ابتسم الوحش بسخرية ثم بدأ يطلق الرصاص بكلتا يده ممسكا بنادق آلية ضخمة. ثم انفجر بضحكة مجلجلة يترامى صدها بين الجبال الموجودة على جانبى الطريق. بدأ الرصاصات العملاقة تنطلق فى اتجاه سيارة الإسعاف. وعندها حاول السائق القيام ببعض المراوغات للإفلات من وابل الطلقات المتجه إليه فى سرعة فائقة. كادت السيارة ان تنقلب وتهوى على جانب الطريق ولكن بالرغم من براعة السائق المحترف الآ انه لم يستطيع تجاوز امطار الرصاص الملقاه عليه وعندها نظرت ناتاشا إلى آدم نظرة وداع قائلة له كنت محقا. وفى تلك الحظة بدأت الرصاصات تصطدم بالسيارة واحدة تلو الأخرى. حينها اغمض الجميع اعينهم مستقبلين الموت فى هدوء. لكن بعد ثوانى لاحظ ادم انه لم يحدث تدمير ولم يسمع دوى الإنفجار الذى توقعه نتيجة التدمير الذى سوف تحدثه هذه الطلقات ,وعندها فتح عينيه فشاهد الرصاص يمر من خلال السيارة ثم من خلال اجسادهم ولكن لا يحدث اى ضرر بل انه صورة وهمية فقط. عندها تذكر كلام ابليس عندما اخبره انهم لا يستطيعون تحريك ساكنا دون مساعدة البشر. صاح ادم فيهم افيقوا انه وهم. انه سحر الأعين. ففتحوا اعينهم وشاهدوا الرصاصات تمر سريعة من حولهم ومن خلال اجسادهم ولكن لاتسبب اى اذى بل تمر فى صورة طلقات ضوئية ليس لها اى وزن او تأثير. فقال ادم اطمئنوا نحن بخير. هذا الوحش شيطان من اعوان ابليس و لا يستطيع إلحاق الضرر بنا هو مجرد صورة وهمية تسحر العيون. عندها كانت السيارة وصلت إلى الوحش الذى نزل بقبضته على السيارة ليدمرها, ولكنها مرت من خلال قبضة الوحش وكأنها تمر خلال صورة ضوئية ثلاثية الأبعاد. قال الشاب العميل لدولة ( سيبا ) ذو الملامح العربية. نحن نستخدم السحر كثيرا فى عمليات المخابرات,ولكنى لم ارى فى حياتى سحرا مثل هذا. رد علية ادم ان الأمر بالنسبة لإبليس له اهمية كبرى. فسأله ذلك الشاب وما ادراك بإبليس وما اهمية الأمر له. وقبل ان يجيب ادم على السؤال,كانت السيارة وصلت بالقرب من حدود المنطقه المتوجهين اليها, ثم ظهر على البوابة الحدودية عشرات من سيارات الشرطة تلك الدولة وعملاء مخابرتها ومخابرات معاونيها . فقال ادم يبدوا انه لم يكتب لنا النجاة فى هذا اليوم. فرد ذلك الشاب لا تقلق نحن توقعنا ذلك. ثم ضغط على زر احمر كبير بجانبه ففتح الجزء العلوى الذى كان يبدو من فوق سقف السيارة وكانه معدات التخييم فى الغابة. ولكن خرج منه مدفع عملاق موجها إلى سيارات شرطة ( رافتين ), وبدأ انطلاق الرصاص منه فى الحال . كانت الرصاصات قوية وسريعة, خارقة للدروع فأخذت تدمر سيارات الشرطة ومن فيها واحدة تلو الأخرى. عندها بدأت رجال مخابرات (رافتن) ووأعوانها فى الرد على سيارة الإسعاف وتبادل إطلاق النار معها إلا ان رجل المخابرات التابع لدولة ( سيبا ) جذب ذراعا حديديا بقوة ففتحت بوابات عند مصابيح السيارة الأمامية ,وانطلق منها صاروخين كبيرين يخرج منهما نار ودخان ذو لون اخضر. فاصطدمت الصواريخ بالحاجز الحدودى محدثة دمارا كبيرا جدا كأنه انفجارا نووى. اختفى على اثره اى مظهر للحياة فى تلك البقعة واصبح الطريق خالى امام سيارة الإسعاف التابعة لمخابرات دولة ( سيبا ) للمرور إلى المنطقه المتوجهين اليها. اقتربت السيارة من الحطام الناتج من الدمار. ولكن فجأه اعترضها جسم انسان فصدمته ومرت عليه. فنظر السائق فى المرآه فوجد الجثة التى مر عليها تقف مرة اخرى وتجرى خلفه ورأسه متدلى على صدره, ثم نظر امامه فوجد ان الجثث التى تدم تدميرها من اعضاء شرطة( رافتين ) واجهزة المخابرات تقف مرة اخرى وهى مفقوعة الأعين ومشقوقة الرأس وممسوحة الوجه ,وبعض منها يمسك الأسلحة فى يديه ويطلق النار على سيارة الإسعاف, قال آدم ان الشياطين يستخدون اجسادهم. بدأت سيارة الإسعاف بإطلاق الرصاص اتجاه هذه الجثث المتحركة ولكن الرصاصات تصيبهم اصابات شديدة وتمزق اجسادهم وايديهم ولكنهم لا يسقطون ومازالوا يعترضون الطريق ,ويطلقون نحو سيارة الإسعاف نيرانهم . اصيب ذلك الشاب العميل ل ( سيبا ) فى عنقه فأمسك به ادم وناتاشا ولكن الدم خرج بغزارة من عنقه ,وفاضت روحه فى ثوانى. قام السائق بالضغط على دواسة الوقود بقوة فزادت سرعة السيارة فى اتجاه الجثث الكثيرة الواقفة فى منتصف الطريق.واثناء اصطدام السيارة بهذه الجثث اصيب السائق بطلق نارى فقز ادم ممسكا بعجلة القيادة ودفع السائق جانبا ومرت السيارة عابرة الحاجز الحدودى إلى داخل المنطقه المتوجهين اليها وتحمل داخلها ادم وناتاشا بجانب جثتى رجلين تابعين لمخابرات ( سيبا ) . شعر ادم ان جثة السائق بدأت ان تتحرك للهجوم عليه فقام بعمل دوران شديد بالسيارة مما جعلها تنحرف عن الطريق محطمة الحاجز الجانبى له , وفى هذه اللحظة فتح آدم باب السيارة وقفز خارجها ثم هوت من على جانب الطريق المرتفع واخذت فى الدوران حول نفسها حتى اسقرت فى القاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق