(أمجد سند) أو أمجد صنديد كما كنا نطلق عليه في سنوات الدراسة الثانوية لقد كان بالفعل كالمقاتل الصنديد على جميع الأوغاد المعروفين لنا جميعاً في تلك المرحلة من الدراسة الثانوية هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بأسماء مثل كابوكا وطاكا وما على شاكلته من أسماء ويتجمعون في مجموعات كالعصابات في كولمبيا أو البرازيل ودائماً ما يسيرون في شكل القطيع ليرهبوا الأخرون بأعدادهم ويهددون من لا يروق لهم فقط لأنهم لا يروقون لهم نعم لقد كان (أمجد سند) هو الدواء المناسب لمثل هؤلاء, ذلك الصديق الرياضي البنية الدائم التدريبات الذي حصل على بطولات في عدد من الألعاب القتالية, لن أنسى ذلك اليوم بعد أن أنتقلنا إلى المرحلة الجامعية كنت قد تأخرت فيه ليلاً مع زملائي في الدراسة, ووجدت مجموعة من أولئك الأوغاد وقد راق لهم التهكم علي وطبعاً أتخذت قراري بعدم الرد فزادوا في السخرية والسباب وبدأوا يقتربون للنيل مني وإذ بأمجد يظهر فجأة وهو يقول بصوته القوي ما هذا القطيع من الخراف الذي يتهكم على صديق لي, وثارت ثائرة هؤلاء الأوغاد كيف يتجرأ أحد ما على التفوه بمثل تلك الكلمات وهم بهذا العدد العصابي وأنقضوا عليه جميعاً تملائهم الشراسة, كانو عشرة أفراد, وأنقض أمجد ولم أجد بد من أن أساعد أشتبكت مع أثنين ولم يلبث أن فر خمسة منهم بعد أن فقد أول ثلاثة منهم الوعي بضربات سريعة بقوة أسد أسمه (أمجد) وما لبث من أشتبكت معهم وقد كالا لي اللكمات وكلت لهم أن لحقا بأصدقائهم قبل أن ينال منهم (أمجد) , قطع ذكراياتي صوت رنين هاتفي المحمول لأجد (أمجد) هو المتصل فأجبته سريعاً لأجده يقول لي في لهفة (سمير) إين أنت وكيف حالك؟ هل علمت بما حدث لزميلك نادر في العمل؟ أجبته بسرعة (أمجد) صديقي نعم أعرف ثم أكملت (أمجد) إنني في مأزق كبير لم أكد أكمل كلماتي فوجدته يرد علي دون أن يتردد لحظة واحدة قائلاً أخبرني إين أنت وسأكون عندك على الفور إن شاء الله تبارك وتعالى, أخبرته بموقعي وأنهيت معه المكالمة لأجد (الجد) يخرج علينا وهو يقول في هلع ووجه شاحب يوجد لدي أخبار سيئة يبدو أنه سوف تحدث اشياء مروعة في الدقائق والساعات القادمة, وهوى قلبي بين قدمي.
*****
عاد المهندس (رامي) باكراً إلى منزله على غير عادته وفوجئت به زوجته (رضوى) يدخل المنزل صامتاً دون أن يلقى التحية عليها ولا على أبنائه الصغار ثم أخذ يشاهد المنزل ويدور حول نفسه كأنه يشاهده لأول مرة ثم ما لبث أن توقف بصره على غرفة مكتبه والذي توجه إليه مباشرة كل ذلك وزوجته تكلمه وتحادثه ما بك ما الذي يحدث إين ملابسك التي خرجت بها بالصباح ومن إين لك تلك الملابس هذا وهو لا يجيب بل أتجه لغرفة مكتبه مباشرة وقال بصوته المعتاد ولكنه يشوبه الفحيح لا أريد أن يدخل علي أحد غرفة مكتبي مهما حدث, ثم دلف لمكتبه و أغلق الباب خلفه بعنف وزوجته (رضوى) تقف مندهشة لا تدري ما الذي حل بزوجها فجأة, دلفت خلفه (رضوى) وهي تقول له لماذا لا تجيبني, كان منهمك في تشغيل حاسبه الالي ولم يجلس بعد, فرفع إليها عينيه, وهنا أرتجفت (رضوى) وهي تحدق بعينيه في رعب وتتسائل في نفسها عن ماهية تلك النظرة المرعبة التي في عينيه, ولكنه عاد بنظره إلى حاسبه الألي وقد أنهمك بتوصيل جهاز غريب الشكل به ثم ضغط على الجهاز الصغير وما لبث حاسبه الألي أن بدأ العمل وهيء اليها أن عيني زوجها تلمعان بظفر وكأن تشغيل حاسبه الألي الخاص به هو نجاح كبير له في حد ذاته أو .. لحظة تذكرت (رضوى) سريعاً ما فعله عند دخوله وكأنه لا يعرفهم ولا يعرف بيته الذي يعيش فيه ثم .. صوته نعم هل كان يشوبه فحيح ونظرة عينيه المرعبة, وفجاءة نظر لها زوجها الذي لم يكن سوى (سالديس) وقد شعر بأنفعالتها وتردد أنفاسها سريعاً وفهم أنه على وشك أن تكتشف أمره وبالفعل صرخت الزوجة قائلة أنت لست زوجي أنت لست (رامي) وهنا لم يتردد (سالديس) لحظة وأنقض عليها وهو يتحول إلي شكله المرعب الحقيقي وأتسعت عينا (رضوى) في هلع وفتحت فاها أنذاراً بخروج صرخة مداوية ولكن قبل أن يخرج من حلقها صرخة واحدة أخترقت مخالب (سالديس) رقبتها بعنف لتدفق دمائها على يده ويردها قتيلة بلا أي شفقة أو رحمة.
*****
خرج علينا جد خطيبتي بتلك الكلمات الجزعة التي ينذرنا فيها بأحداث مروعة قد تحدث في الساعات المقبلة, فقلت له في تريث هلا أخبرتنا بما يحدث يا جدي قال لي أنه يوجد ثلاث مهندسين أبرياء وأسرهم معرضين للفتك من قبل (سالديس) في السعات المقبلة, وذلك أن جنود شعب (روناتالي) الموجودين في عالمنا لم يكن بأستطاعتهم أنجاز العلوم الهندسية اللازمة لبناء المنازل الأمنة ولم يكن من المسموح به في قوانينهم خروج من يؤدون تلك الأعمال من عالمهم, فلا يسمح لغير المقاتلين وبعض الفئات القليلة, الأخرى بذلك وعلى هذا طلب مني جنود (روناتالي) أحضار رسوم هندسية لمواصفات أملوها لي جيداً لبناء تلك المنازل الأمنة وبالفعل أخترت ثلاث مهندسين وطلبت منهم تلك التصاميم وقد فضلنا أن يكونا أكثر من واحد لأن لكل منزل مكانه المختلف فيجب ولو أخترنا مهندس واحداً لكل المنازل لم ليكن ينفك الشك عنه أبداً من عدد المنازل المطلوبة بهذه المواصفات الغريبة, أما لو قسمنا على كل مهندس تصميم منزلين على حدى سهل ذلك علينا أقناع الواحد فيهم بأنني رجل محب لتصاميم ذات طابع خاص وشكل مختلف,وبالطبع عاين كلاً منهم الأرض التي صمم لها رسومات المنزل وبطبيعة الحال كلاً منهم يحتفظ بنسخة على جهازه الخاص بالأبعاد والمكان, وللأسف حصل (سالديس) الماكر على عناوينهم وأرقام هواتفهم وبالتأكيد سيذهب إليهم ذلك السفاح المرعب للفتك بهم والحصول على تلك المعلومات بعد أن حصل من جهازي الخاص بما أدونه فيه لضعف ذاكرتي في هذه السن العجوز, قلت له جزعاً يالا الواقعة يجب أن نقوم بتحذيرهم ونجدتهم فوراً, قال لي بالطبع لم أنتظر على فعل ذلك لقد أتصلت بهم عدة مرات ولم يجيب سوى المهندس (عامر) ولقد أوجزت له أنه هو وأسرته في خطر محدق ولقد أستجاب لي وأتفقت معه على مقابلته هو وأسرته في مكان نائي لن يجده فيه (سالديس) وأن عليه حمل ذاكرة حاسبه المنزلي وحاسبه المحمول أرجو ألا يظفر به سالديس قبل أن يهرب إلى مكان لقائنا هو وأسرته أما الأثنين الأخرين (رامي) و (حسن) فقد أرسلت لهم رسالات أرجو أن يقرؤها فور تعاملهم مع هواتفهم المحمولة وسأكرر أتصالي بهم وأنا ذاهب لألتقاط (عامر) وزوجته وولده قلت له في حسم لن أدعك تذهب أنت أنا من سيقوم بهذه المهمة لعل سالديس يتبعهم وهذا سيعرض حياتك للخطر قاطعنا فجأة صوت قوي يقول لن تذهب وحدك يا صديقي العزيز وكان صاحب الصوت هو (أمجد سند).
*****