الجمعة، 6 يناير 2017

سلسلة الرعب الأسود العدد الأول (وحوش ودماء) كامل

الفصل الأول.(الرؤيا المنذرة).

كان سمير شاب في منتصف العقد الثالث من العمر وكان يسكن في أحدي المساكن الشعبية في أعماق القاهرة االقديمة كان يعمل صحفي بجريدة مغمورة وكان يعود في ساعات متأخرة من الليل جراء السهر مع أصدقائه بالمقهي كحال كثير من الشباب, يعبر سمير باب المبني الذي يقطن به وهو يفكر لماذا كان يحدق به عم لطفي محجوب صاحب متجر البقالة الذي يقع أمام منزله مباشرة بهذه الطريقة لا بأس عم لطفي أصبح ذو بصر ضعيف بعد أن وصل للعقد السادس من العمر وهو يحدق في المارة ليعلم إن كانوا من الغرباء عن الحي فقد يكونوا لصوصاً وعم لطفي .. لحظة هل لمعت عينا عم لطفي كالثعابين ,لا لا  بالتأكيد هو الأرهاق من السهر هؤلاء الأصدقاء الأوغاد أرغموني على السهر أكثر من المعتاد , ثم يفتح باب المنزل وهو يضحك ويقول لنفسه لست وحدي من سهر عن المعتاد فهاهو عم لطفي البقال يرغمه السعي في طلب الرزق على السهر لبعد منتصف اليل , دخل سمير لبيته ثم جلس على الأريكة ليرتاح قليلاً ولكن ما هذا الصوت بداخل غرفة أعداد الطعام وما هذا الظل الذي ينعكس على حائط الغرفة لشخص ما لابد أنها (الست الوالدة) تقوم بأعداد الطعام بعد أن شعرت بدخولي وفجأة تتجمد الدماء في عروق سمير لقد نسي شيء مهم بعد أن أعتاد لسنوات طوال على هذا المشهد (أعداد أمه للطعام له) أن أمه قد توفت منذ عامين وأنه يعيش وحده في هذا المنزل الذي ورثه عن والديه من إذاً الذي يعبث في غرفة أعداد الطعام وفجأة تحرك هذا الشخص ليخرج إلى ردهة المنزل وينعكس عليه ضوء الردهة ليظهر بوضوح .. حمد لله أنه ليس شخص غريب أنه عم لطفي محجوب البقال.
*****

أتسعت عينا (سمير) وهو يحدق برعب في الشخص الذي أمامه والذي يظهر له بشكل عم (لطفي محجوب) وهو يتسأل في رعب كيف خرج له من غرفة أعداد الطعام وقد رأه بنفسه منذ قليل أمام متجره الصغير قبل أن يصعد إلي البيت (إن أفضل ما أنعم الله تبارك وتعالى به علي في صحتي هي قوة بصري رغم كبر سني يا ولدي ) تذكر سمير أن هكذا كان يفخر دائماً عم لطفي .. عم لطفي لم يكن يحدق به ليتأكد من هو بسبب ضعف نظره إذاً وهاهو يحدق بي بنفس الطريقة المرعبة وعيناه تلمع بشدة وهو يتطلع الي بشغف ماذا علي أن أفعل الأن إن هذا الكائن يقترب مني وقد بدأت ملامحه تتبدل وأنيابه تبرز وهو يفتح فمه ويخرج منه فحيح كالأفاعي سأصرخ الأن ليأتي أولاد الحلال لينقذوني ا........ ما هذا انني لا أستطيع التفوه ولا بكلمة لقد ألجم هذا الشيء المرعب لساني رغم أنه لم يلمسني إن شيء يخرج من يده ليحيط بجسدي ويشل قدرتي على التحرك إنني إن .. ثم سقطت فاقد الوعي فجأة أستيقظت لأجد نفسي ملقي على أرض ملساء ثم سمعت صوت كأنه الرعد يقول لقد أستيقظ الفاني ومن ثم ظهرت مجموعة من الوجوه المرعبة التي أحاطت بي من كل جانب على شكل دائرة وفي منتصفها شخص في حجم عم لطفي الذي أتضح أنه ليس عم لطفي أطلاقاً وبدأ صوت يتردد في عقلي يقول لي لقد قتلت ذلك الرجل صاحب المتجر أنا (سالديس) لقد أتيت بك إلى هنا لأنك أخر شخص من سلالتك والتي يحتوى دمائها على طاقة حيوية بالنسبة لشعبنا تمد القطرة الواحدة منها الكثير منا بقوة هائلة ،وبدمائك هذه سنستطيع أحتلال جميع الكواكب الموازية قلت له في أستنكار الكواكب الموازية !! إذاً إنني لست تحت الأرض كما كنت أظن ثم قلت لنفسي لقد ذكرني هذا بقصص الرعب التي كنت ولا زلت أداوم قرأتها، فقلت له هل يعني ذلك أننا في كوكب أخر قاطعني قائلاً نعم لقد أنتقلت بك ملايين السنوات الضوئية لأحضرك الي هنا ثم أردف ولقد أنتهت جميع أعدادات ألة العصر الخاصة قلت في بلاهة ماذا ألة العصر .. ثم أقتربت مني بعض تلك الكائنات الشيطانية وهي تهمهم بنغمة مرعبة بنفس وقع خطواتها وهي تقترب مني وصوت الهمهمة والخطوات يكاد يوقف قلبي من شدة الرعب ثم ظهرت وجوه تلك الكائنات الشيطانية المرعبة تنحني بأتجاهي وانا أصرخ لاا أتركوني وشعرت بنظرة ظفر في وجوههم وهم يحملوني ليضعوني في تلك الألة المدعوة بألة العصر لأستخلاص دمائي وكبلوني فيها وأغلقوا علي الاقفال وانا أصرخ وأصرخ ولكنهم ضغطوا على مشغل الألة التي لم تلبث أن بدأت بالعملية .. عملية أستخلاص دمائي.
*****

(سمير) (سمير) أستمر ذلك الصوت يناديني عدة مرات من شخص يمسك كتفي فاستيقظت أردد وأنا ألهث غارقاً في عرقي  هه إين أنا رد علي (نادر)  قائلاً ما بك هل رأيت كابوس بعد أن نمت على مكتبك من شدة الأرهاق قلت مردداً مكتبي ثم تنبهت لحقيقة موقفي إذ كنت قد سهرت في العمل مع صديقي (نادر) وقد أخذني النوم والذي أوقظني منه عندما شعر بي وأنا أرتجف قلت له الحمد لله تبارك وتعالى لقد كان كابوساً فظيعاً قال لي حمد لله تبارك وتعالي دعني اوصلك للمنزل بسيارتي شكرته ثم أتجهنا للبيت .. قلت له ونحن في السيارة بعد أن أوصلني قرب منزلي لا تتعب نفسك لان شارع منزلي ضيق وقد يتعذر الدخول بسيارتك كما تعلم ثم شكرته وأتجهت للبيت لقد سهرنا لبعد منتصف اليل .. ما هذا هل هذا عم لطفي يحدق بي وقد سهر على غير المعتاد منذ عشرون عاماً أمام متجره الصغير ودون التردد لحظة واحدة أنطلقت أركض دون النظر لكرامتي في هذا العمر وأنا أصرخ ناااادر أنتظر سأتي لقضاء اليلة عندك سمعت عم لطفي ينادي ما بك يا ولدي لما تصرخ وتركض .. والأن هل نداء عم لطفي كان يشبه الفحيح ..ناديت برعب أكبر ناااااااااااااادر أنتظر وقد تحولت إلي عداء ألومبيات لا يشق له غبار وكل ما يشغل بالي هو الفرار من هذا العم (لطفي محجوب) البقال.

الفصل الثاني.(سالديس)

نعم هو أنا سمير ها أنا أنطلق بكل ما أوتيت من قوة وانا أفكر من المستحيل ان يكون كل ذلك محض مصادفة عم محجوب لم يسهر لمثل ذلك الوقت يوماً منذ عشرين عام وليس عادت عم (محجوب) أن ينادي علي بصوت يشوبه صوت فحيح كالثعابين ناديت بكل صوتي وانا الوح بيدي  لزميلي (نادر) لقد توقفت سيارته يبدو انه قد رأني في مراَة سيارته هاهو يترجل منها وهو يصيح بي ما بك قلت له عد للسيارة وسوف أشرح لك دلف إلي سيارته ثم لحقت به وهو يدير محركها وينظر إلي بدهشة وهو يقول ما بك يا رجل قلت له وأنا التقط أنفاسي أنطلق بسرعة فعم (محجوب) يلاحقني نظر لي وقد توقف عن الأنطلاق بالسيارة من غمرة دهشته قائلاً ماذا تقول ولماذا كل هذا الهلع لقد ظننت أن وحوش الأرض تطاردك من شدة الرعب الذي يبدو عليك ردت عليه نعم إنك لم تخطيء كثيراً أنه بالفعل ليس العم (محجوب), أتسعت عينا نادر وشهق بقوة لا يا عزيزي القاريء هذا ليس من فرط دهشته من كلامي لقد وجدت مخالب (سالديس) (عم محجوب سابقاً) وهي تخرج من صدر زميلي (نادر) ودمائه تسيل على صدره وهو يظهر من وراءه بجسده المرعب لم يكن كمن رأيته في حلمي كان أبشع بكثير بمخالبه التي تخرج من أصابع يده وجسده المغطى بالحراشيف الخضراء الداكنة والرمادية وعينيه الحمراوين كالجمر ورأسه الذي يشبه الجمجمة لا أدري كيف أستطعت التحرك بتلك السرعة لعلها غريزة البقاء وسحبت طفاية الحريق من تحت قدمي  من حسن حظي أنها كانت هنا وفتحتها بقوة في عين ذلك المسخ المرعب ويبدو أنها قد أجدت نفعاً فلقد تراجع بقوة وهو يطلق صوت كالفحيح ولكنه سحب معه نادر الذي تحول إلى جثة هامدة فقفزت مكانه وضغط على مضخ البنزين بكل قوة فانطلقت السيارة التي كانت مدارة أصلاً بواسطة المرحوم (نادر) الذي كان يريد أن يفهم ما يجري قبل أن ينطلق لم يكن هذا وقت الدهشة يا زميلي (نادر) عندما يعدو أليك شخص بالغ راشد وعلى وجهه كل أمارات الرعب يجب أن تفر إما معه أو قبل أن يصل إليك أصلاً هذا لو كنت ندلاً بما فيه الكفاية أو ذكياً كما يقال على ذلك الفعل في هذه الإيام أما (نادر) فللأسف كان من النوع الذي يتوقف ليفهم  ماذا يحدث لأعتقاده أن جميع البشر معاقين ذهنياً وفي حاجة لإن يتعلموا من عقله وحكمته  ليتوقفوا عن كونهم حمقى, في رأيي هذا هو  الحمق بعينه ياعزيزي أغرورقت عيناي بالدموع وأنا لا أدري إلى أين يمكن أن أذهب وكيف يمكن أن أنجوا من ذلك الوحش المخيف الذي أتضح  أنه مطلقاً وللأسف ليس بالعم (محجوب)
*****  

أخيراً قررت أن اذهب إلى منزل خطيبتي .. ألم أخبركم عنها خطيبتي سلمى محمد الطحان التي تعيش  بمفردها في منزل على أطراف المدينة في مكان هاديء ومخيف بعض الشيء مع ذلك الجد الغامض ذو العينين اللامعتين بالذكاء رغم تقدم السن به والتجاعيد التي أحاطت وجهه, أعتقد أن حاجتي له الان أكثر من حاجتي لها بكثير فلقد أعتدناه رجل حكيم ذو خبرة كبيرة في كثير من مناحي الحياة نعم هو من يجب أن أذهب اليه أخرجت هاتفي الجوال حمد لله انه لا يزال معي وطلبت رقم خطيبتي لابد أنها سوف تستقيظ متوترة بشدة من أتصال يأتيها في مثل ذلك الوقت من الليل فوجئت بسلمى ترد وتقول لي لقد أتصلت حقاً تعال إلي البيت حالاً فإن جدي في إنتظارك رددت في بلاهة ماذا تقولين كيف هل كنت تعلمين  قاطعتني بصوت بارد قائلة ستعلم كل شيء عندما تأتي تعالى إلى هنا حالاً أغلقت الهاتف وقد شرد ذهني أفكر لماذا كان صوت سلمى بارداً بهذه الطريقة ومن إين لها تعلم أنني قد أتصل في ذلك الوقت من الليل أتجهت إلى منزل سلمى في ذلك المكان النائي وعندما وصلت وجدتها تقف في الشرفة وهي تلوح بيدها لي بأن أسرع بالصعود,فصعدت مسرعاً ودلفت إلى المنزل بعد أن سارعت بفتح الباب لي فقلت لها بعد أن أغلقت الباب خلفي عزيزتي سلمى لقد مررت بروع كبير هذه اليلة نظرت إلي مشفقة قائلة لي ما الذي حدث معك يا سمير قاطعتها قائلاً أخبريني أنت كيف علمت بأنني سأتصل بك في مثل ذلك الوقت من اليل؟قالت لي أنا الذي أريد أن أعرف ما الذي يحدث بينك وبين جدي بالضبط؟ نظرت لها بعينين متسألتين فقالت لي لقد فوجئت بجدي يوقظني في الواحدة والنصف صباحاً مخبراً أياي أنك قادم إلى هنا وأن هناك مشكلة تحدث لك ثم قالت في حدة مفاجئة قلي لي يا سمير هل هذه مزحة ما من مزحات جدي معي وقد تضامنت معه فيها علي, قلت لنفسي أها هذا يفسر صوتها البارد الذي حدثتني به عندما أتصلت بها منذ قليل قاطعت إستنتاجتي قائلة فبعد أن أوقظني جدي وقال لي ذلك الكلام أتصلت أنت بعدها على الفور , نظرت إليها مندهشاً وأنا أفكر من إين أبدأ أو كيف أشرح لها الأمر وفكرت كيف عرف الجد بأنني سوف أئتي إلى هنا.
*****
لم ألبث إلا وصوت دقات عصاً خشبية يتبعها صوت خطوات بطيئة تقترب مننا في إيقاع متتابع فأنتبهنا أنا وسلمى وتوجهت أعيننا إلى ممر الغرف الذي يأتي منه هذا الصوت من الخطوات يسبقها إيقاع العصا الخشبية فهيء لي بعد أن رأيت ما رأيت في تلك اليلة أنه صوت أتى من أعماق الظلام كأحد أفلام الرعب عندما تتقدم قوى الشر في ذلك الإيقاع الذي يثير الرعب في النفوس فوجدت نفسي أبتلع ريقي رغمً عني ثم فجأة ظهرت تلك العينين اللامعتين كعيني الثعالب من ذلك الظلام وهنا قررت أن أصرخ .. صرخت في هلع فقفزت سلمى أثر صرختي وهي تصرخ بدورها مما زادني رعباً فتمسكت بذراعيها وقد وجدتها تفعل المثل ونحن نصرخ في أنً واحد وبنفس الرتابة تبع عيني الثعلب التي ظهرت تلك جسد ذلك الجد العجوز الذي نظر إلينا قائلاً بصوت مرعب أكثر من مظهره رغم أنني أعرفه جيداً إلا أنه بدا لي مرعب بشكل كبير في هذه اللحظة وهو يقول لنا لما كل ذلك الصريخ أيها الطفلين رددنا في صوت واحد جازعيين جدييييي ثم فجأة وجدنا نظرته تتغير إلى نظرة شرسة وقد تحول نظره إلى نافذة المنزل بطريقة كاد معها أن يتوقف قلبي المسكين عن الخفقان فهتفنا به ما الذي يحدث يا جدي, وقبل أن نكمل تسألنا أنفجرت نافذة المنزل التي كان ينظر بإتجاهها محطمة إلى شظايا في الردهة التي كانت أمامنا وقد دخل منها أخر شخص أتمنى رؤيته الأن أنه سالديس بمنظره المرعب وهو ينظر إلي وقد أزداد غضباً مني بعد أخر موقف بيننا أريد أن أخبره أنني لا أحمل أي بغضاً شخصي تجاهه وإني المظلوم هاهنا ماذا كان سيفعل هو مع شخص غالب ما يريده منه هو دمائه , هنا صرخ سالديس بصوت كأنه زئير وحش كاسر ستأتي معي أيها الفاني حتى لو أحتميت بجيوش (ناتالي) كلها يبدو أنني سأتسأل كثيراً كالأبله في هذه الايام, قلت في بلاهة أسأله روناتالي؟! وفجأة خرج صوت من خلفي عميق مرعب أكثر من سالديس نفسه  صارخاً يوكييييه (روناتالي سننننننننن) . 

الفصل الثالث.(شعب ناتالي)
ألتفت إلى مصدر الصوت الذي لم يكن سوى صوت جد خطيبتي العزيز وعلى أثر تلك الصرخة التي بدت لي مفزعة ظهر ذلك الضوء اللامع من خلف الجد ينعكس علينا من ثلاث كائنات غريبة التكوين بالنسبة لنا كبشر طبيعيين ولها صرخات تهز القلوب كانت كائنات ذات جسد مكون من لونين أخضر وابيض وهم أشبه بالبشر لولا تلك العينين الكاملة الأستدارة وعدم وجود حواجب وإيديهم ذات الأصابع الطويلة بشكل غير بشري على الأطلاق ولونهما الأبيض والأخضر المضيئين. ثم لم يلبثوا أن أنقضوا على سالديس الذي كان يهم بالأنقضاض علي أنا المسكين دافعين به خارج المنزل من تلك النافذة التي حطمها هو عند دخوله المباغت وبدأ القتال بينهم في حديقة المنزل .. ذلك القتال الذي لا أفهم بتاتاً ما هي دوافعه أو ما تلك الكائنات التي عمر بها كوكبنا الذي لم يكن هذا حاله في الماضي أيام المجتمع الجميل هاه؟ ما ذلك الشيء الذي يطير بأتجاهي في الهواء ثم سمعت سلوى تصرخ قائلة لي أنتبه يا سمير ثم أصطدم ذلك الشيء الطائر برأسي وأظلمت الدنيا أمام عيني .. فتحت عيني لأجد نفسي على فراش مريح وسلمى تنظر لي مشفقةً بوجهها الملائكي والجد العزيز يقف بأعتداد ينظر من الشرفة, شعرت بألم في رأسي فتأوهت ووضعت يدي مكان الشيء الذي صدم برأسي وقد أستنتجت أن ما كان يطير بأتجاهي لم يكن سوى حجر تطاير من جراء القتال الذي كان يدور بعنف شديد بين وحش وكائنات غامضة, ألتفت إلي الجد مقاطعاً إستنتاجي العبقري قائلاً حمد لله على سلامتك يا سمير ثم أستطرد لا يوجد لدينا الكثير من الوقت هيا قم لنرتشف فنجان من القهوة ليعاد إليك صفاء ذهنك وأعرني سمعك جيداً.
*****
جلسنا نرتشف القهوة والجد يقص علينا حقيقة كل ما رأينا من رعب خلال تلك الساعات الماضية قائلاً إن سالديس يلاحقك من أجل دمائك التي يريدها لشعبه ولكن شعب روناتالي لن يسمحوا له بذلك أبداً وقبل أن أسأله عن من هو شعب ناتالي أستطرد قائلاً شعب (ناتاليا) هو شعب طيب يعمر أحد الكواكب البعيدة وهم يقفون لشعب ذلك السالديس الذي يطاردك قاطعته متسائلاً من إين لك بكل تلك المعلومات؟ رد قائلاً في صوت مخيف وهو يقترب مني بتلك العينين ذات النظرة المرعبة لأنني صديق قديم لشعب (ناتالي) ولهذا قصة طويلة قد يحين وقت روايتها لكم يوماً ما .. ثم أستدرك حديثة السابق قائلاً لقد أتوا أفراد من شعب ناتالي وهم أصدقاء لي ليخبروني أن (سالديس) أتى في أثرك ليحصل على دمائك, ثم بدأ الجد العزيز يخص ذلك (السالديس) بكلامه قائلاً سالديس وحش خبيث يحب المكر ولا يلجأ إلى العنف إلا عندما يضطر إلى ذلك إنهم يعلمون عنه الكثير قلت له وهل هم من أخبروك بأنني سأتصل بسلمى ؟ أبتسم أبتسامة جعلته أشبه بالثعالب وهو يقول بعد أن علمت ما يحدث معك لم يكن صعب علي معرفة أنك ستتصل بذلك المسن الذي له خبرات كثيرة بعالم الخوارق والفلك كما تعرف أنت عني قاطعته هاتفاً بي وماذا لو كان قتلني ذلك الوحش قبل أن أتصل بك أو أتي إلى هنا أصلاً رد علي قائلاً ألم تفهم بعد ؟! لقد أنطلق الثلاثة جنود الذين رأيتهم من شعب (ناتالي) ولقد كانوا سيتدخلون لا محالة إذا أضطرهم موقفك لذلك ولهذا علمت أنك ستكون بخير ولقد أتو إلي بعد أن رؤك أنطلقت مبتعداً عن (سالديس) يبدو أنك تحسن التصرف ولا تفقد أعصابك بسهولة في المواقف المعقدة قلت له معترضاً لقد قتل نادر ولم يتدخلوا لأنقاذه قاطعني بحدة أشد أنهم ليسوا مندوبين ليحموا كل فرد من هذا العالم أنهم لهم قدراتهم المحدودة التي يدخرونها للتدخلات الحاسمة كمنع حصول شعب سالديس على دمائك أيها الصغير, إن سالديس أقوى من أفراد شعب ناتالي إذا كان عددهم أقل من ثلاثة ولقتلهم في وقت قليل إذا كانوا كذلك والثلاثة الذين قاتلوه هنا أحتدم القتال بينهم وبينه حتى أنتهى بالتعادل بعد أن ذهب سالديس لعدم جودى أستمرار القتال بالنسبة له ليجد طريقة جديدة للحصول عليك والأن أخبرني أنت لما ففرت من ذلك البقال المجاور لمنزلك الذي تخفى سالديس في هيئته ينتظرك؟
*****
رويت للجد كل ما حدث لي في ليلة أمس مما تعلمون أنتم أعزائي القراء فقال لي إذاً فإنك تحظى بموهبة رائعة .. لقد أتتك رؤية تنذرك بما سوف يحدث لك ثم ابتسم مستدركاً هذا رائع ثم نظر لسلمى قائلاً يبدو أن خطيبك ليس شخص عادي بالفعل يا صغيرتي إنك موهوبة بالفراسة مثل ابيك ثم عاد يلتفت قائلاً لي يؤسفني موت صديقك نادر لقد نشرت الجريدة الرسمية الخبر معلنة عن موته وقد أكد الطب الشرعي أن حيواناً ما هاجمه غير معروف الجينات ورفعت الشرطة حالة الطواريء في تلك المنطقة للبحث عن ذلك الكائن المرعب الذي قتل صديقك ولا يعلمون أنه ذلك الوحش (سالديس), ثم استدرك إن سالديس مخلوق قوي خبيث له قدرات كثيرة في الأختفاء والتمويه مما لن يمكنهم من الوصول له بالطرق التقليدية, نظرت إليه جزعاً وأنا أقول له أومن المفروض أن يطمئنني ذلك كثيراً عند معرفة أن الشرطة لن تستطيع الوصول إليه, ثم استدركت جزعاً وما الحل إذاً, نظر إلي بصمت ثم قال لي أنت من سيقضي  على (سالديس) تسألت مندهشاً وأنا أكاد أرتعد من نظراته الحادة المرعبة وهو يخبرني بصوته المخيف أنني علي أن أواجه ذلك الوحش المرعب أنا؟!! قال لي نعم هل تظن أنك ذو دماء فريدة من نوعها وأنك أخر من يملك تلك الدماء من سلالتك بإنك شخص طبيعي شردت قليلاً وأنا أتذكر أهلي الذين ماتوا وأنهم كانوا أشخاص طبعيين جداًولكنه أكمل كلامه مقاطعاً شرودي وقد ثبت نظرته في عيني قائلاً لي إنك يا ولدي قد تكون تملك بعض المواهب التي لا أدري إن كنت أدركتها في نفسك أم لا, إن كلاً منا يا ولدي يملك مواهبه الخاصة ولكن هناك من يعيش دون أن يستغلها أو ينميها وقد يموت وهو لا يدري بمواهبه تلك .
*****

  الفصل الرابع.(إصرار سالديس)

يبدو أن الجد قد أقنعني بقدراتي ومواهبي الخاصة التي قد لا أكون أدري بها بعد , ولكنني لا أدري لما أطرقت سلمى بعينها للأرض وكأنها تستحي أن تنظر في عيني عندما كلمني الجد العزيز عن تلك المواهب هممم, لابد أنه الحياء من نظرات الحب . والأن الجد يكمل خطته وما يجب علينا فعله لمواجهة  (سالديس) والقضاء عليه .. هاه؟ ماذا تريدون ؟ .. تريدون معرفة ما تلك المواهب التي تحدث الجد عنها ؟ إذاً إليكم كلماته هاهو الجد يلوح بوجهه يمنةً ويسرةً بمعني كلمة لا قائلاً لي أنا لا أقول لك أنك تملك قدرات عضلية أو أنك الرجل الخارق (سوبر مان) إن تلك الأشياء لا يحظى به عالمنا الواقع تقريباً إلا في حوادث تاريخية نادرة سجلت في الموسوعات التاريخية ممن فوجيء العالم بقوتهم الخارقة للطبيعة,  ثم أستطرد وبالمناسبة لم يكونوا يوماً أمريكيون قط إلا في عالم هوليود وتخيلات الأمريكيون الواهية, ثم بدأ الجد يوضح ما يقصده بالضبط من مواهب أحظى أنا بها كسرعة البديهة في المواقف الحرجة وموهبة الرؤيا المنذرة ثم استدرك وبعض المواهب الأخري التي قد تعرفها في حينها, ثم أعتدل فجأة قائلاً في صرامة والأن سيكون عليك أن تنطلق في مهمة خطيرة لتوقف ذلك الوحش الفتاك بالضحايا (سالديس) الذي قتل صديقك نادر ولا ندري من يمكن أن يقتل في سبيل وصوله اليك وفجأة وقبل أن يكمل الجد كلامه رأينا (سالديس) يقف خلف النافذة فارداً جناحين وهو ينظر إلي بعينين حمراوين فصرخ الجد بصوته المرعب (يوكييييه سننننننننن) فانقضت تلك الكائنات الطيبة من شعب ( روناتالي) ثانية لا أدري من إين أتو ولكنهم قد أتوا وأحتدمت المعركة بينهم وبين (سالديس) ثانيةً خارج ذلك المنزل النائي والذي كأن مكانه النائي ذلك قد أعد خصيصاً ليكون ساحة لذلك القتال, ثم سمعت الجد يصرخ بصرامة هي أنطلقوا معي قمنا نعدوا وراء ذلك الجد الذي تعجبت من سرعته في الركض وهو يقول لنا إن (سالديس) ليس أحمقاً ليعيد قتال لا جدوى منه بالتأكيد هو معه رفقاء نظرت خلفي لأجد مخلوق شبيه بسالديس ولكنه أطول قامة يظهر في أول الردهة ولكن الجد أنعطف بنا في غرفة وأغلق ذلك الباب الفولاذي الذي أرتطم به ذلك الوحش الأخر ثم أشار لنا بدخول شيء يشبه المركبة الفضائية كانت على شكل كورة بحجم يتسع لثلاثة أشخاص أنتقلنا جالسين في مقاعدينا من فورنا و(الجد) جلس بعدنا في مقعد القيادة وضغط زر التشغيل لتلك الألة العجيبة وأنا أتسأل في نفسي برعب ما الذي يحدث في العالم وما لبثت الألة أن أغلقت علينا وبدأت ترتفع والباب الفولاذي ينفجر في نفس الوقت والسقف يفتح من فوقنا, ثم ينقض علينا شبيه (سالديس) ويرفع سلاحه الذي دمر به الباب الفولاذي بأشعة بدت خضراء اللون ليطلق منه تلك الأشعة المدمرة على تلك المركبة التي تحوي ثلاثتنا أنا وحبيبتي سلمى والجد (الطحان)
*****
أطلق شبيه (سالديس) اشعة مدفعه إتجاه مركبتنا ولكن في نفس الوقت الذي ضغط فيه الجد على زر إنطلاق المركبة التي وكأنها قد وثبت في لحظة من مكان أقلاعها إلى السماء وأنطلقت أشعة ذلك الوحش بعد أن أبتعد الهدف الذي هو نحن الثلاثة مبركبتنا العجيبة تلك التي كانت كأنها لا تطير بقدر ما هي تثب من مكان لأخر في الهواء فتقطع مسافة مئات الأمتار بوثبة واحدة, وظلت تقفز بنا قفزات مختلفة الأتجهات وكأنها تقوم بعملية تمويه وهي تبتعد بنا سريعاً, وقام الجد بإتصال سريع يبدو أنه كان يحذر فيه تلك الكائنات من شعب (روناتالي) بأن (سالديس) معه رفيق أخر وبالتأكيد سيسعون للفرار بدورهم في الحال, سألت الجد إلى إين سنتجه الأن قال لي إلى منزل نائي أخر, غلف الصمت ثلاثتنا حتى وصلنا إلى ذلك المنزل النائي وبطريقة معاكسة لخروجنا من المنزل السابق دخلنا إلى ذلك المنزل بهبوطنا من سقف قد فتح حالما أقتربنا منه وأستقرت المركبة في مكانها في تلك الغرفة حيث وصلنا إلى ذلك المنزل الأمن بأمان, فتح الجد الألة وخرج ثالثتنا والجد يقول لنا: إن (سالديس) يطور تحركاته سريعاً ولن يرضى إلا وقد ظفر بك, أبتلعت ريقي وهو يكمل قائلاً والأن هيا أنتظروني في غرفة المعيشة سأجري بعض الإتصالات بجنود شعب (روناتالي) لأعرف ماذا حدث في حربهم ضد (سالديس) خرجت أنا وسلمى وسلمى وتركنا الجد يجري أتصالته الخاصه بأصدقائه (الروتاناليين) وأنا أتسأل في نفسي ترى ما الذي قد حدث لهم وما الذي سوف تؤل له الأمور في تلك الأحداث المرعبة.  
*****
جلسنا أنا وسلمى في غرفة المعيشة وسلمى تقول لي: ألا تعتقد معي أنه يتوجب علينا أن نطلب المساعدة من أحد في مثل ذلك الموقف المرعب الذي نحن فيه الأن إننا لا ندري ما يمكن أن يحدث بعد الأن, نظرت لها متسائلاً فقالت لي نطلب مساعدة الشرطة مثلاً, قلت لها وماذا سنخبر الشرطة؟! هل سنخبرهم بوجود وحوش فضائية مرعبة قد ظهرت في كوكبنا فجأة, هل تظنين إنهم سيصدقوننا؟! فقالت لي وما الحل إذاً, من يمكننا طلب مساعدته في هذه الحالة الأن لنأخذ بأسباب النجاة من تلك الوحوش التي تطاردنا؟ , برقت عيناي وأنا أقول لها إنك على صواب ولقد علمت بمن سأتصل ليكون لنا يد عون بحول الله تبارك وتعالى وحده وقوته ضد ذلك الوغد (سالديس) الذي قتل زميلي (نادر) لقد لاحقتني الأحداث ولم أنتبه لمهاتفته إلي الأن, إنه صديق عمري وهو من رجال الشرطة المخلصين الإكفاء أيضاً وهو لن يشك في كلامي لحظة كما يجب على الصديق مع صديقه إنه صديقي المخلص (أمجد) (أمجد سند).

الفصل الخامس.(ظهور المقاتل الفذ)
(أمجد سند) أو أمجد صنديد كما كنا نطلق عليه في سنوات الدراسة الثانوية لقد كان بالفعل كالمقاتل الصنديد على جميع الأوغاد المعروفين لنا جميعاً في تلك المرحلة من الدراسة الثانوية هؤلاء الذين يسمون أنفسهم  بأسماء مثل كابوكا وطاكا وما على شاكلته من أسماء ويتجمعون في مجموعات كالعصابات في كولمبيا أو البرازيل ودائماً ما يسيرون في شكل القطيع ليرهبوا الأخرون بأعدادهم ويهددون من لا يروق لهم فقط لأنهم لا يروقون لهم نعم لقد كان (أمجد سند) هو الدواء المناسب لمثل هؤلاء, ذلك الصديق الرياضي البنية الدائم التدريبات الذي حصل على بطولات في عدد من الألعاب القتالية, لن أنسى ذلك اليوم بعد أن أنتقلنا إلى المرحلة الجامعية كنت قد تأخرت فيه ليلاً مع زملائي في الدراسة, ووجدت مجموعة من أولئك الأوغاد وقد راق لهم التهكم علي وطبعاً أتخذت قراري بعدم الرد فزادوا في السخرية والسباب وبدأوا يقتربون للنيل مني وإذ بأمجد يظهر فجأة وهو يقول بصوته القوي ما هذا القطيع من الخراف الذي يتهكم على صديق لي, وثارت ثائرة هؤلاء الأوغاد كيف يتجرأ أحد ما على التفوه بمثل تلك الكلمات وهم بهذا العدد العصابي وأنقضوا عليه جميعاً تملائهم  الشراسة, كانو عشرة أفراد, وأنقض أمجد ولم أجد بد من أن أساعد أشتبكت مع أثنين ولم يلبث أن فر خمسة منهم بعد أن فقد أول ثلاثة منهم الوعي بضربات سريعة بقوة أسد أسمه (أمجد) وما لبث من أشتبكت معهم وقد كالا لي اللكمات وكلت لهم أن لحقا بأصدقائهم قبل أن ينال منهم (أمجد) , قطع ذكراياتي صوت رنين  هاتفي المحمول لأجد (أمجد) هو المتصل فأجبته سريعاً لأجده يقول لي في لهفة (سمير) إين أنت وكيف حالك؟ هل علمت بما حدث لزميلك نادر في العمل؟ أجبته بسرعة (أمجد) صديقي نعم أعرف ثم أكملت (أمجد) إنني في مأزق كبير لم أكد أكمل كلماتي فوجدته يرد علي دون أن يتردد لحظة واحدة قائلاً أخبرني إين أنت وسأكون عندك على الفور إن شاء الله تبارك وتعالى, أخبرته بموقعي وأنهيت معه المكالمة لأجد (الجد)  يخرج علينا وهو يقول في هلع ووجه شاحب يوجد لدي أخبار سيئة يبدو أنه سوف تحدث اشياء مروعة في الدقائق والساعات القادمة, وهوى قلبي بين قدمي.


*****
عاد المهندس (رامي) باكراً إلى منزله على غير عادته وفوجئت به زوجته (رضوى) يدخل المنزل صامتاً دون أن يلقى التحية عليها ولا على أبنائه الصغار ثم أخذ يشاهد المنزل ويدور حول نفسه كأنه يشاهده لأول مرة ثم ما لبث أن توقف بصره على غرفة مكتبه والذي توجه إليه مباشرة كل ذلك وزوجته تكلمه وتحادثه ما بك ما الذي يحدث إين ملابسك التي خرجت بها بالصباح ومن إين لك تلك الملابس هذا وهو لا يجيب بل أتجه لغرفة مكتبه مباشرة وقال بصوته المعتاد ولكنه يشوبه الفحيح لا أريد أن يدخل علي أحد غرفة مكتبي مهما حدث, ثم دلف لمكتبه و أغلق الباب خلفه بعنف وزوجته (رضوى) تقف مندهشة لا تدري ما الذي حل بزوجها فجأة, دلفت خلفه (رضوى) وهي تقول له لماذا لا تجيبني, كان منهمك في تشغيل حاسبه الالي ولم يجلس بعد, فرفع إليها عينيه, وهنا أرتجفت (رضوى) وهي تحدق بعينيه في رعب وتتسائل في نفسها عن ماهية تلك النظرة المرعبة التي في عينيه, ولكنه عاد بنظره إلى حاسبه الألي وقد أنهمك بتوصيل جهاز غريب الشكل به ثم ضغط على الجهاز الصغير وما لبث حاسبه الألي أن بدأ العمل وهيء اليها أن عيني زوجها تلمعان بظفر وكأن تشغيل حاسبه الألي الخاص به هو نجاح كبير له في حد ذاته أو .. لحظة تذكرت (رضوى) سريعاً ما فعله عند دخوله وكأنه لا يعرفهم ولا يعرف بيته الذي يعيش فيه ثم .. صوته نعم هل كان يشوبه فحيح ونظرة عينيه المرعبة, وفجاءة نظر لها زوجها الذي لم يكن سوى (سالديس) وقد شعر بأنفعالتها وتردد أنفاسها سريعاً وفهم أنه على وشك أن تكتشف أمره وبالفعل صرخت الزوجة قائلة أنت لست زوجي أنت لست (رامي) وهنا لم يتردد (سالديس) لحظة وأنقض عليها وهو يتحول إلي شكله المرعب الحقيقي وأتسعت عينا (رضوى) في هلع وفتحت فاها أنذاراً بخروج صرخة مداوية ولكن قبل أن يخرج من حلقها صرخة واحدة أخترقت مخالب (سالديس) رقبتها بعنف لتدفق دمائها على يده ويردها قتيلة بلا أي شفقة أو رحمة.
*****
خرج علينا جد خطيبتي بتلك الكلمات الجزعة التي ينذرنا فيها بأحداث مروعة قد تحدث في الساعات المقبلة, فقلت له في تريث هلا أخبرتنا بما يحدث يا جدي قال لي أنه يوجد ثلاث مهندسين أبرياء وأسرهم معرضين للفتك من قبل (سالديس) في السعات المقبلة, وذلك أن جنود شعب (روناتالي) الموجودين في عالمنا لم يكن بأستطاعتهم أنجاز العلوم الهندسية اللازمة لبناء المنازل الأمنة ولم يكن من المسموح به في قوانينهم خروج من يؤدون تلك الأعمال من عالمهم, فلا يسمح لغير المقاتلين وبعض الفئات القليلة, الأخرى بذلك وعلى هذا طلب مني جنود (روناتالي) أحضار رسوم هندسية لمواصفات أملوها لي جيداً لبناء تلك المنازل الأمنة وبالفعل أخترت ثلاث مهندسين وطلبت منهم  تلك التصاميم وقد فضلنا أن يكونا أكثر من واحد لأن لكل منزل مكانه المختلف فيجب  ولو أخترنا مهندس واحداً لكل المنازل  لم ليكن ينفك الشك عنه أبداً من عدد المنازل المطلوبة بهذه المواصفات الغريبة, أما لو قسمنا على كل مهندس تصميم منزلين على حدى سهل ذلك علينا أقناع الواحد فيهم بأنني رجل محب لتصاميم ذات طابع خاص وشكل مختلف,وبالطبع عاين كلاً منهم الأرض التي صمم لها رسومات المنزل وبطبيعة الحال كلاً منهم يحتفظ بنسخة على جهازه الخاص بالأبعاد والمكان, وللأسف حصل (سالديس) الماكر على عناوينهم وأرقام هواتفهم وبالتأكيد سيذهب إليهم ذلك السفاح المرعب للفتك بهم والحصول على تلك المعلومات بعد أن حصل من جهازي الخاص بما أدونه فيه لضعف ذاكرتي في هذه السن العجوز, قلت له جزعاً يالا الواقعة يجب أن نقوم بتحذيرهم ونجدتهم فوراً, قال لي بالطبع لم أنتظر على فعل ذلك لقد أتصلت بهم عدة مرات ولم يجيب سوى المهندس (عامر) ولقد أوجزت له أنه هو وأسرته في خطر محدق ولقد أستجاب لي وأتفقت معه على مقابلته هو وأسرته في مكان نائي لن يجده فيه (سالديس) وأن عليه حمل ذاكرة حاسبه المنزلي وحاسبه المحمول أرجو ألا يظفر به سالديس قبل أن يهرب إلى مكان لقائنا هو وأسرته أما الأثنين الأخرين (رامي) و (حسن) فقد أرسلت لهم رسالات أرجو أن يقرؤها فور تعاملهم مع هواتفهم المحمولة وسأكرر أتصالي بهم وأنا ذاهب لألتقاط (عامر) وزوجته وولده قلت له في حسم لن أدعك تذهب أنت أنا من سيقوم بهذه المهمة لعل سالديس يتبعهم وهذا سيعرض حياتك للخطر قاطعنا فجأة صوت قوي يقول لن تذهب وحدك يا صديقي العزيز وكان صاحب الصوت هو (أمجد سند).
*****

الفصل السادس. (المقاتل الأفضل)
أنطلقت أنا و صديق عمري (أمجد سند) نحلق بتلك المركبة العجيبة و(أمجد) يقول لي كم أنت رائع يا صديقي لقد أستطعت التحليق بتلك (ألالة) من أول درس من ذلك الجد العجوز أنك سريع التعلم بطريقة مدهشة يا (سمير) قلت له لا أظن أنك تقل عني مهارة في ذلك يا صديقي, ثم أردفت له هل تظن أننا سوف نستطيع الوصول لتلك الأسرة المسكينة في الوقت المناسب؟ إننا حقاً لا ندري ما هية ذلك الكأن المرعب وما يستطيع أن يفعله أو ما يملك من قدرات تكنولوججية قد تفاجئنا بما لا نتوقعه , رد علي أمجد في ثبات قائلاً علينا أن نبذل كل ما في أستطعتنا لتحقيق الحق والعدالة وأنقاذ الأبرياء يا صديقي ما دام ذلك في حدود أمكنياتنا ولا نتعدى به على حق أحد أخر ولا نؤذي بسببه أكثر مما ننقذ من أبرياء يا صديقي , نظرت له في عينيه في صمت بعد أن أنهيت برمجة الألة للوصول إلى موقع تلك الأسرة وقلت له على بركة الله العلي العظيم , والالة تقفز بنا بطريقتها تلك إلى ذلك المكان وتلك الموقعة التي لا ندري ما الذي ينتظرنا فيها بالضبط  أنا وصديقي المقاتل الفذ (أمجد سند).
*****


وقف المهندس (عامر) في ذلك المكان النائي ينتظر في ترقب وصول المساعدة من قبل الجد (الطحان) الذي أخبره بها بعد أن أخبره أن حياته هو وأسرته في خطر محدق لقد وثق في كلمات ذلك الجد المعمر في العمر لأنه يعرفه معرفة جيدة ويعلم أنه شخص أتاه الله تبارك وتعالى علم وحكمة وهو ليس من النوع الذي يفزع بتلك الطريقة على لا شيء لابد أن هناك خطر رهيب يحوم حوله هو وزوجته وولده العزيز بلا شك أبتلع ريقه وهو يفكر في ما هيت ذلك الخطر قاطعة زوجته (منة الله) تسلسل أفكاره وهي تقول له زوجي الحبيب أنا أثق بك ولكن هلا أخبرتني بالسبب الحقيقي وراء توجهنا إلى هذا المكان وبهذه السرعة وما السر وراء حملك لذاكرة الحاسوب الألي مع جهازك الحاسوب المحمول الاخر معنا .. نظر لها زوجها في حيرة وهو يقول لها هل تعلمين الجد (الطحان) ذلك الرجل المسن قالت له بالطبع أليس هو ذلك العميل المرح طيب القلب الذي كنت تقوم له بعمل رسومات هندسية لمنازل خاصة به قال لها هو بعينه يا عزيزتي لقد طلب مني التوجه إلى هنا مخبراً أياي أن خطر ما قد يطاردني أنا وأسرتي وأن العواقب وفجأة لمح (عامر ) شيء ما يتحرك بسرعة وراء أشجار قريبة  وما لبس أن ظهر شخص ما من وراء تلك الأشجار وهو ينظر أتجاههما و يتجه إليهما في ثبات كان مظهره يوحي بأنه شخص عادي ولكن شيء ما في نظرته جعلت (عامر) يقول لزوجته أدخلي إلى السيارة وأنطلقي بها مسرعة من هنا إذا حدث شيء ما, قالت له جزعة وماذا عنك أنت رد عليها في حدة : قلت لك هيا أفعلي كما أمرتك دون مناقشة الأن أنطلقت تنفذ أمره وهو يترقب لذلك الشخص القادم بتجاهه والذي أقترب منه وهويبتسم في ظفر و يقول له بصوت عميق يشوبه الفحيح جعل قلبه يهوي إلى قدميه ألست أنت المهندس (عامر حسام)  وفجأة وقبل أن يتفوه الزوج بكلمة واحدة ظهرت تلك المركبة التي تتحرك بوثبات عبقرية مما جعل ظهورها مفاجيء وقد فتح بابها في لحظة و(أمجد سند ) يقف عليه وهو يوجه سلاحه إلى (سالديس) الذي نظر أتجاههما وهو يتحول إلى شكله المرعب الحقيقي وصرخة الزوجة صرخة مدوية وهي ترى ذلك الشكل المخيف  (لسالديس) وعينه الحمراوان ومخالبه الحادة الطويلة وزوجها (عامر) يرتعد من هول ما يرى و(أمجد سند) ثابت النظرات على (سالديس) وهو يطلق عليه من سلاحة وهو يقول له مرحباً بك أيها الوغد ودوى صوت طلقات سلاح (أمجد ستد) وبدأت المعركة لأول مرة بين هذان الأثنين (سالديس) وذلك الرجل .. المقاتل الصنديد ( أمجد سند) وتسمرت عينا (سمير ) على صديقه وهو يتسأل بقلق بالغ في نفسه هل سيستطيع صديقه المقاتل العنيد الأنتصار على ذلك الكائن المرعب هل ؟ وما الذي يستطيع أن يفعله الأن ليساعد صديق عمره في ذلك المأزق .. المأزق المميت.
*****
من الجلي هنا أن ملاحظة سمير كانت في محلها عندما لاحظ يوم قتل (سالديس) زميله (نادر) وأطلق هو عليه سائل ثاني اكسيد الكربون من طفاية الحريق ان تلك المادة ذات تاثير فعال على ذلك الوحش المخيف (سالديس) وشعبه فما أن اطلق عليه (أمجد) سلاحه الذي كان يحتوي على طلقة من ذلك السائل أنفجرت بكاملها في في حراشيف ذلك الوحش المخيف إلا وجعلته يصرخ بشدة بصوت بشع مخيف  القى الرعب في قلب عامر وأسرته ولكن (سالديس) ما لبث واخرج قارورة القاها على مكان السائل فذهب كل أثر له نظر (سمير) في دهشة وقال لقد تعلم ردد (أمجد) من الواضح أن الوغد ليس بغر ويتمتع بذكاء وقدرة تخطيط مسبقة لقد حضر سائل مضاد لما علم انه قد تؤذيه به بعد أن علمت انت ذلك قال (سمير ) وماذا سنفعل .. قاطعته صرخة (سالديس) الثانية والتي كانت هذه المرة صرخة غضب وهو ينظر بشراسة إلى المركبة وكأنه علم أن بداخلها هدفه الذي يسعى إليه من أول ما بدأ مهمته , ظل ينظر بغضب بعينيه الحمروان والشراسة والأصرار تملئه على أن يظفر بفريسته والتي تتمثل في (سمير) وفي نفس الوقت ظهر أثنان أخرين من مساعدين (سالديس) من أتجاهين مختلفين بشكليهما المرعب المخيف ينقضان بكل شراسة وأزداد الموقف تعقيداً وبدا للجميع أن فرصة النجاة في هذا الموقف تقترب من الصفر.
*****

إلى اللقاء في الفصل الأخير من العدد الأول وحوش ودماء ( المعركة الأخيرة) 

الفصل السابع.(المعركة الأخيرة).
أنقض الثلاثة وحوش من كوكب (سالديس) ليفتكوا بالجميع ويظفروا بغايتهم بطل روايتنا(سمير) ليحصلوا على دمائه التي ستكون سبباً في إمتلاك شعبهم طاقة مهولة تمكنهم من  القضاء على شعب (روناتالي) وأي شعب من شعوب العالم يريدون القضاء على جيوشه وأستعباده ,وهاهو (سالديس) يقفز وينقض على (أمجد سند) الذي يقف على باب المركبة ليجذبه بعيداً عن (سمير) ليتيح لرفيقيه الظفر به بسهولة بعيداً عن ذلك المقاتل الذي يصحبه ونجح بالفعل (سالديس) بقذف (أمجد) بعيداً وهو يمسك به ولكن, لم يكن (أمجد) هو ذلك الشخص الذي يقف أمام العدو لا حيلة له بتوفيق (الله سبحانه وتعالى) له فأثناء ما كان (سالديس) يجذبه ويقفز به في الهواء أطلق أمجد طلقة أخرى من مسدسه المزود بقذائف مليئة ببودرةالأطفاء التي أكتشف سمير في أول صراع له مع (سالديس) أنها تؤثر عليه وعلى رفاقه الوحوش وصرخ (سالديس) من أثر الطلقة فأستغل (أمجد) الفرصة ودار حول نفسه في الهواء بحركة أكروباتية معقدة تنم عن مقاتل تدرب تدريبات غير عادية لأعوام طويلة وركل (سالديس) ركلة عنيفة أبعدته عنه قليلاً, في ذلك الوقت كان (سمير) قد أنخفض بالمركبة لبلتقط أسرة المهندس (عامر) قبل أن يفتك به أو بهم مساعدا  (سالديس) اللذان يطلقان في إتجاههم ,  و(سمير) يهتف بهم قائلاً هيا أصعدوا سريعاً هيا, قفز ثلاثتهم سريعاً إلى المركبة في نفس الوقت الذي كاد أن يصل فيه إليهم مساعد (سالديس) ولكنة سريعاً اغلق ابوابها وهو يفكر كيف يمكن أن يلتقط صديقه (أمجد) ولكن أحد مساعدا ( سالديس ) أخرج أحدأسلحته وأطلق على أسفل المركبة فاصابها بعطب شديد سقطت المركبة على اثره مرتطمة بالأرض بلا حراك.

*****
كان الصراع بين (أمجد) و(سالديس) لا يزال مشتعلاً فها هو( أمجد )يستغل فرصة إنشغال (سالديس) بإخراج مادته التي تضيع اثر بودرة الأطفاء المؤلمة عليه ليخرج سلاحة المعتاد والذي يحتوى على طلقات قوية ويطلق منه على االكائنات اللذي أخرجه (سالديس) والذي يحوي المادة التي تنقذه فيطير منه بعيداً, فينظر له سالديس بحدة وغضب وهو يتالم, لقد أدرك أنه يقاتل خصم صنديد ليس بمقاتل عادي من كوكب الأرض , مقاتل فذ قوي ذكي وبشدة ولا يستهان به , ولم يكن (أمجد) من النوع الذي يتردد أمام مثل تلك الوحوش أو يشفق عليها لقد أستمر في أطلاق رصاصات المسدس الذي يحتوي على تلك المادة والذي اخترعه له سمير والجد بمساعدة من تكنولوجيا شعب (روناتالي) وأخذ (سالديس) يصرخ مم اعطى الفرصة ل(أمجد) الذي لا يخطيء هدفه أن يطلق طلقته الأخيرة في فم ذلك الكائن مما أدى إلى سقوطه على الأرض وهو مثخن بالجراح , ألتفت (أمجد) إلى صديقه (سمير) ليجد مركبته يحيط بها مساعدين (سالديس) وهو واسرة المهندس (عامر) يختبئون بالداخل ومساعدي سالديس يكيلون لها الضربات بأسلحة تشبه المعول لا يدري (أمجد) ىمن إين أتيا بها يحاولون تحطيمالمركبة ليظفرو بغايتهم دون أن يقتلوه وهنا صرخ سمير الان وه يضغط على زر ضخم اطلق كمية كبيرة من غاز الاطفاء اغرقت كامل جسد مساعدي سالديس كانت خطة عبقرية من ( سمير) خطط لها مع مقاتلين شعب ( روناتالي )الذين ساعدا في تزويد المركبة بذلك الغاز الذي خرج من عدة اماكن من المركبة  وأغمر جسدا مساعدا ( سالديس ) ، ولقد كانت مفاجئة مرعبة لتلك الكائنات المرعبة التي فوجئت باستغلال ( سمير)ورفاقه ل ملحوظة واحدة لاحظها ( سمير ) كانت مفتاح تحول القوى في هذه المعركة المرعبة فاهاهم مساعدي ( سالديس ) لا يكفون عن اطلاق الصرخات الما من اثر تلك المادة عليهم وفي ذلك الوقت وصلت قوات المساعدة التي اخبارها امجد بموقعهم بمجرد انطلاقه بالمركبة هو و( سمير ) وبمجرد رؤيتها لتلك الكائنات المرعبة انهالت عليها بوابل من طلقات مدافعهم واسلحتهم وكان من الواضح جليا انهم فقدوا جميع قواهم من غاز الاطفاء الذي غمرهم لتاثرهم الواضح بالطلقات على عكس قوتهم المعروفة حتى تحولوا اخيرا الى جثث هامدة.
*****
خاتمة
ملأت قوات الأمن المكان والمهندس (عامر) يحتضن زوجته ويقول لها هدئي من روعك يا حبيبتي أخذت تبكي وهو يهديء من روعها في حين أن (سمير) كان يقول ل (أمجد) من الواضح أنك دربت رجالك ببراعة لقد داهمو المكان وتعاملوا مع العدو المرعب رغم غرابة أشكالهم بلا تردد لحظة واحدة وبأحترافية عالية , أبتسم (أمجد) وقال له نعم أنهم كذلك ولكن هذا لا يمنع أن الدهش وألف سؤال يغمر نفوسهم الأن , في ذلك الوقت كان أحد جنود فرقة أمجد يقول لصديقة يالا الهول من الواضح أنه من يعمل مع السيد (أمجد) يرى من الغرائب المرعبة ما لم يخطر له ببال يوماً بينما كان (أمجد) يردف كلامه قائلاً ل (سمير) المهم الأن علينا أن نأخذ أحطياتاتنا من الأن فصاعداً فمما لا شك فيه أن شعب ذلك المسخ المرعب لن يتوانوا عن تحقيق غايتهم يا صديقي وهي أخذ دمائك والنيل منك فإنهم لن يتنازلوا أبداً عن شيء سوف يعطيهم القوة التي تمكنهم من صنع جيش بقوة مهولة  مرعبة قد يحقق أطماعهم في حكم الشعوب وتسخيرهم لأغراضهم وأطماعهم البشعة ولا ريب يا صديقي أن( سالديس) ذاك لم يكن إلا بداية لمحاوالات عديدة ومخيفة للحصول على غايتهم , قد يأتون في عدة أشكال ويخططون المكائد ويتربصون الفرص وتتوالي أنقضاضتهم في اي مكان واي صورة وباي شكل , الحذر كل الحذر يا صديقي علينا أن نعمل ليل نهار لحمايتك منهم وحماية شعوبنا الطيبة الحبيبة وأتسعت عينا (سمير ) أنه لم يعد ذلك الصحفي ذو الحياة الهادئة وأدرك أن حياته قد تغيرت كلياً وأنه بدأ الصراع .. صراع مع الشر. 

ترقبوا العدد القادم (أرض الرعب).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق