسخة على جهازه الخاص بالأبعاد والمكان, وللأسف حصل (سالديس) الماكر على عناوينهم وأرقام هواتفهم وبالتأكيد سيذهب إليهم ذلك السفاح المرعب للفتك بهم والحصول على تلك المعلومات بعد أن حصل من جهازي الخاص بما أدونه فيه لضعف ذاكرتي في هذه السن العجوز, قلت له جزعاً يالا الواقعة يجب أن نقوم بتحذيرهم ونجدتهم فوراً, قال لي بالطبع لم أنتظر على فعل ذلك لقد أتصلت بهم عدة مرات ولم يجيب سوى المهندس (عامر) ولقد أوجزت له أنه هو وأسرته في خطر محدق ولقد أستجاب لي وأتفقت معه على مقابلته هو وأسرته في مكان نائي لن يجده فيه (سالديس) وأن عليه حمل ذاكرة حاسبه المنزلي وحاسبه المحمول أرجو ألا يظفر به سالديس قبل أن يهرب إلى مكان لقائنا هو وأسرته أما الأثنين الأخرين (رامي) و (حسن) فقد أرسلت لهم رسالات أرجو أن يقرؤها فور تعاملهم مع هواتفهم المحمولة وسأكرر أتصالي بهم وأنا ذاهب لألتقاط (عامر) وزوجته وولده قلت له في حسم لن أدعك تذهب أنت أنا من سيقوم بهذه المهمة لعل سالديس يتبعهم وهذا سيعرض حياتك للخطر قاطعنا فجأة صوت قوي يقول لن تذهب وحدك يا صديقي العزيز وكان صاحب الصوت هو (أمجد سند).
*****

الفصل السادس. (المقاتل الأفضل)
أنطلقت أنا و صديق عمري (أمجد سند) نحلق بتلك المركبة العجيبة و(أمجد) يقول لي كم أنت رائع يا صديقي لقد أستطعت التحليق بتلك (ألالة) من أول درس من ذلك الجد العجوز أنك سريع التعلم بطريقة مدهشة يا (سمير) قلت له لا أظن أنك تقل عني مهارة في ذلك يا صديقي, ثم أردفت له هل تظن أننا سوف نستطيع الوصول لتلك الأسرة المسكينة في الوقت المناسب؟ إننا حقاً لا ندري ما هية ذلك الكأن المرعب وما يستطيع أن يفعله أو ما يملك من قدرات تكنولوججية قد تفاجئنا بما لا نتوقعه , رد علي أمجد في ثبات قائلاً علينا أن نبذل كل ما في أستطعتنا لتحقيق الحق والعدالة وأنقاذ الأبرياء يا صديقي ما دام ذلك في حدود أمكنياتنا ولا نتعدى به على حق أحد أخر ولا نؤذي بسببه أكثر مما ننقذ من أبرياء يا صديقي , نظرت له في عينيه في صمت بعد أن أنهيت برمجة الألة للوصول إلى موقع تلك الأسرة وقلت له على بركة الله العلي العظيم , والالة تقفز بنا بطريقتها تلك إلى ذلك المكان وتلك الموقعة التي لا ندري ما الذي ينتظرنا فيها بالضبط  أنا وصديقي المقاتل الفذ (أمجد سند).
*****


وقف المهندس (عامر) في ذلك المكان النائي ينتظر في ترقب وصول المساعدة من قبل الجد (الطحان) الذي أخبره بها بعد أن أخبره أن حياته هو وأسرته في خطر محدق لقد وثق في كلمات ذلك الجد المعمر في العمر لأنه يعرفه معرفة جيدة ويعلم أنه شخص أتاه الله تبارك وتعالى علم وحكمة وهو ليس من النوع الذي يفزع بتلك الطريقة على لا شيء لابد أن هناك خطر رهيب يحوم حوله هو وزوجته وولده العزيز بلا شك أبتلع ريقه وهو يفكر في ما هيت ذلك الخطر قاطعة زوجته (منة الله) تسلسل أفكاره وهي تقول له زوجي الحبيب أنا أثق بك ولكن هلا أخبرتني بالسبب الحقيقي وراء توجهنا إلى هذا المكان وبهذه السرعة وما السر وراء حملك لذاكرة الحاسوب الألي مع جهازك الحاسوب المحمول الاخر معنا .. نظر لها زوجها في حيرة وهو يقول لها هل تعلمين الجد (الطحان) ذلك الرجل المسن قالت له بالطبع أليس هو ذلك العميل المرح طيب القلب الذي كنت تقوم له بعمل رسومات هندسية لمنازل خاصة به قال لها هو بعينه يا عزيزتي لقد طلب مني التوجه إلى هنا مخبراً أياي أن خطر ما قد يطاردني أنا وأسرتي وأن العواقب وفجأة لمح (عامر ) شيء ما يتحرك بسرعة وراء أشجار قريبة  وما لبس أن ظهر شخص ما من وراء تلك الأشجار وهو ينظر أتجاههما و يتجه إليهما في ثبات كان مظهره يوحي بأنه شخص عادي ولكن شيء ما في نظرته جعلت (عامر) يقول لزوجته أدخلي إلى السيارة وأنطلقي بها مسرعة من هنا إذا حدث شيء ما, قالت له جزعة وماذا عنك أنت رد عليها في حدة : قلت لك هيا أفعلي كما أمرتك دون مناقشة الأن أنطلقت تنفذ أمره وهو يترقب لذلك الشخص القادم بتجاهه والذي أقترب منه وهويبتسم في ظفر و يقول له بصوت عميق يشوبه الفحيح جعل قلبه يهوي إلى قدميه ألست أنت المهندس (عامر حسام)  وفجأة وقبل أن يتفوه الزوج بكلمة واحدة ظهرت تلك المركبة التي تتحرك بوثبات عبقرية مما جعل ظهورها مفاجيء وقد فتح بابها في لحظة و(أمجد سند ) يقف عليه وهو يوجه سلاحه إلى (سالديس) الذي نظر أتجاههما وهو يتحول إلى شكله المرعب الحقيقي وصرخة الزوجة صرخة مدوية وهي ترى ذلك الشكل المخيف  (لسالديس) وعينه الحمراوان ومخالبه الحادة الطويلة وزوجها (عامر) يرتعد من هول ما يرى و(أمجد سند) ثابت النظرات على (سالديس) وهو يطلق عليه من سلاحة وهو يقول له مرحباً بك أيها الوغد ودوى صوت طلقات سلاح (أمجد ستد) وبدأت المعركة لأول مرة بين هذان الأثنين (سالديس) وذلك الرجل .. المقاتل الصنديد ( أمجد سند) وتسمرت عينا (سمير ) على صديقه وهو يتسأل بقلق بالغ في نفسه هل سيستطيع صديقه المقاتل العنيد الأنتصار على ذلك الكائن المرعب هل ؟ وما الذي يستطيع أن يفعله الأن ليساعد صديق عمره في ذلك المأزق .. المأزق المميت.
*****
من الجلي هنا أن ملاحظة سمير كانت في محلها عندما لاحظ يوم قتل (سالديس) زميله (نادر) وأطلق هو عليه سائل ثاني اكسيد الكربون من طفاية الحريق ان تلك المادة ذات تاثير فعال على ذلك الوحش المخيف (سالديس) وشعبه فما أن اطلق عليه (أمجد) سلاحه الذي كان يحتوي على طلقة من ذلك السائل أنفجرت بكاملها في في حراشيف ذلك الوحش المخيف إلا وجعلته يصرخ بشدة بصوت بشع مخيف  القى الرعب في قلب عامر وأسرته ولكن (سالديس) ما لبث واخرج قارورة القاها على مكان السائل فذهب كل أثر له نظر (سمير) في دهشة وقال لقد تعلم ردد (أمجد) من الواضح أن الوغد ليس بغر ويتمتع بذكاء وقدرة تخطيط مسبقة لقد حضر سائل مضاد لما علم انه قد تؤذيه به بعد أن علمت انت ذلك قال (سمير ) وماذا سنفعل .. قاطعته صرخة (سالديس) الثانية والتي كانت هذه المرة صرخة غضب وهو ينظر بشراسة إلى المركبة وكأنه علم أن بداخلها هدفه الذي يسعى إليه من أول ما بدأ مهمته , ظل ينظر بغضب بعينيه الحمروان والشراسة والأصرار تملئه على أن يظفر بفريسته والتي تتمثل في (سمير) وفي نفس الوقت ظهر أثنان أخرين من مساعدين (سالديس) من أتجاهين مختلفين بشكليهما المرعب المخيف ينقضان بكل شراسة وأزداد الموقف تعقيداً وبدا للجميع أن فرصة النجاة في هذا الموقف تقترب من الصفر.
*****

إلى اللقاء في الفصل الأخير من العدد الأول وحوش ودماء ( المعركة الأخيرة) 

الفصل السابع.(المعركة الأخيرة).
أنقض الثلاثة وحوش من كوكب (سالديس) ليفتكوا بالجميع ويظفروا بغايتهم بطل روايتنا(سمير) ليحصلوا على دمائه التي ستكون سبباً في إمتلاك شعبهم طاقة مهولة تمكنهم من  القضاء على شعب (روناتالي) وأي شعب من شعوب العالم يريدون القضاء على جيوشه وأستعباده ,وهاهو (سالديس) يقفز وينقض على (أمجد سند) الذي يقف على باب المركبة ليجذبه بعيداً عن (سمير) ليتيح لرفيقيه الظفر به بسهولة بعيداً عن ذلك المقاتل الذي يصحبه ونجح بالفعل (سالديس) بقذف (أمجد) بعيداً وهو يمسك به ولكن, لم يكن (أمجد) هو ذلك الشخص الذي يقف أمام العدو لا حيلة له بتوفيق (الله سبحانه وتعالى) له فأثناء ما كان (سالديس) يجذبه ويقفز به في الهواء أطلق أمجد طلقة أخرى من مسدسه المزود بقذائف مليئة ببودرةالأطفاء التي أكتشف سمير في أول صراع له مع (سالديس) أنها تؤثر عليه وعلى رفاقه الوحوش وصرخ (سالديس) من أثر الطلقة فأستغل (أمجد) الفرصة ودار حول نفسه في الهواء بحركة أكروباتية معقدة تنم عن مقاتل تدرب تدريبات غير عادية لأعوام طويلة وركل (سالديس) ركلة عنيفة أبعدته عنه قليلاً, في ذلك الوقت كان (سمير) قد أنخفض بالمركبة لبلتقط أسرة المهندس (عامر) قبل أن يفتك به أو بهم مساعدا  (سالديس) اللذان يطلقان في إتجاههم ,  و(سمير) يهتف بهم قائلاً هيا أصعدوا سريعاً هيا, قفز ثلاثتهم سريعاً إلى المركبة في نفس الوقت الذي كاد أن يصل فيه إليهم مساعد (سالديس) ولكنة سريعاً اغلق ابوابها وهو يفكر كيف يمكن أن يلتقط صديقه (أمجد) ولكن أحد مساعدا ( سالديس ) أخرج أحدأسلحته وأطلق على أسفل المركبة فاصابها بعطب شديد سقطت المركبة على اثره مرتطمة بالأرض بلا حراك.

*****
كان الصراع بين (أمجد) و(سالديس) لا يزال مشتعلاً فها هو( أمجد )يستغل فرصة إنشغال (سالديس) بإخراج مادته التي تضيع اثر بودرة الأطفاء المؤلمة عليه ليخرج سلاحة المعتاد والذي يحتوى على طلقات قوية ويطلق منه على االكائنات اللذي أخرجه (سالديس) والذي يحوي المادة التي تنقذه فيطير منه بعيداً, فينظر له سالديس بحدة وغضب وهو يتالم, لقد أدرك أنه يقاتل خصم صنديد ليس بمقاتل عادي من كوكب الأرض , مقاتل فذ قوي ذكي وبشدة ولا يستهان به , ولم يكن (أمجد) من النوع الذي يتردد أمام مثل تلك الوحوش أو يشفق عليها لقد أستمر في أطلاق رصاصات المسدس الذي يحتوي على تلك المادة والذي اخترعه له سمير والجد بمساعدة من تكنولوجيا شعب (روناتالي) وأخذ (سالديس) يصرخ مم اعطى الفرصة ل(أمجد) الذي لا يخطيء هدفه أن يطلق طلقته الأخيرة في فم ذلك الكائن مما أدى إلى سقوطه على الأرض وهو مثخن بالجراح , ألتفت (أمجد) إلى صديقه (سمير) ليجد مركبته يحيط بها مساعدين (سالديس) وهو واسرة المهندس (عامر) يختبئون بالداخل ومساعدي سالديس يكيلون لها الضربات بأسلحة تشبه المعول لا يدري (أمجد) ىمن إين أتيا بها يحاولون تحطيمالمركبة ليظفرو بغايتهم دون أن يقتلوه وهنا صرخ سمير الان وه يضغط على زر ضخم اطلق كمية كبيرة من غاز الاطفاء اغرقت كامل جسد مساعدي سالديس كانت خطة عبقرية من ( سمير) خطط لها مع مقاتلين شعب ( روناتالي )الذين ساعدا في تزويد المركبة بذلك الغاز الذي خرج من عدة اماكن من المركبة  وأغمر جسدا مساعدا ( سالديس ) ، ولقد كانت مفاجئة مرعبة لتلك الكائنات المرعبة التي فوجئت باستغلال ( سمير)ورفاقه ل ملحوظة واحدة لاحظها ( سمير ) كانت مفتاح تحول القوى في هذه المعركة المرعبة فاهاهم مساعدي ( سالديس ) لا يكفون عن اطلاق الصرخات الما من اثر تلك المادة عليهم وفي ذلك الوقت وصلت قوات المساعدة التي اخبارها امجد بموقعهم بمجرد انطلاقه بالمركبة هو و( سمير ) وبمجرد رؤيتها لتلك الكائنات المرعبة انهالت عليها بوابل من طلقات مدافعهم واسلحتهم وكان من الواضح جليا انهم فقدوا جميع قواهم من غاز الاطفاء الذي غمرهم لتاثرهم الواضح بالطلقات على عكس قوتهم المعروفة حتى تحولوا اخيرا الى جثث هامدة.
*****
خاتمة
ملأت قوات الأمن المكان والمهندس (عامر) يحتضن زوجته ويقول لها هدئي من روعك يا حبيبتي أخذت تبكي وهو يهديء من روعها في حين أن (سمير) كان يقول ل (أمجد) من الواضح أنك دربت رجالك ببراعة لقد داهمو المكان وتعاملوا مع العدو المرعب رغم غرابة أشكالهم بلا تردد لحظة واحدة وبأحترافية عالية , أبتسم (أمجد) وقال له نعم أنهم كذلك ولكن هذا لا يمنع أن الدهش وألف سؤال يغمر نفوسهم الأن , في ذلك الوقت كان أحد جنود فرقة أمجد يقول لصديقة يالا الهول من الواضح أنه من يعمل مع السيد (أمجد) يرى من الغرائب المرعبة ما لم يخطر له ببال يوماً بينما كان (أمجد) يردف كلامه قائلاً ل (سمير) المهم الأن علينا أن نأخذ أحطياتاتنا من الأن فصاعداً فمما لا شك فيه أن شعب ذلك المسخ المرعب لن يتوانوا عن تحقيق غايتهم يا صديقي وهي أخذ دمائك والنيل منك فإنهم لن يتنازلوا أبداً عن شيء سوف يعطيهم القوة التي تمكنهم من صنع جيش بقوة مهولة  مرعبة قد يحقق أطماعهم في حكم الشعوب وتسخيرهم لأغراضهم وأطماعهم البشعة ولا ريب يا صديقي أن( سالديس) ذاك لم يكن إلا بداية لمحاوالات عديدة ومخيفة للحصول على غايتهم , قد يأتون في عدة أشكال ويخططون المكائد ويتربصون الفرص وتتوالي أنقضاضتهم في اي مكان واي صورة وباي شكل , الحذر كل الحذر يا صديقي علينا أن نعمل ليل نهار لحمايتك منهم وحماية شعوبنا الطيبة الحبيبة وأتسعت عينا (سمير ) أنه لم يعد ذلك الصحفي ذو الحياة الهادئة وأدرك أن حياته قد تغيرت كلياً وأنه بدأ الصراع .. صراع مع الشر. 

ترقبوا العدد القادم (أرض الرعب).