*****
أخيراً قررت أن اذهب إلى منزل خطيبتي .. ألم أخبركم عنها خطيبتي سلمى محمد الطحان التي تعيش بمفردها في منزل على أطراف المدينة في مكان هاديء ومخيف بعض الشيء مع ذلك الجد الغامض ذو العينين اللامعتين بالذكاء رغم تقدم السن به والتجاعيد التي أحاطت وجهه, أعتقد أن حاجتي له الان أكثر من حاجتي لها بكثير فلقد أعتدناه رجل حكيم ذو خبرة كبيرة في كثير من مناحي الحياة نعم هو من يجب أن أذهب اليه أخرجت هاتفي الجوال حمد لله انه لا يزال معي وطلبت رقم خطيبتي لابد أنها سوف تستقيظ متوترة بشدة من أتصال يأتيها في مثل ذلك الوقت من الليل فوجئت بسلمى ترد وتقول لي لقد أتصلت حقاً تعال إلي البيت حالاً فإن جدي في إنتظارك رددت في بلاهة ماذا تقولين كيف هل كنت تعلمين قاطعتني بصوت بارد قائلة ستعلم كل شيء عندما تأتي تعالى إلى هنا حالاً أغلقت الهاتف وقد شرد ذهني أفكر لماذا كان صوت سلمى بارداً بهذه الطريقة ومن إين لها تعلم أنني قد أتصل في ذلك الوقت من الليل أتجهت إلى منزل سلمى في ذلك المكان النائي وعندما وصلت وجدتها تقف في الشرفة وهي تلوح بيدها لي بأن أسرع بالصعود,فصعدت مسرعاً ودلفت إلى المنزل بعد أن سارعت بفتح الباب لي فقلت لها بعد أن أغلقت الباب خلفي عزيزتي سلمى لقد مررت بروع كبير هذه اليلة نظرت إلي مشفقة قائلة لي ما الذي حدث معك يا سمير قاطعتها قائلاً أخبريني أنت كيف علمت بأنني سأتصل بك في مثل ذلك الوقت من اليل؟قالت لي أنا الذي أريد أن أعرف ما الذي يحدث بينك وبين جدي بالضبط؟ نظرت لها بعينين متسألتين فقالت لي لقد فوجئت بجدي يوقظني في الواحدة والنصف صباحاً مخبراً أياي أنك قادم إلى هنا وأن هناك مشكلة تحدث لك ثم قالت في حدة مفاجئة قلي لي يا سمير هل هذه مزحة ما من مزحات جدي معي وقد تضامنت معه فيها علي, قلت لنفسي أها هذا يفسر صوتها البارد الذي حدثتني به عندما أتصلت بها منذ قليل قاطعت إستنتاجتي قائلة فبعد أن أوقظني جدي وقال لي ذلك الكلام أتصلت أنت بعدها على الفور , نظرت إليها مندهشاً وأنا أفكر من إين أبدأ أو كيف أشرح لها الأمر وفكرت كيف عرف الجد بأنني سوف أئتي إلى هنا.
*****
لم ألبث إلا وصوت دقات عصاً خشبية يتبعها صوت خطوات بطيئة تقترب مننا في إيقاع متتابع فأنتبهنا أنا وسلمى وتوجهت أعيننا إلى ممر الغرف الذي يأتي منه هذا الصوت من الخطوات يسبقها إيقاع العصا الخشبية فهيء لي بعد أن رأيت ما رأيت في تلك اليلة أنه صوت أتى من أعماق الظلام كأحد أفلام الرعب عندما تتقدم قوى الشر في ذلك الإيقاع الذي يثير الرعب في النفوس فوجدت نفسي أبتلع ريقي رغمً عني ثم فجأة ظهرت تلك العينين اللامعتين كعيني الثعالب من ذلك الظلام وهنا قررت أن أصرخ .. صرخت في هلع فقفزت سلمى أثر صرختي وهي تصرخ بدورها مما زادني رعباً فتمسكت بذراعيها وقد وجدتها تفعل المثل ونحن نصرخ في أنً واحد وبنفس الرتابة تبع عيني الثعلب التي ظهرت تلك جسد ذلك الجد العجوز الذي نظر إلينا قائلاً بصوت مرعب أكثر من مظهره رغم أنني أعرفه جيداً إلا أنه بدا لي مرعب بشكل كبير في هذه اللحظة وهو يقول لنا لما كل ذلك الصريخ أيها الطفلين رددنا في صوت واحد جازعيين جدييييي ثم فجأة وجدنا نظرته تتغير إلى نظرة شرسة وقد تحول نظره إلى نافذة المنزل بطريقة كاد معها أن يتوقف قلبي المسكين عن الخفقان فهتفنا به ما الذي يحدث يا جدي, وقبل أن نكمل تسألنا أنفجرت نافذة المنزل التي كان ينظر بإتجاهها محطمة إلى شظايا في الردهة التي كانت أمامنا وقد دخل منها أخر شخص أتمنى رؤيته الأن أنه سالديس بمنظره المرعب وهو ينظر إلي وقد أزداد غضباً مني بعد أخر موقف بيننا أريد أن أخبره أنني لا أحمل أي بغضاً شخصي تجاهه وإني المظلوم هاهنا ماذا كان سيفعل هو مع شخص غالب ما يريده منه هو دمائه , هنا صرخ سالديس بصوت كأنه زئير وحش كاسر ستأتي معي أيها الفاني حتى لو أحتميت بجيوش (روناتالي) كلها يبدو أنني سأتسأل كثيراً كالأبله في هذه الايام, قلت في بلاهة أسأله روناتالي؟! وفجأة خرج صوت من خلفي عميق مرعب أكثر من سالديس نفسه صارخاً يوكييييه (روناتالي سننننننننن) .