الثلاثاء، 2 يونيو 2015

سلسلة الرعب الأسود 1( وحوش ودماء) الفصل الثالث

ألتفت إلى مصدر الصوت الذي لم يكن سوى صوت جد خطيبتي العزيز وعلى أثر تلك الصرخة التي بدت لي مفزعة ظهر ذلك الضوء اللامع من خلف الجد ينعكس علينا من ثلاث كائنات غريبة التكوين بالنسبة لنا كبشر طبيعيين ولها صرخات تهز القلوب كانت كائنات ذات جسد مكون من لونين أخضر وابيض وهم أشبه بالبشر لولا تلك العينين الكاملة الأستدارة وعدم وجود حواجب وإيديهم ذات الأصابع الطويلة بشكل غير بشري على الأطلاق ولونهما الأبيض والأخضر المضيئين. ثم لم يلبثوا أن أنقضوا على سالديس الذي كان يهم بالأنقضاض علي أنا المسكين دافعين به خارج المنزل من تلك النافذة التي حطمها هو عند دخوله المباغت وبدأ القتال بينهم في حديقة المنزل .. ذلك القتال الذي لا أفهم بتاتاً ما هي دوافعه أو ما تلك الكائنات التي عمر بها كوكبنا الذي لم يكن هذا حاله في الماضي أيام المجتمع الجميل هاه؟ ما ذلك الشيء الذي يطير بأتجاهي في الهواء ثم سمعت سلوى تصرخ قائلة لي أنتبه يا سمير ثم أصطدم ذلك الشيء الطائر برأسي وأظلمت الدنيا أمام عيني .. فتحت عيني لأجد نفسي على فراش مريح وسلمى تنظر لي مشفقةً بوجهها الملائكي والجد العزيز يقف بأعتداد ينظر من الشرفة, شعرت بألم في رأسي فتأوهت ووضعت يدي مكان الشيء الذي صدم برأسي وقد أستنتجت أن ما كان يطير بأتجاهي لم يكن سوى حجر تطاير من جراء القتال الذي كان يدور بعنف شديد بين وحش وكائنات غامضة, ألتفت إلي الجد مقاطعاً إستنتاجي العبقري قائلاً حمد لله على سلامتك يا سمير ثم أستطرد لا يوجد لدينا الكثير من الوقت هيا قم لنرتشف فنجان من القهوة ليعاد إليك صفاء ذهنك وأعرني سمعك جيداً.
*****
جلسنا نرتشف القهوة والجد يقص علينا حقيقة كل ما رأينا من رعب خلال تلك الساعات الماضية قائلاً إن سالديس يلاحقك من أجل دمائك التي يريدها لشعبه ولكن شعب روناتالي لن يسمحوا له بذلك أبداً وقبل أن أسأله عن من هو شعب ناتالي أستطرد قائلاً شعب (ناتاليا) هو شعب طيب يعمر أحد الكواكب البعيدة وهم يقفون لشعب ذلك السالديس الذي يطاردك قاطعته متسائلاً من إين لك بكل تلك المعلومات؟ رد قائلاً في صوت مخيف وهو يقترب مني بتلك العينين ذات النظرة المرعبة لأنني صديق قديم لشعب (ناتالي) ولهذا قصة طويلة قد يحين وقت روايتها لكم يوماً ما .. ثم أستدرك حديثة السابق قائلاً لقد أتوا أفراد من شعب ناتالي وهم أصدقاء لي ليخبروني أن (سالديس) أتى في أثرك ليحصل على دمائك, ثم بدأ الجد العزيز يخص ذلك (السالديس) بكلامه قائلاً سالديس وحش خبيث يحب المكر ولا يلجأ إلى العنف إلا عندما يضطر إلى ذلك إنهم يعلمون عنه الكثير قلت له وهل هم من أخبروك بأنني سأتصل بسلمى ؟ أبتسم أبتسامة جعلته أشبه بالثعالب وهو يقول بعد أن علمت ما يحدث معك لم يكن صعب علي معرفة أنك ستتصل بذلك المسن الذي له خبرات كثيرة بعالم الخوارق والفلك كما تعرف أنت عني قاطعته هاتفاً بي وماذا لو كان قتلني ذلك الوحش قبل أن أتصل بك أو أتي إلى هنا أصلاً رد علي قائلاً ألم تفهم بعد ؟! لقد أنطلق الثلاثة جنود الذين رأيتهم من شعب (ناتالي) ولقد كانوا سيتدخلون لا محالة إذا أضطرهم موقفك لذلك ولهذا علمت أنك ستكون بخير ولقد أتو إلي بعد أن رؤك أنطلقت مبتعداً عن (سالديس) يبدو أنك تحسن التصرف ولا تفقد أعصابك بسهولة في المواقف المعقدة قلت له معترضاً لقد قتل نادر ولم يتدخلوا لأنقاذه قاطعني بحدة أشد أنهم ليسوا مندوبين ليحموا كل فرد من هذا العالم أنهم لهم قدراتهم المحدودة التي يدخرونها للتدخلات الحاسمة كمنع حصول شعب سالديس على دمائك أيها الصغير, إن سالديس أقوى من أفراد شعب ناتالي إذا كان عددهم أقل من ثلاثة ولقتلهم في وقت قليل إذا كانوا كذلك والثلاثة الذين قاتلوه هنا أحتدم القتال بينهم وبينه حتى أنتهى بالتعادل بعد أن ذهب سالديس لعدم جودى أستمرار القتال بالنسبة له ليجد طريقة جديدة للحصول عليك والأن أخبرني أنت لما ففرت من ذلك البقال المجاور لمنزلك الذي تخفى سالديس في هيئته ينتظرك؟
*****
رويت للجد كل ما حدث لي في ليلة أمس مما تعلمون أنتم أعزائي القراء فقال لي إذاً فإنك تحظى بموهبة رائعة .. لقد أتتك رؤية تنذرك بما سوف يحدث لك ثم ابتسم مستدركاً هذا رائع ثم نظر لسلمى قائلاً يبدو أن خطيبك ليس شخص عادي بالفعل يا صغيرتي إنك موهوبة بالفراسة مثل ابيك ثم عاد يلتفت قائلاً لي يؤسفني موت صديقك نادر لقد نشرت الجريدة الرسمية الخبر معلنة عن موته وقد أكد الطب الشرعي أن حيواناً ما هاجمه غير معروف الجينات ورفعت الشرطة حالة الطواريء في تلك المنطقة للبحث عن ذلك الكائن المرعب الذي قتل صديقك ولا يعلمون أنه ذلك الوحش (سالديس), ثم استدرك إن سالديس مخلوق قوي خبيث له قدرات كثيرة في الأختفاء والتمويه مما لن يمكنهم من الوصول له بالطرق التقليدية, نظرت إليه جزعاً وأنا أقول له أومن المفروض أن يطمئنني ذلك كثيراً عند معرفة أن الشرطة لن تستطيع الوصول إليه, ثم استدركت جزعاً وما الحل إذاً, نظر إلي بصمت ثم قال لي أنت من سيقضي  على (سالديس) تسألت مندهشاً وأنا أكاد أرتعد من نظراته الحادة المرعبة وهو يخبرني بصوته المخيف أنني علي أن أواجه ذلك الوحش المرعب أنا؟!! قال لي نعم هل تظن أنك ذو دماء فريدة من نوعها وأنك أخر من يملك تلك الدماء من سلالتك بإنك شخص طبيعي شردت قليلاً وأنا أتذكر أهلي الذين ماتوا وأنهم كانوا أشخاص طبعيين جداًولكنه أكمل كلامه مقاطعاً شرودي وقد ثبت نظرته في عيني قائلاً لي إنك يا ولدي قد تكون تملك بعض المواهب التي لا أدري إن كنت أدركتها في نفسك أم لا, إن كلاً منا يا ولدي يملك مواهبه الخاصة ولكن هناك من يعيش دون أن يستغلها أو ينميها وقد يموت وهو لا يدري بمواهبه تلك .
*****

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق