إنخفضت الحالة المعنوية للجنود المقاتلين عندما اقتحم القاعة ثلاثة من تلك الوحوش التي لا يدرون كيف علموا بوجود بغيتهم في ذلك المبنى ولا يعلمون الكثير عن كيفية التعامل معهم ،كل ما فعلوه هو أخذ وقفات قتالية ومن ثم فتحوا النيران في إتجاههم بغزارة ، ولكن لم تابه تلك الوحوش بهم بل ركزوا بصرهم على المقاتلان الأكفاء (عمرو) وصديقه (حازم) المصاب وكانهما يريدان الانتقام من من قتل رفيقهم أو شيء أخر غير مفهوم حتى الآن كأنهم يكرهون المخلصون أمثال هذان الاثنين ، وبالفعل اتجه أولئك الثلاثة وحوش دفعة واحدة والتفا حول (عمرو ) و (حازم) ليفتكوا بهم وهنا وكأن رفاقهم الجنود وقائدهم قد فهموا جيدا ما يحيكونه للبطلان الشجعان وفي لحظات الهب حماسهم وتحولوا جميعا إلى شعلة من الغضب تزود عن رفيقهما فهاهو قائدهم يخرج رمحه الذي ينتهي بسن أشد اختراق من الماس وكذلك فعل جميع الجنود وبصرخة رجل واحد انقضوا يزيدون عن رفيقهما وقد تحولوا هم الاخرين الي وحوش لنجدة رفيقهما اللذان اظهرا الشجاعة وقد قرروا جميعا إلا يحدث ذلك إلا على جثثهما أولا.
*****
جلست (سلمى) خطيبة (سمير) في ردهة أحد تلك المنازل النائية التي يملكها الجد (الطحان) شاردة الذهن وهي تفكر في ما اَلت إليه حياة حبيبها (سمير) ومن ثم وجدت صوت الجد يقول لها لا تقلقي يا عزيزتي أن صديقه (أمجد) لن يهدأ إلا وقد أطمئن تماماً على حياة صديقه فمن الواضح انه من نوع تلك المعادن النادرة في فئات البشر إن (أمجد) ذاك رغم أدبه وحنان قلبه على صديقه الظاهر إلا إنه من الذين يملكون صفات الوحوش الخارقة عندما يلزم الأمر ذلك دفاعاً عن الحق وعن حياة من يحبون , ثم أطرق برأسه قليلاً في صمت فنظرت إليه (سلمى) قائلة ها انت يعصف بك القلق مثلي رفع الجد راسه قليلاً ثم نظر إليها قائلاً لا إنني فقط أفكر فيما أتاني من معلومات من شعب (روناتالي) نظرت إليه متسائلة فأردف لقد أخبروني أنهم سوف يرسلون جنود من المستوى الأول من الحرس الخاص من قواد شعب (روناتالي) كله لأن هناك معلومات وصلت إليهم أن هناك مخطط كبير للظفر بسمير ودمائه وبهذا لا اخفي عليك عزيزتي أنه بالفعل هناك خطر محدق يحيط ب(سمير) وصديقه (أمجد) وذلك المبني الأمن وبالعالم بأسره وأتسعت عينا (سلمى) بعد أن فاق قلقها الحد , ولكن الجد أستدرك قائلاً لا تقلقي يا عزيزتي أنت لا تتخيلين مدى قوة ا,لئك الحراس من شعب (روناتالي) القادمون للزود عن (سمير) والعالم كله أمام قوي الشر تلك التي لا تهدا أبداً حتى يقف لها رجالاً مثل (سمير) و (أمجد) وهؤلاء الحرس الخاص قالت له (سلمى) وكذلك أنا يا جدي إني لن أقف مكتوفة الايدي بعدالان سأوهب كل ما تحصلت عليه من علوم وكل ما علمتني أنت من قدرات وتكنولوجيا لم أكن أدري يوماً أن ورائها علوم من شعب (روناتالي) ولكنني سأبذل كل ما تعلمت وأخفيت من أبتكارت كما طلبت مني يا جدي في سبيل الزود عن خطيبي(سمير) وعن أهل بلادي وعالمي ,نظر لها الجد (الطحان) في فخروهو يقول لها ولولا عبقريتك الملحوظة في تلك العلوم لما أستطعت دمج علوم أرضنا مع علوم شعب (روناتالي) والنجاح في الوصول لتلك الابتكارات أبداً والتي قدتكون يوماً رادع كبير لعالمنا لكل منتسول له نفسه التعدي على بلادنا ,وفجائة قاطعها صوت تحطم باب المنزل فنظر لها الجد والقلق يعصف به ثم لم يلبث أن تضاعف ذلك القلق بداخله عندما وجد أمامه ذلك الذي حطم باب المنزل وهو يقول لهم بصوته المرعب المخيف لقد حانت مهايتكم ايها الفانون وهنا هتف الجد بذلك الصوت( يوكييييه سننننننن) فخرج أولئك الجنود الثلاثة الذين حاربوا(سالديس) من قبل ليقاتلوا ذلك الوحش ونظر أحدهم إلى الجد أن اذهب إلى الغرفة الفولاذية فقام الجد وجذب (سلمى) من يدها ليهرب إلى حيث تلك الغرفة وحاول ذلك الوحش أعتراضهما ولكن الثلاثة جنود أنقضوا عليه , ولكن من الواضح تلك المرة أن قوة هؤلاء الوحوش التي أرسلها شعب (سالديس) المرعب مختلفة كلية عن سابقيهم وعن (سالديس) نفسه لقد أصب الثلاثة جنود بأصابات بالغة بذلك السلاح الذي يظهر أنه أعد خصيصاً لضمر مقاتلي شعب روناتالي باصابات بالغة تجعلهم دفاع ضعيف عن بغيتهم( سمير) ودمائه وبالفعل لم يلبث في أقل من دقيقة أن ألقي مقاتلي روناتالي مثخنين بالجراح وأنقض عليهم ذلك الوحش المرعب ليودي بهم ولكن أفضل ما يميز شعب (رونتالي) قدرتهم على الاختفاء فضغطوا على تلك الأجهزة وأختفوا تماماً من أمام ذلك المرعب ٌبل أن يجهز عليهم مما جعله يزئر في غضب ثم يلتفت إلى حيث ذهب الجد و(سلمى) فرأهم وهم يدخلون غرفة ما ويغلقون خلفهم الباب الفولاذي فأطلق عليه من جهاز أرتجاجي صامت رج الباب الفولاذي بعنف مما اسقطه إلى فتات في لحظات ولم يعد بينه وبين فريسته شيء ومن ثم أنقض بشراسة ليفتك بهما وصرخت (سلمى) وأتسعت عينا الجد من هول ما حدث .
*****